نضمت الممرضات المصريات إلى فئات المتظاهرين والمحتجين التي يعج بها الشارع السياسي في مصر، وتظاهرن أمس ضد الفنانة غادة عبد الرازق ومسلسلها «زهرة وأزواجها الخمسة» الذي يعرض حاليا على عدد كبير من القنوات الفضائية وأثار جدلا كبيرا في الأوساط المصرية، حيث اعتبرنه يمثل إهانة لهن ولمهنتهن السامية وأنه يصور الممرضات في صورة متدنية، على حد قولهن.

ارتدت الممرضات أثناء تظاهرهن ضد المسلسل ملابسهن البيضاء المعروفة ورفعن لافتات أشدن فيها بمهنتهن وبمكانتها الكبيرة في المجتمع المصري والعالمي. وقالت سامية جابر، نقيبة الممرضات في الإسكندرية لـ«الشرق الأوسط»: «الفنانة غادة عبد الرازق بالذات قامت بدور كبير في تشويه صورة الممرضات في مصر، فقد قامت ببطولة عملين متتاليين صورا الممرضة على أنها غير أمينة وأنها مزواجة، بمجرد أن يتحدث إليها أي رجل تجري على الفور لتقع في غرامه». وتابعت: «وهو أمر جسدته في البداية في فيلمها السينمائي (كلمني شكرا).. ثم ما لبثت بعدها بعدة أشهر (الآن) أن أعادت تصوير الصورة المسيئة نفسها للممرضة وبشكل أكبر من خلال مسلسلها الحالي (زهرة وأزواجها الخمسة)».

وطالبت نقيبة الممرضات الإعلام المصري بالرفق بالممرضات وبسمعتهن وتناول حياتهن بحيادية وإظهار الجوانب الإيجابية فيها، وأضافت: «لماذا لا تظهر الممرضة في مثل هذه الأعمال السينمائية والتلفزيونية وهي تنقذ حياة مريض من الموت، وهو أمر يجسد واقعا حقيقيا يتكرر كل يوم في مختلف المستشفيات»، وتابعت: «نحن نطالب أيضا وزير الإعلام المصري السيد أنس الفقي باتخاذ قرار شجاع بوقف عرض مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة) فورا انتصارا للقيم السامية التي يمثلنها الممرضات».

وأضافت أن النقابة سوف تمهل الوزير ثلاثة أيام لاتخاذ القرار وفي حال عدم استجابته سوف يتم اللجوء للقضاء المستعجل لاستصدار قرار بوقف العرض قبل استكمال باقي الحلقات في شهر رمضان.

وكشفت جابر عن أن أعدادا كبيرة من الممرضات في الإسكندرية قد أصبن بالفيروس الكبدي وذلك بعد انتقال العدوى إليهن من المرضى أثناء العلاج وهي تضحية كبيرة (تدخل ضمن مخاطر المهنة) قمن بها عن طيب خاطر من أجل رسالتهن السامية. وأكدت أنهن من أكفأ الممرضات في العالم، مشيرة إلى أن جميع الدول الأوروبية تتهافت على النقابة للتعاقد معهن للعمل في الخارج، خاصة أن مصر أصبح لديها عدد من الكليات التي تمنح درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه للممرضات