لماذ أشعار النساء دائماَ حزينه
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

لماذ أشعار النساء دائماَ حزينه Emptyلماذ أشعار النساء دائماَ حزينه

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الأحد 18 يوليو 2010 - 19:16


قبل الدخول في خضم هذا الأمر _ وهو الحديث عن مسحة الحزن التي ترتسم على محيا الأدب النسوي _ لابد من الحديث عن أمر يسبق ذلك الأمر ، بل ربما يكون السبب الرئيس في حصوله ، ألا وهو الاكتئاب الذي ظل ملازماً للمرأة المتعلمة ، أو بعبارة أصح المرأة الكاتبة ، فقلما تقرأ لامرأة كاتبة ، إلا وتحس بهذا الاكتئاب بين ثنايا سطورها ، وتدركه من خلال عباراتها ، ولا أخفيكم أن التلازم والترادف بين الألم والقلم تلازم أزلي قدري ، وقدر مشترك بين الذكور والإناث ، ولكنه لدى الإناث أكثر وضوحاً ، ولعل ذلك الأمر راجع إلى أن الكتابة بالنسبة للمرأة عالم جديد ، ووعي جديد يخرجها من المألوف إلى المجهول ، ويحولها من حياة القناعة والتسليم والغفلة ، إلى قلق السؤال وقلق الوعي بما يخيط بها ، وما يجري وراءها ولها .
والوعي والإدراك دائماً يقلق ويثير صاحبه ، وعدمه يريح . ومن هنا كانت كتابة المرأة انتقالاً من الراحة إلى القلق ، والقلق لا يحدث للإنسان إلا إذا أصبح واعياً بوجوده ، وأن هذا الوجود يمكن أن يتحطم ، وأنه قد يفقد نفسه ، ويصبح لاشيء ، وكلما كان الإنسان واعياً بوجوده زاد قلقه على هذا الوجود ، وزادت مقاومته للقوى التي تحاول تحطيمه ، وهذا هو السبب وراء انتشار القلق بين النساء المثقفات عنه بين النساء غير المثقفات ؛ وذلك لأن المرأة المثقفة أكثر وعياً بوجودها عن المرأة غير المثقفة ، وبالتالي فهي أكثر قلقاً من أجل حماية هذا الوجود من القوى الاجتماعية التي تبغي تحطيمه .

إذاً الاكتئاب والقلق ، اللذان سببهما الخوف من المجهول ، هما سببان رئيسان من أسباب الحزن في أشعار النساء ، حتى إن إحدى الشاعرات ألفت هذا الحزن ، حتى إنه لو غاب عنها لساءها هذا التأخير . تقول عائشة التيمورية :

إني ألفت الحزن حتى إنني لو غاب عني ساءني التأخير .

وهاهي الشاعرة العراقية نازك الملائكة ، تمر بصراع طويل مع الحزن ، ينتهي بها أن تغني له ، وترحب به ، والخنساء رضي الله عنها ليس وجودها في اللغة إلا احتفال بالحزن ، وحياة الألم . ومع بروز المرأة العصرية الكاتبة ، برز الحزن رفيقاً لها وعلامة على حياتها .

يقول أنور الجندي : « في مراجعة شاملة للأدب النسوي المعاصر منذ فجره حتى أوائل الحرب العالمية الثانية ، يتبدى طابع حزين منقبض ، يغمر أدب المرأة ، ويكاد يصبغه بصورة مظلمة قاتمة » . وربما يكون لحوادث الحياة وظروفها ، أثر كبير في إضفاء هذه المسحة الحزينة على الأشعار النسوية ؛ خاصة أن الحوادث التي تعاقبت على الأمة بعد الحرب العالمية الثانية ، كانت حوادث مؤلمة موجعة أصابت الأمة في الصميم ، ومالمرأة إلا جزء من هذه الأمة ، بل ربما لحساسيتها المفرطة ، لازال كابوسها يجثم على صدرها ، فتنفثه حزناً ، يفت الأكباد ، ويستمطر العبرات ، كما نرى في أشعارهن …….

وما أشرت إليه من كون حوادث الحياة وظروفها سبب رئيس في موجة الحزن العاتية ، التي تعصف بالأدب النسوي ، لا يعني عدم وجود عمق ثقافي ونفسي يجعل الحزن تقليداً متوارثاً لها . تقول مي زيادة : « إن تاريخ المرأة استشهاد طويل » ، ويقول أحد الفرنسيين : « ليس من ألم يضاهي ألم المرأة » .

ويزداد حزنها _ أي المرأة _ مع ازدياد وعيها ، ومع نمو تجربتها في الكتابة ، ورجعت إلى هذا السبب ؛ لأني أرى أنه السبب الرئيس في الحزن الذي يكسو أدب المرأة …….[b]
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية