قصة من المستشفى
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

قصة من المستشفى Emptyقصة من المستشفى

قلبي يهواك
قلبي يهواك
 نُشر في الخميس 30 سبتمبر 2010 - 1:41

في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة.
كلاهما معه
مرض عضال. ‏أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا
بعد العصر. ولحسن حظه فقد ‏كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في
الغرفة.

أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً ‏على ظهره طوال الوقت

كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر،
لأن كلاً منهما ‏كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا
عن أهليهما، وعن بيتيهما،
وعن ‏حياتهما، وعن كل شيء

وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر
الطبيب، وينظر في ‏النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر
ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها ‏الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة
بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ‏ففي الحديقة كان
هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد
‏مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل
الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس ‏يبحرون بها في
البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع
‏يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو
بجانب الزهور ذات ‏الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر
الناظرين

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا
الوصف الدقيق ‏الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر
البديع للحياة خارج ‏المستشفى.
وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف
الفرقة الموسيقية ‏إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه
لها.

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام
جاءت الممرضة
‏صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى
نحبه خلال الليل. ‏ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة
عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة ‏لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد
الحزن.

وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى
جانب النافذة. ولما ‏لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة
بعد العصر وتذكر الحديث الشيق ‏الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب
لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في ‏هذه الساعة.
وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً
بذراعيه، ‏ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة
لينظر العالم الخارجي. ‏وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا
جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت ‏النافذة على ساحة
داخلية.

نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه
ينظر من خلالها، ‏فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة.
ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص ‏عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة
وما كان يصفه له.

كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم
يكن يرى حتى هذا ‏الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى
لا تُصاب باليأس فتتمنى ‏الموت.

ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟

إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى
عليهم فسيزداد ‏حزنك.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية