المصير في لحظة الوداع الأخير
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

المصير في لحظة الوداع الأخير Emptyالمصير في لحظة الوداع الأخير

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 6 أكتوبر 2012 - 2:53

المصير في لحظة الوداع الأخير
( سوريا نحو الإنتصار)

مهلاً أيتها الشمس ، غداً سيتجدد الشروق ، وستخلعين من بوحك القديم ليل الأزمنة الغابرة ..
ستنتصبين وحدك في عرض البحر ، لا غمامة تخيّم في مدى الكلمات ، ولا عتمة تستبيح السبيل دجى ..
غداً سيقف على بابك العاشقون إلى براءة الأيام ، حيث ولدت دمشق حرة بين أكناف المساجد وظلّ الكنائس ، وفي المكان قدسية الشرفاء ونسلهم الرفيع ممن رسموا رداءً للشمس ، ومن سليل سيفهم يخرج يوسف العظمة عن صمته ، ويصعد من قبره قائلاً :

ها أنا قد جئت مرتدياً شمسي ..
ونسلي واحدٌ ...
فقد كان ظلي عبر قمري ..
وفي ربيع كل مدى ٍ صعدت قبري...
خذوا يدي ، إني من ذاتكم ،
وأصعدوا برصاصكم برهة فوق صدري ..
وأصعدوا ،
فلا وجلٌ في الذرى ، وإن الحياة موتي
وفي الشهادة كان زمني ،
ومن ثورتكم أسلّ اليوم بصري ....
موتي شبيه دمائكم
وأنا أحيا بينكم
ها هو قدري ...

غداً يا شمس موعدك ، والأجيال ستذكره ، وإن تلطخت جدارية الماغوط وأسوار الكواكبي وقباب المعري ، وكل من ولد من رحم القلم والكتاب وحيه بدماء المارون على جثثت الشهادة .
ستشرقين ولادة أخرى ، وستقف إمرأة على بابك تبحث عن أولادها تحت الثرى، تقف حافية في مدى الطريق، تناجي السماء عن القاشوش وغياث وحمزه وسيف الثورة المنتصب بين حنايا التراب المبلل بدمائهم ، تجدهم على مقربة من السماء وتقول : إنهضوا فهذه الشمس التي بحثتم عنها قد طلعت من خلف الغمام ، إنهضوا إن الحنين إلى الديار صار بيننا ، والأرض حرة بعد غياب...

أفيقوا .. قد بان الضحى فاستفيقوا ..
والعشب يصعد ببطء للذرى
والغياب للطرف يعيقُ..
إنهضوا من تمتمات الموت والثرى
هذه الدماء للحياة طريقُ ..
إصعدوا على يدي
على صدري
فالدم على غيابكم يريق..ُ

- أواه يا دار كم خزلت حزننا ..أواه كم ذهب المارون من بابك إلى صفحات التراب المتراكم عبرنا ، ذهبوا جميعاً عبر سنابل القمح وأوراق الزيتون، ذهبوا ليرتدوا من الحياة زينتها بلون أبيض .
- بأي حال نقف على ظلك والحصادون يخيّمون في مداك ، والقباب تختزل المأساة بدمعة دمشقية ، كئيبة وفي جوفك حزن البراءة .. دموع الثكالى .. وألم من هرموا العبودية .

أواه كم من الألم المذبوح فينا..
وكم براءة ذبحت ْ
والحصادون يحرسون المنفى
وكم كان الليل هالكٌ
ونحن الصامدون
ننتزع الشمس من عتمة تائهة في المدى
فالموت سماءٌ ، وهو سمائنا
وشهادة نحن لها ماضينا ..
غداً سيرحل الليل ،
ويا شمس ستشرقينا ..

- غداً ستشرق شمس الحولة ، وسيعود إليها أهلها ، والجاني مصيره في لحظة الوداع الأخير الموت على حبل مشنقة ـ لا زفير فيها وليس لها مأوى ..
- غداً سيرحل الجلادون والكاشحون والواشون إلى صدى جهنم ، غداً ستجز رؤوسهم ونعلقها على حائط درعا ، وأسوار حمص وشوارع إدلب ،وقلعة حلب وكل مدينة إسمها يشبه الشمس، غداً سنغني :

خذوا دماءكم معكم
وإحملوا رصاصاتكم من صمتنا ..
وارحلوا عن موتنا ..
إلى قبركم ،
بعيداً عن أرضنا ..
كفرتم بدماء أطفالنا ..
ودموع أمهاتنا ..
ووضعتم السمّ في مائنا ، في دمنا ،
في قبرنا ..
غداً سترحلون
ونبقى
وتبقى أرضنا ...
لطختم أيادينا برصاص الموت
سنحيا ، ولادة الشمس فينا
سترحلونَ ،
كما الشوك اليابس ، تداسونَ

**** صفحتي الخاصة ( ريشة الأدب)
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية