لوحة فنية تصنعها الطيور المهاجرة في سماء الاردن

نُشر في الأربعاء 5 مايو 2010 - 7:23

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتب - طارق الحميدي- بعد أن حلت ضيفا على الأردن لمدة تقارب الشهرين عادت أسراب الطيور المهاجرة أدراجها إلى دول الشمال مع حلول فصل الربيع لتنتظر موسم الشتاء القادم لتعاود هجرتها جنوبا مرة أخرى.
ومع بداية شهر أيار غادرت أسراب الطيور المملكة مشكلة لوحة فنية في السماء بعد أن استمتع هواة الطيور والتصوير والباحثون بمراقبة طيران مئات آلاف منها تطير في أسراب منظمة.
وتعرف هجرة الطيور على أنها مغادرة الطيور لموطنها الأصلي بسبب قدوم فصل الشتاء والذي تغطي فيه الثلوج الغذاء مما يدفعها للهجرة إلى أماكن أكثر دفئا ثم تعود عند حلول فصل الربيع.
ويقع الأردن على خط الرئيسي لهجرة الطيور حيث تعبر كثير من هذه الطيور فوق الأجواء الأردنية ويهبط جزء منها على واحة الأزرق وبعض ألاماكن الأخرى في صحراء الشرق أو في منطقة وادي الاردن.
ويعتبر الأردن من أهم ممرات الطيور المهاجرة، بسبب وقوعها على حافة حفرة الانهدام وتقطع الطيور آلاف الكيلو مترات سنويا في مواسم الهجرةً مرورا بالأردن ويبلغ عدد أنواع الطيور المسجلة في الأردن نحو 425 نوعاً، تتوزع على 58 عائلة.
ويتكاثر في الأردن عدد من الطيور المهددة عالمياً مثل العويسق و النعار السوري، كما أن هنالك العديد من الأنواع المهددة التي تم تسجيلها في الأردن خلال مواسم الهجرة وفصل الشتاء، وتشمل ملك العقبان، والعقاب الأرقط الصغير، وطائر القطقاط الاجتماعي علما أن القائمة تضم 15 نوعا مهددا و21 على لائحة الاتفاقية الدولية للاتجار بالأنواع المهددة سايتس.
ويبدأ موسم الطيور المهاجرة في المملكة مع حلول شهر شباط وينتهي مع نهاية شهر نيسان.
واستمتع أهل الأزرق والمهتمون بالموسم الحالي للطيور المهاجره والذي أشار عدد منهم أنه كان أكبر من المواسم السابقة بسبب كثرة الأمطار الهاطلة في الموسم المطري السابق كما أن مشهد طيرانهم وبأسراب كبيرة وبأشكال هندسة متقنه شكل مشهد رائعا لمحبي الطبيعة والطيور.
وتقطع الطيور المهاجرة مسافات طويلة وتتنقل فوق الصحارى والجبال والسهول للبحث عن أفضل الظروف لتأمين استمرار حياتها ووجودها.
وتقدر الطيور المهاجرة سنويا بالملايين حيث تجوب هذه الطيور في رحلة من الشمال إلى الجنوب في فصل الخريف ثم تعود من الجنوب إلى الشمال في الربيع.
مهدي قطرميز رئيس قسم الحماية وتنظيم الصيد في الجمعية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة قال أنه تعبر الأردن سنويا أكثر من (360) نوعا من الطيور المهاجرة.
وأشار قطرميز الى أن أعداد الطيور المهاجرة تقدر بمئات آلاف سنويا إلا أنها تختلف من عام لآخر وحسب كميات الأمطار وذلك لأن الطيور المهاجرة تجذبها المصطحات المائية وتهبط لترتاح فيها من عناء وتعب السفر مشيرا إلى أن موسم الهجرة للعام الحالي شهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد الطيور المهاجرة وذلك بسبب الموسم المطري السابق.
وبين أن انواع الطيور المهاجرة التي تعبر الأردن مختلفه منها الطيور الكاسرة والجوارح والطيور المائية.
وعن صيد الطيور المهاجرة أشار قطرميز أن اصطياد الطيور المهاجرة يسمح أو يمنع حسب نوعها مثلا اصطياد طيور البط مسموح وذلك لوجودها باعداد كبيرة بينما يمنع اصطياد الطيور المهددة بالانقراض ومنها طير الرها وبعض أنواع الجوارح.
وكشف أن الجمعية وبالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية الطبيعة تكثف جولاتها في منطقة الازرق والصحراء الشرقية بغية السيطرة على عمليات الصيد ومنع المخالفات قدر الامكان.
وأشار قطرميز أن الطيور المهاجرة تحقق الكثير من الفوائد فهي جزء من النظام البيئي ووجودها يساعد على اكتمال الحلقة في الطبيعة الأردنية.
وأضاف أن وجودها يشجع على السياحة البيئية حيث يكثر الناشطون والعلماء والمهتمون بمراقبة الطيور وتصويرها في فصل مرور هذه الطيور بالإضافة للفوائد الاقتصادية لأهل المنطقة والفوائد العلمية والبحثية التي تتحقق بوجودها.