هي الإبنة الكبرى لأبي بكر الصديق، وتكبر أم المؤمنين السيدة عائشة بأكثر
من عشرة أعوام، لقبت بذات النطاقين أثناء الهجرة النبوية، فكانت تزويد
النبي الكريم ووالدها رفيقه في الهجرة بالمؤونة والزاد وأيضا أخبار مكة
وأهلها، وكانت معروفة بذكائها وقدرتها على التصرف وإصرارها وقوة عزيمتها،
فبعد أن استقر النبي في المدينة لحقت بالمهاجرين وهي حامل في ابنها البكر
عبد الله بن الزبير ليكون أول مولود في المدينة، وهو الشاب الذي سيكون له
شأن كبير في محاربة الاستبداد الأموي في مرحلة لاحقة، وستكون أسماء نفسها
أحد مناصريه في هذه المعركة غير المتكافئة التي خاضها ضد الحجاج بن يوسف
الثقفي، فسيرة أسماء حتى الهجرة معروفة للجميع، ولكن المحنة التي أصابتها
بعد ذلك بسنوات طويلة فليست تذكر كثيرا، خاصة أنها تتعلق بمرحلة إشكالية من
التاريخ الإسلامي.
وقفت أسماء بنت أبي بكر بجانب ابنها عبد الله بما
عرف عنها من تمسك بمبادئها ولو كانت تمثل الخيار الصعب بالنسبة لها، فبينما
تتوجه الجيوش الأموية بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي تجاه مكة للقضاء على
الحركة المعارضة للاستبداد الأموي، بدأ أنصار عبد الله بن الزبير ينفضون
عنه، وينسحبون من معسكره، حتى بقيت قلة من رجاله المخلصين لا يستطيعون بأي
طريقة أن ينتصروا على الأمويين، وفي هذا الظرف الصعب يلجأ إلى أمه
ليستشيرها في هذه المحنة الصعبة، ويعرض عليها الاحتمالات التي أمامه،
فيقول: قال : لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما
عنده‘ حتى أولادي وأهلي انفضوا عني, ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي,
وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين، ورسل بني أمية
يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد
الملك بن مروان , فما ترين؟فكان ردها حاسما لا يتداخل معه وهن أو ضعف وهي
في سن متقدمة، فتقول له: الشأن شأنك يا عبد الله , و أنت أعلم بنفسك، فإن
كنت تعتقد أنك على حق, و تدعوا إلى حق, فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين
قتلوا تحت رايتك،وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك,
وأهلكت رجالك .
فيعرض أمامها الاختيار الأصعب: ولكني مقتول اليوم لا
محالة ، فلا تتراجع عن رأيها وتقول: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج
مختاراً, فيلعب برأسك غلمان بني أمية .فيقول : لست أخشى القتل, وإنما أخاف
أن يمثلوا بي .فترد عليه : ليس بعد القتل ما يخافه المرء , فالشاة المذبوحة
لا يؤلمها السلخ، ارتضت له الموقف البطولي مع أنه رحلت من حزنها عليه بعد
بضعة أسابيع.
من عشرة أعوام، لقبت بذات النطاقين أثناء الهجرة النبوية، فكانت تزويد
النبي الكريم ووالدها رفيقه في الهجرة بالمؤونة والزاد وأيضا أخبار مكة
وأهلها، وكانت معروفة بذكائها وقدرتها على التصرف وإصرارها وقوة عزيمتها،
فبعد أن استقر النبي في المدينة لحقت بالمهاجرين وهي حامل في ابنها البكر
عبد الله بن الزبير ليكون أول مولود في المدينة، وهو الشاب الذي سيكون له
شأن كبير في محاربة الاستبداد الأموي في مرحلة لاحقة، وستكون أسماء نفسها
أحد مناصريه في هذه المعركة غير المتكافئة التي خاضها ضد الحجاج بن يوسف
الثقفي، فسيرة أسماء حتى الهجرة معروفة للجميع، ولكن المحنة التي أصابتها
بعد ذلك بسنوات طويلة فليست تذكر كثيرا، خاصة أنها تتعلق بمرحلة إشكالية من
التاريخ الإسلامي.
وقفت أسماء بنت أبي بكر بجانب ابنها عبد الله بما
عرف عنها من تمسك بمبادئها ولو كانت تمثل الخيار الصعب بالنسبة لها، فبينما
تتوجه الجيوش الأموية بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي تجاه مكة للقضاء على
الحركة المعارضة للاستبداد الأموي، بدأ أنصار عبد الله بن الزبير ينفضون
عنه، وينسحبون من معسكره، حتى بقيت قلة من رجاله المخلصين لا يستطيعون بأي
طريقة أن ينتصروا على الأمويين، وفي هذا الظرف الصعب يلجأ إلى أمه
ليستشيرها في هذه المحنة الصعبة، ويعرض عليها الاحتمالات التي أمامه،
فيقول: قال : لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما
عنده‘ حتى أولادي وأهلي انفضوا عني, ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي,
وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين، ورسل بني أمية
يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد
الملك بن مروان , فما ترين؟فكان ردها حاسما لا يتداخل معه وهن أو ضعف وهي
في سن متقدمة، فتقول له: الشأن شأنك يا عبد الله , و أنت أعلم بنفسك، فإن
كنت تعتقد أنك على حق, و تدعوا إلى حق, فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين
قتلوا تحت رايتك،وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك,
وأهلكت رجالك .
فيعرض أمامها الاختيار الأصعب: ولكني مقتول اليوم لا
محالة ، فلا تتراجع عن رأيها وتقول: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج
مختاراً, فيلعب برأسك غلمان بني أمية .فيقول : لست أخشى القتل, وإنما أخاف
أن يمثلوا بي .فترد عليه : ليس بعد القتل ما يخافه المرء , فالشاة المذبوحة
لا يؤلمها السلخ، ارتضت له الموقف البطولي مع أنه رحلت من حزنها عليه بعد
بضعة أسابيع.