أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyأثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:25

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي
على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية


إعداد الطالبة
فاطمة محمد رجا مناصره
بكالوريوس في الشريعة الإسلامية 1975م الجامعة الأردنية
تربية 1987م جامعة اليرموك


إشراف الدكتور فاروق عبدالمجيد السامرائي


قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التربية الإسلامية من جامعة اليرموك
1415هـ - 1994م


مؤسسة نور الاسلام
www.islamlight.net




الإهداء:
• إلى والديّ العزيزين، براً بهما ومحبة لهما، سائلاً الله العلي القدير أن يمطر عليهما سحائب رحمته، ويفرغ عليهما صبراً، ويختم لهما بالصالحات.
• إلى زوجي الفاضل إكراماً وتقديراً، وعرفاناً بفضله، جزاه الله خيراً وأحسن مثوبته.
• إلى أبنائي الأحبة، داعياً الله أن ينبتهم نباتاً حسناً، ويزيدهم علماً ونوراً، ويهديهم صراطاً مستقيما.
• إلى إخواني وأخوتي، راجياً الله أن يتولاهم بهدايته وعنايته، ويرزقهم صبراً، ويجعل لهم من كل ضيق مخرجا.
• إلى كل من شاركني عناء هذا البحث وساهم فيه بتوجيه، أو كتاب أو دعاء.
إلى هؤلاء أهدي هذا الجهد العلمي المتواضع.
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا [الكهف: 10].

شكر وعرفان
قال تعالى ومن شكر فإنما يشكر لنفسه [النمل: 40]
أشكر الله العلي القدير أن كفاني مؤونة هذا البحث، ويسر لي الجهد والوقت لإنجازه، إنه على كل شيء قدير.
وإنني لأخص بالشكر والامتنان حضرة الأستاذ الفاضل الدكتور فاروق السامرائي، الذي تفضل مشكوراً فقبل الإشراف على هذه الرسالة، والذي كان لما بذله من جهد ورعاية وسداد رأي الأثر الكبير في إخراج هذا البحث إلى الواقع، فقد كان نعم المشرف، فله مني كل التقدير والاحترام وجزاه الله خير الجزاء.
كما وأتقدم بالشكر من حضرة الأستاذ الدكتور محمد عقلة، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية سابقاً، لما أبداه من حسن تعاون وتيسير، كما وأشكر الأستاذ الدكتور إسماعيل أبو شريعة، عميد كلية الشريعة، وجزاه الله خيراً.
وفي الختام أشكر كل الذين أسدوا لي النصح والمعونة والإرشاد، وجزى الله الجميع خير الجزاء.
هذا والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي
على تعليم الفتاة المسلمة فيا لجامعات الأردنية
الملخص:
دعا الإسلام إلى التعليم، وحث عليه، وجعل للعالم منزلة فوق منزلة الجاهل، وربط الخشية من الله بالعلم، والعلماء ورثة الأنبياء. والمرأة والرجل في ذلك سواء، فالمرأة العالمة أقدر على فهم أحكام الشريعة وتطبيقها من المرأة الجاهلة، وقد أُعجب الرسول  بسؤال المرأة عن أمور دينها، وتولى تعليم النساء بنفسه، بل وجعل لهن يوماً يلتقيهن بعيداً عن الرجال يعلمهن مما علمه الله.
إلا أن تعليم المرأة في الواقع المعاصر أخذ مسارات تختلف عنها في الإسلام، شكلاً ومضموناً... تساوت المرأة مع الرجل في كيفية التعليم ونوعيته، بل وهي معه جنباً إلى جنب، ولذلك تناولت الباحثة في هذا البحث دراسة تحليلية ومسحية لبعض المشكلات التربوية التي تواجه الفتاة المسلمة الدارسة في الجامعات الأردنية، مع التركيز على قضيتين هما: الاختلاط، والمنهاج التعليمي. لذلك جاءت الدراسة في فصل تمهيدي وثلاثة فصول وخاتمة.
الفصل الأول تناول مسألة تعليم المرأة المسلمة في الإسلام، والأدلة على مشروعية تعليمها من القرآن والسنة، وبعد ذلك واقع تعليم المرأة وتأثرها بالغرب نتيجة الغزو الفكري للعالم الإسلامي، ثم المنهاج التعليمي مفهومه، وعناصره ومكوناته، وخصائص المنهاج المقترح.
أما الفصل الثاني، فقد تناول المشكلة الأولى وهي الاختلاط، واقعه وأثره التربوي على الفتاة المسلمة فيا لجامعات الأردنية، وعلاج مقترح لهذه المشكلة، مع مراعاة إيراد وجهات نظر الطلبة أنفسهم لمعرفة مدى معاناتهم من هذا الواقع، وذلك من خلال الدراسة الميدانية التي قامت بها الباحثة.
الفصل الثالث، فهو عن طبيعة المنهاج في الجامعات الأردنية وأثره التربوي على الفتاة المسلمة، وذلك من خلال عرض نتائج الدراسة الميدانية ومناقشة هذه النتائج، ثم حلول مقترحة لمعالجة هذه المشكلة.
وأخيراً الخاتمة واشتملت على أبرز النتائج والتوصيات.

الفصل التمهيدي
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( ).. أما بعد:
فمن عظيم فضل الله تعالى على المرأة أن كرمها، بتكريمه للإنسان ذاته  ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ( ). فلقد أعلى الإسلام مكانة المرأة، وحفظ حرمتها وكرامتها، وجعلها كالرجل في المسؤولية أمام الله، وفي تطبيق أحكامه.
واهتم الإسلام بتعليم المرأة، وتربيتها، فهي المدرسة الحقيقية التي تتربى فيها أجيال الإسلام. لذلك أمر النبي  الشفاء بنت عبدالله العدوية القرشي – من أوائل المهاجرات – أن تعلّم حفصة أم المؤمنين الكتابة، وأمرها كذلك أن تستمر في تعليمها حتى بعد زواجه منها( ).
كما وحث النبي  على تعليم المرأة، ووعد بالثواب العظيم على ذلك، فقال: "ثلاثة لهم أجران، وذكر منهم: ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم اعتقها فتزوجها فله أجران"( ).
وباشر النبي  تعليم المرأة بنفسه، فعن أبي سعيد الخدري ، أن النساء قالت للنبي : "غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً لقيهُنْ فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهنّ: ما منكن إمرأة تُدّم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار، فقالت امرأة: واثنتين: فقال: واثنتين"( ).
إنّ الإسلام جعل للمرأة حق في أن تأخذ نصيبها من التعليم في إطار الآداب والضوابط الشرعية التي لا ينبغي تجاوزها، مثل الفصل فيا لتعليم بين البنين والبنات، عملاً بعموم الأحاديث والوقائع التي فصل فيها الرسول  النساء عن الرجال في الصلاة، حيث جعل للنساء صفوفاً تبدأ من آخر المسجد، أي من أبعد مكان فيه عن الرجال، فقال "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"( ). كما جعل للنساء مجلسا يجلس إليهن ليعلمهن أمور دينهن، وذلك عندما طالبن الرسول عليه الصلاة والسلام، أن يجعل لهن يوماً يجلس إليهن يعلمهن أحكام الدين دون حضور الرجال، ففعل عليه الصلاة والسلام ذلك. كما وردت إلهي الإشارة في الحديث السابق.
إلا أن نظرة واحدة إلى واقع تعليم المرأة المعاصر، يرينا أن الأمر اختلف، فأصبح تعليم المرأة في الغالب ليس من أجل العلم، وإنما لمآرب أخرى مثل الحصول على وظيفة، أو الهروب من مستلزمات الأسرة، والبيت المسلم. وأصبح التعليم الجامعي الحالي – بشكل عام – لا تراعى فيه حاجات الفتاة، ولا حرمتها، أو طبيعة تكوينها، فهي تتعلم مع الشباب جنباً إلى جنب، تحت نفس الظروف، وفي نفس المكان، وتتلقى نفس المناهج، فهي تشاطر الرجل المسيرة التعليميّة بكلّ متطلباتها ومستلزماتها، دون وجود فوارق أو حدود.
إنّ الفتاة المسلمة لديها رغبة شديدة لنيل نصيبها من التعليم ولكنها تصطدم بواقع قد يكون مغايراً – في كثير من جوانبه – للتربية السليمة في الإسلام، لذا فإن الباحثة تناولت في دراستها هذه قضيتين أساسيتين تُعتبران من المشاكل التي تعاني منها الفتاة المسلمة في دراستها الجامعية في الأردن، وهما: الاختلاط في التعليم الجامعي، والمناهج التعليمية.
فالاختلاط في التعليم الجامعي المعاصر اعتبره بعض أصحاب القرار، ضرورة حتميّة لمسيرة التعليم الجامعي، مع أن كثيراً من طلبة العلم، الحريصين عليه، يعانون من هذا الأمر، وقد ظهر رأيهم صريحاً في الدراسة التي أجرتها الباحثة، ونتائجها المرفقة مع هذا البحث، والتي ظهر من خلالها أن الاختلاط يُعد مشكلة يتمنى الجنسين التخلص منها.
أما القضية الثانية: فهي المناهج المشتركة التي تدرس للجنسين، مع أنها مناهج موضوعة لتناسب طبيعة الرجل واحتياجاته في غالب الأحيان، متجاهلة طبيعة المرأة، ووظيفتها الإنسانية، والاجتماعية، فهي لا تكاد تخدم الفتاة الدراسة إلا من خلال العمل الوظيفي.
دوافع اختيار الموضوع:
هناك دوافع عديدة، منها:
1- رغبة الباحثة في إلقاء الضوء على جانب من جوانب التعليم المعاصر، وما تضمنه من معوقات لتحقيق أهداف تعليم المرأة المسلمة.
2- حرص الباحثة على بيان الأحكام الشرعية، والوجهات التربوية، ذات الصلة بالموضوع من المصادر والمراجع المختلفة.
3- ضرورة حصر أهم المشكلات التربوية التي تعاني منها الفتاة المسلمة المعاصرة في تعليمها الجامعي، لمناقشتها، وطرح الحلول المناسبة لها.
4- ملاحظة الباحثة كثرة الانحرافات الأخلاقية بين الطلاب والطالبات في الجامعات.
أهمية الموضوع:
1- تبرز أهمية اختيار الموضوع من خلال مكانة المرأة في المجتمع وأهمية دورها في تربية الأجيال المسلمة.
2- وتكمن أهميّة الموضوع في ضرورة الإعداد التربوي للمرأة المسلمة، في أجواء تعليمية لا تخلّ بكرامتها، ولا تنقص من قدرها، وتحقق لها الفائدة المرجوّة من التعليم.
3- تفاقم خطر الاختلاط في التعليم الجامعي على الجنسين، وانعكاس ذلك على السلوك العام للطالبة الجامعية، وبالتالي تأثيره السلبي على تعليم الفتاة المسلمة. ممّا زاد من الحاجة إلى النظر في المشكلة للخروج من هذا المأزق التربوي والأخلاقي.
4- إنّ مناهج التعليم في الجامعات، لا تراعي الفوارق بين الرجل والمرأة، كما لا تُراعى فيها التخصصات التي تتناسب مع طبيعة كلا الجنسين، ممّا أحدث خللاً في مسيرة تحقيق الأهداف التربوية.
منهج البحث:
يمكن إيجازه في النقاط التالية:
1- مراعاة تأصيل القضايا الواردة في الدراسة ما أمكن، وفق ما ورد في الكتاب والسنة، وكذلك ما أثر عن العلماء المسلمين، من شأنها أن تثري البحث بالشواهد والأدلة.
2- الاعتماد قدر الإمكان في توثيق النصوص على المصادر والمراجع الأصيلة.
3- توثيق الأحاديث الواردة في الدراسة، وذلك بعزوها إلى مصادرها المعتمدة.
4- الاعتماد على الأحاديث الصحيحة، وتجنّب الأ؛اديث الضعيفة أو الموضوعة.
5- أتبعت الباحثة في إعداد البحث طريقتين هما:
أ‌- طريقة الاستقراء والبحث لمعرفة الحكم الشرعي في المسائل التي تتطلب ذلك، مثل حكم تعليم الفتاة المسلمة، وحكم الاختلاط، وذلك من خلال الاعتماد على الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية المتعلقة بذلك، ومن خلال الوقوف على بعض أقوال الفقهاء، وآراء العلماء المعاصرين.
ب‌- طريقة الدراسة المسحية لمعرفة آراء الطلبة أنفسهم فيما يمكن اعتباره مشكلة أم لا.
6- في فهرس المصادر والمراجع استخدمت الرموز الآتية:
(د. م) تعني دون مكان للنشر.
(د. د) تعني دون دار للنشر.
(د. ت) تعني دون تاريخ للنشر.
(د. ط) تعني دون تحديد للطبعة.
7- علمت الباحثة ملحقين الدراسة هما:
أ‌- ملحق (1) وهو عبارة عن أسئلة الدراسة المسحية حول قضية الاختلاط.
ب‌- ملحق (2) وهو عبارة عن أسئلة الدراسة المسحية حول قضية المناهج.
محددات الدراسة:
تحددت الدراسة من خلال البحث في الجوانب التالية:
أولاً: نظراً لتنوع المشكلات وكثرتها، التي تعاني منها الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية، حيث لا يتسع لها المكان، رأت الباحثة أن تختار مشكلتين منها، هما: مشكلة الاختلاط، ومشكلة المناهج.
المبحث الثالث: علاج المشكلة.
5- الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات.
6- الفهارس: وتشتمل على فهارس الآيات واأحاديث والمصادر والموضوعات.
7- الملخص: وهما ملخصان أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية.

الفصل الأول
تعليم المرأة المسلمة بين الأصالة والواقع

المبحث الأول:حرص الإسلام على تعليم لامرأة.
المبحث الثاني: واقع تعليم المرأة.
المبحث الثالث: المنهاج التعليمي.

المبحث الأول
حرص الإسلام على تعليم المرأة

إن المرأة عند الأمم السابقة لم تنل مكانتها التعليمية التي تستحقها، لأنه كان يُنظر إليها على أنها دون الرجل في كل شيء، فكانت مكانتها الاجتماعية تتسم بالدُونية. ففي بلاد الهند كان ينظر إلى المرأة على أنها دورة للروح في حياة شريرة، وكان الهنود يؤمنون بتناسخ الأرواح. أمّا في مصر الفرعونية فقد كانت المرأة أقل من الرجل في قيمتها ومكانتها. وعند اليونان والرومان كانت المرأة ظلاً للرجل ومجرد تابع له ولا تملك من أمرها شيئاً. وكانت المرأة في المسيحية ينظر إليها على أنها فخ نصبه الشيطان للرجل، وأنها سلاح إبليس للفتنة والإغراء. ومنذ عهد ليس ببعيد لم يكن للمرأة الأوروبية أيّ حقوق، ففي أوائل القرن التاسع عشر كان النظام الأوربي يبيح للزوج أن يبيع زوجته بمبلغ زهيد. وفي العصر الجاهلي، كانت المرأة في وضع لا تحسد عليه، فقد كانت مخلوقاً للخدمة والمتعة للرجل( ). وتنتقل ميراثاً من الأب إلى الابن الأكبر ما لم تكن أمه حتى جاء القرآن محرماً ذلك.
لقد جاء الإسلام ليحقق العدالة الاجتماعية، وضمن لمرأة منزلتها وكرامتها، وحقق لها حياةً تتفق مع طبيعتها ورسالتها، وجعلها كالرجل في الإنسانية سواء بسواء، قال تعالى: يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة( ) وحارب الإسلام التشاؤم من المرأة، والحزن لولادتها كما كان شأن العرب في الجاهلية، فقال تعالى منكراً ذلك: وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هونٍ أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون( ). كما حرم وأدها، وشنّع على ذلك أشد تشنيع، فقال تعالى: وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت( ) وقال تعالى: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم( ).
وأمر بإكرامها بنتاً، وزوجة، وأمّاً، ورغب في تعليمها كالرجل. فعندما أرسل الله نبيه بالهدى، ليعلم الناس كافّةً، القرآن والحكمة ويهديهم، كان من البديهي أن يشمل التعليم كلا الجنسين، الذكر والأنثى.
ولم يفرق الإسلام في حثه على طلب العلم بين الرجل والمرأة، بل طالبهما بتحصيل العلم النافع والمعرفة المفيدة، لأن الإسلام الذي سوى بين الرجل والمرأة في كثير من الواجبات الدينية لم يفرق بينهما في طلب العلم والتعلم، بل جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
لقد دلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبعض الإشارات في أقوال السلف على تعليم المرأة في الإسلام واهتمام الإسلام بتعليم المرأة ويمكن توضيح الأدلة من القرآن والسنة كما يلي:
الأدلة من القرآن الكريم:
1- قوله تعالى: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة( ).
لمّا كان بيت النبوة فيه منبع العلم والمعرفة، ومنبع الحكمة والهداية، فإنّ الله – تبارك وتعالى – أمر أزواج النبي  أن يذكرن ما يتلى في هذه البيوت من الكتاب الجامع، الذي يحوي آيات الله تعالى البينة الدالة على صدق النبوة، وفيه الحكمة المشتملة على شتّى العلوم والشرائع، والذِّكرُ هنا إنما يكون بالتعلم والتأمل والحفظ والإتعاظ، وبعد ذلك يكون التعليم. وهذا يدل على حرص الإسلام على تعليم المرأة بشكل خاص( ).
وفيه أمر الله عز وجل أزواج النبي  أن يُخْيِرْنَ بما ينزل من القرآن في بيوتهن، وما يرين من أفعاله ويسمعن من أقواله حتى يُبَلِّغْنًَ ذلك إلى الناس فيعملوا ويقتدوا( )، وتعليمهن للناس لا يكون إلا بعد تعلمهن وتأملهن وإتعاظهن وحفظهن لمواعظ الله ورسوله( ).
2- قوله تعالى: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات( ).
إنّ علو منزلة العلماء عند الله، يشمل الرجل والمرأة، لأنّ الجنسين يشملهما خطاب الله تبارك وتعالى الذين آمنوا والذين أوتوا العلم.
وفي الآيةَ بيان فضل العلم والعلماء، ورفعة الدرجات تدل على الفضل، ورفعتها تشمل المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت، والحسية في الآخرة بعلو المنزلة في الجنة، لهذا ينبغي أن تكون منزلة العالم المؤمن ومحله في الدنيا مقدمة على منزلة المؤمن الجاهل في مجالس الدنيا، لأن العالم المؤمن يرتفع بإيمانه أولاً بعلمه ثانياً( ).
3- قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء( ).
فالخشية تلازم أهل العلم والتقوى، ويتحقق ذلك للرجل والمرأة. والذي يُستفاد من هذه الآية الكريمة، أنّ العلم نور يجعله الله في القلب، وبالعلم يعرف الإنسان ربه، فمن إزداد بالله علماً إزداد منه خوفاً وخشية، لأن مدار الخشية يكون بقدر معرفة المخشى منه. لهذا نرى أن سياق الآية الكريمة بيَّن لنا أن العلماء هم الذين عَلِموا صفات الله، وعلموا سُبل توحيده، فقدروه حق قدره، وخشوه حق خشيته، فجاء الثناء عليهم من ربهم لأنهم علموا وعملوا بعلمهم( ) روى الدارمي في سننه عن مسروق أنه قال: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله( ).
الأدلة من السنة النبوية الشريفة:
(1) عن أبي سعيد الخدري، قالت النساء للنبي : "غلبنا الرجل فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن. فكان فيما قال لَهُنّ: ما منكن امرأةً تُقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار، فقالت امرأةً واثنتي؟ فقال: واثنتين"( ).
ما يستفاد من هذا الحديث الشريف:
‌أ- جواز سؤال النساء عن أمر دينهن، وجواز كلامهن مع الرجال في ذلك، وفيما لهن الحاجة إذا آمنت الفتنة.
‌ب- بين الحديث حرص نساء المسلمين على تعلم أمور دينهن، ويظهر ذلك من قولهن للرسول  "غلبنا عليك الرجال" أي بملازمتهم لك كل الأيام يتعلمون الدين، ونحن نساء ضعفة لا نقدر على مزاحمتهم( ).
‌ج- فيه دليل على حرص الرسول  والتزامه بتعليم نساء المسلمين، ويظهر ذلك من خلال قوله  لهنّ: "موعدكن بيت فلان"( ). فجاء وباشر تعليمهن بنفسه، وفي ذلك دلالة واضحة على حرص الإسلام على تعليم المرأة منذ عهد مبكر.
(2) عن أبي بردة عن أبيه قال قال رسول الله : "ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد  والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمَةً فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران"( ).
ما يستفاد من هذا الحديث:
‌أ- هذا الحديث نص صريح في فضل تعليم الأمة وتأديبها، وهو في تعليم الأهل بالقياس، إذ الإعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسنن رسوله آكد من الإعتناء بالإماء( ).
‌ب- يشير الحديث إلى أن التأديب والتعليم أكمل للأجر، إذ تزوج المرأة المؤدبة المعلمة أكثر بركة وأقرب إلى أن تعين زوجها على دينه( ).
(3) عن أنس بن مالك قال: قال رسول اله : "طلب العلم فريضة على كل مسلم"( ).
وهذا يشمل الرجل والمرأة على السواء.
(4) لم يكن حياء المرأة المسلمة يمنعها من التعلم والسؤال عن أمور دينها، لذا امتدحت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نساء الأنصار، فقالت: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين( ). فقد كن يسألن الرسول  عن أمور كثيرة من أجل التعلم، ومنها سؤال أم سليم: يا رسول الله فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت( )، ومنها سؤال امرأة أخرى: يا رسول الله ما غِشُّ أزواجنا، قال: تأخذ ماله فتحابي به غيره( ) ومنها سؤال وافدة النساء أسماء بنت يزيد الأنصارية: يا رسول الله

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyرد: أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:25

حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفنشارككم في الأجر والخير( )....، وكذلك عائشة رضي الله عنها كانت أيضاً لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه( ).
(5) تقول أم عطية الأنصارية رضي الله عنها: أمرنا رسول الله  أن نخرجهن في الفطر والأضحى: "العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين..."( ).
نجد النبي  يسنُّ للنساء سُنّة، وهي شهود مجامع الخير حتى يتعلمن ويتزودن منها، ولا يخفى ما في هذا الأمر من التكريم للمرأة والعناية برفع مستواها العلمي وحثها على الخروج لشهود مجامع الخير العظيم.
ونظراً لاهتمام الإسلام بالعلم وحرصه على طلبه، فإننا نجد أن تاريخ التربية الإسلامية حفل بأمثلة كثيرة عن طالبات العلم، والمتعلمات حتى برزن في شتى المجالات العلمية. ولم تكتفي المرأة المسلمة بطلب العلم، بل كنّ يعلِّمن غيرهنّ، حتّى أنّ بعض مشاهير العلماء كانت من بين قائمة شيوخه امرأة، مثل الخطيب البغدادي وغيره. ويبدو أنّ أقدم غشارة وردت في تعليم المرأة في الإسلام، هي تعليم الشفاء بنت عبدالله العدوية القرشية، من أوائل المهاجرات، حيث علّمت حفصة أم المؤمنين الكتابة بأمر النبي  وأمر أن تستمر في تعليمها حتى بعد زواجه منها( ).

المبحث الثاني
واقع تعليم المرأة

بُعيد الغزو العسكري للعالم الإسلامي، حلّ محلّه الغزو الفكري، ليلعب دوره المرسوم، لأجل مواصلة الهيمنة الغربية على مقوّمات الأمّة الإسلامية، المادية والمعنوية. وباشر علماء التربية الغربية (وغالبيتهم من اليهود)، يساعدهم في ذلك تلامذتهم من علماء الشرق، في رسم الأهداف، وبلورة المناهج التي تحقق أهداف الغرب في مسخ هويّة الأمّة، وتحطيم كيانها، وكان نصيب المرأة المسلمة من هذه الهجمة الفكرية، أنّ تعليمها أصبح على النمط الغربي، سواء ما يتعلق بحالة التعليم البعيدة عن ضوابط الشريعة، أو مناهجه التي وُحّدت تحت مظلتها حاجة المرأة والرجل على حدّ سواء.
يقول دولة الأستاذ سعد جمعة في كتابه "أبناء الأفاعي" ص160، حيث ينقل عن بروتكولات حكماء صهيون "وعلينا أن نبدأ بالجامعات فتقضى أساليب التعليم من أساسها، ونهيئ الأساتذة وفق برامج سرية، ونقذف العالم كل سنة بألوف من المخنثين اللاهين برعونة وراء الخيالات".
لقد كانت ثمرة هذه السياسة التعليمية، أن وُجد جيل جديد من النساء فقدن كثيراً من خصائص الأنوثة، وأصبحت المرأة في المكتب والمصنع والمعمل والمتجر تقاوم ضعفها وعجزها لتحصل على لقمة عيشها.
لقد تلقينا سياستنا التعليمية من الغرب، وسعينا في تطبيقها، فكان إنحرافنا في الأهداف والمناهج، وفي أنظمة المؤسسات، بعد أن اكتفينا ببعض التعديلات اليسيرة، التي لم تغيّر من جوهر الاقتباس، حتَى كان نتاج تعليم المرأة، أنّها أصبحت للمجتمع لا للبيت، وللمؤسسات العامّة أكثر من أن تكون للمؤسسات التي تتناسب مع أنوثتها وخصائصها.
إذن لا شيء عندنا إسمه مناهج تعليم المرأة، ولا شيء عندنا إسمه مؤسسات تعليم المرأة، بل كل ما عندنا مناهج تعليمية عامة، ومؤسسات تعليمية عامة، وإن كانت بعض البلدان اليسيرة أفردت مؤسسات تعليم المرأة عن غرها، مراعاة لخطر الاختلاط، دون مراعاة لحاجة المرأة للمناهج والتخصصات. ومع ذلك فلم يكن الحال بالمستوى التربوي المطلوب.
انعكاس الغزو الفكري على تعليم المرأة:
لقد أحدث الغزو الفكري للعالم الإسلامي، انقلاباً جذرياً في تربية أجيالها، وانتشرت المدارس التبشيرية، وكثرت الإرساليات إلى البلاد الإسلامية، وجاء المستعمر بنظم ومناهج وعلوم غير تلك التي كانت تدرس في المساجد، أو في المعاهد والمدارس الإسلامية.
وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت هناك شبكة واسعة من المدارس في البلاد العربية والإسلامية ولاسيما في مصر وسورية وتركيا، نتيجة لجهود جمعيات تبشيرية مسيحية مختلفة، وربما أكثرها عدداً المدارس الفرنسية ثم تلتها المدارس الأمريكية والإيطالية واليونانية. وكانت المرأة المسلمة من بين الأهداف التي قصدها الغزو الفكري، فقد قالت المبشرة أنا ميلغان: "في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشوات وبكوات، وليس هناك مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وليس هناك طريق حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة"( ).
وصرح [جب] في كتابه "إلى أين يتجه الإسلام" بقوله: "والسبيل الحقيقي للحكم على مدى التغريب أو [الفرنجة] هو أن نتبين إلى أي حد يجري التعليم على الأسلوب الغربي، وعلى المبادئ الغربية، وعلى التفكير الغربي، والأساس الأول في كل ذلك هو أن يجري التعليم على الأسلوب الغربي، وعلى المبادئ الغربية وعلى التفكير الغربي.... وهذا هو السبيل الوحيد، ولا سبيل غيره، وقد رأينا المراحل التي مر بها طبع التعليم بالطابع الغربي في العالم الإسلامي ومدى تأثيره على تفكير الزعماء المدنيين وقليل من الزعماء الدينين( ).
ويذكر محمد محمد حسين أن القائد الفرنسي الجنرال [بركلير] عن وسائل التأثير الفرنسي في الشام قبل احتلالهن فقال: "التربية الوطنية كانت بكاملها تقريباً في أيدينا، وفي بداية حرب 1914 كان أكثر من إثنين وخمسين ألف تلميذ يتلقون دروسهم في مدارسنا، وكان من بين هؤلاء فتيان وفتيات ينتمون إلى عائلات إسلامية عريقة، إن مؤسساتنا تعمل دون ملل لتغذية النفوذ الفرنسي في القاهرة والقدس والموصل وغيرها من الأقطار العربية( ).
وكانت خطورة المناهج الغربية تكمن في أن نتاجها التربوي المتمثل في إعداد جيل المثقفين لا زال يعاني من اضطراب فكري وعقيدي، إذ أنه يؤمن بالقيم والمفاهيم الغربية بعيداً عن روح الإسلام.
ويذكر كل من جريشة والزيبق زعيم المبشرين النصارى "زويمر" قال وهو على جبل الزيتون في القدس إبان الاحتلال الإنجليزي لفلسطين سنة 1354هـ/1935م: "لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية وإنكم أعددتم نشئاً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشئ الإسلامي طبقاً لما أراده له الاستعمار المسيحي، لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يعرف همه في دنياه إلا في الشهوات فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء"( ).
إن تبني المناهج الغربية في تعليمنا المعاصر يعني فصل الدين عن الإسلام وقيمه وروحه، وهذا يؤدي إلى عزلها عن مقوماتها الأساسية، حيث أن التربية لاإسلامية تقوم أساساً على بناء الشخصية الإسلامية وفق إطار العقيدة. وتكمن مشكلة المناهج المقتبسة في مناهجنا، أنّ جزءاً كيراً منها قام بتدوينها أناس لا يؤمنون بالله ورسوله، ولذلك دونوها بطريقة تبعث بالفكر الالحادي.
وللأسف يوم أن جرى تدوين تلك المناهج لم يكن عندنا يومها بديلا إسلاميا، وخاصّة في علم الاجتماع والاقتصاد والنفس وغيرها، ومن ثم درس طلابنا منذ نشأة الجامعات الفكر الغربي، ونقلت إليهم نظريات العلماء الغربيين على أنها مسلَّمات علمية، وهكذا درس طلابنا وطالبتنا أفكار سانسيمون وأوجست كونت ودوركايم وفرويد وماركس( ).
ومن خلال ما سبق نستنتج ما يلي:
1- تهدف المناهج الغربية إلى تكوين الإنسان العلمانيو انسجاماً مع فلسفتهم، الذي يهتم بالعلوم والثقافة الغربية أكثر من اهتمامه بدينه وعقيدته، وبالتالي يكون انتماءه للفكر الغربي أكثر من انتماؤه فكره الإسلامي الأصيل.
2- جعل المقصود من التعليم هو تكوين الإنسان الموظف، فهي تعد الإنسان ليكون موظفاً في الدولة، وبالتالي فحين تدرس الطالبة تكون مهيأة بعد دراستها لتدخل الوظيفة مثل زميلها الرجل وبذلك تنتهي من أن تباشر مسؤوليتها الكبرى في تربية أطفالها فهي لا تراهم إلا للحظات خاطفة تكون خلالها مرهقة الجسم خائرة القوى متوترة الأعصاب مزعزعة العقيدة.
3- تم إهمال الجانب العملي التطبيقي حتى يتخرج جيل يحفظ معلومات ولا يوظفها وإن وظفها يكون في المجال غير الصحيح.
4- تم التركيز على الاتجاهات والقيم في المناهج المغايرة لعقيدة المجتمع الإسلامي وتفريغ المناهج من القيم والاتجاهات الإسلامية.
الاختلاط في التعليم الجامعي:
نعني بالاختلاط، اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم في مكان واحد يمكنهم فيه الاتصال فيما بينهم بالنظر أو الغشارة أو الكلام أو البدن من غير حائل أو مانع يدفع الريبة والفساد( ) والغاية من منع الاختلاط لتجنّب تعريض الجنسين للفتنة، والحفاظ عليهما من أن يقعا في الفحشاء والمنكر.
وفي مرحلة التعليم الجامعي يكون النضج والبلوغ لدى الجنسين قد حصل، بل يكون في أوج الشدّة، فتكون المفسدة، ففي سن المراهقة، وتحت مظلّة الاختلاط، ينطلق الطلاب من كلا الجنسين إلى تبادل النظرات المسمومة والكلمات الداعية إلى الفجور، ونحن نشاهد النتائج الخطيرة لهذا الاختلاط في هذه المرحلة والمفاسد التي عمّت، مما وضع العالم أمام مشاكل أخلاقية واجتماعية خطيرة يكاد يستعصي حلها، وأمراض فتاكة استعصى على الطب علاجها.
لقد أدرك علماء التربية الإسلامية خطر الاختلاط في التعليم، فذهب القابسي إلى منع الاختلاط بقوله: "ومن حسن النظر لهم ألا يخلط بين الذكران والإناث"( )، كما كره ابن سحنون أن يتولى المعلم خلط الأناث مع الذكور في التعليم، فأشار إلى ذلك بقوله: "أكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان، لأن ذلك فساد لهن"( ).
إنّ الإسلام حريص على منع حدوث الاختلاط بين الجنسين، لما في ذلك من أضرار اجتماعية وأخلاقية، فالإسلام عالج الأمر قبل أن يقع، وأوجد البيئة الصالحة. فالاختلاط يؤدي إلى العمليات النفسية الثلاث التالية: الإدراك والوجدان والنزوع. ففي الاختلاط يتعرف كل جنس على الجنس الآخر ويدرك المفاهيم والمفاتن ثم يحدث عند كلا الجنسين الوجدان أي الأثر النفسي والأشواق والميول، فإما يكبت هذه المشاعر وهذا ضرر وإما أن تتحقق العملية الثالثة وهي النزوع أو الفعل وهذا أيضاً ضرر؛ لذلك عالج الإسلام هذه العملية بمنع الإدراك أي منع الاختلاط ففي القرآن الكريم دلّت بعض الآيات على ذلك، منها قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة، وأطعن الله ورسوله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا( ). حيث أمر الله أمهات المؤمنين، وجميع المسلمات والمؤمنات مشمولات بهذا الأمر، بالقرار في البيوت لما في ذلك من صيانة لهن وإبعادهن عن وسائل الفساد، لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج والاختلاط( ). وكذلك في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستثنسين لحديث أن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق، وإذا سألتموهن متاعاً فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن( ). دليل على نهي المؤمنين من أصحاب النبي  من الدخول على بيوت النبي  إلا بعد أن يُؤذن لهم، وكذا منعم من سؤال نساء النبي  إلا من وراء حجاب، ولعلّ الحكمة من ذلك: حتى لا يطلع الأجانب على نساء النبي ، وإباحة الاختلاط يتنافى مع هذه الحكمة، ولو كان الاختلاط مباحاً، لما أمر الله بمنع دخول بيوت النبي  بدون إذن، أو سؤال نسائه بدون حجاب. وإذا كان هذا الأمر مع نساء النبي ، وهن العفيفات، العابدات، الراكعات، اللاتي بلغن منزلة فائقة في الدين والتقوى( )، فالمسلمات الأخريات أولى بالاتباع والانقياد لحكم الله سبحانه وتعالى( ).
كما وأمر الباري عزّ وجل عباده بغض النظر وحفظ الفرج، فقال: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن( ). ومعلوم أنّ الاختلاط في التعليم، وفي ميادين العمل، فيه مظنّة كبيرة للوقوع في هذه المحرّمات.
كما وردت إشارات كثيرة في السنّة النبوية تدلّ على حرص الإسلام على سد ذرائع الشيطان ومكائد الفتن، وذلك بتحريم ما يؤدي إلى الاختلاط المحرم من كشف العورة، أو التبرج، أو أي وسيلة أخرى غير مشروعة. قال رسول الله : "لا يخلوَن رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله امرأتي خرجت حاجّة واكتُبِبْتُ في غزوة كذا وكذا، فقال ارجع فحج مع امرأتك"( ). وفي هذا الحديث، نهى النبي  أن ينفرد الرجل بامرأة أجنبية لم يكن معها محرم، من زوج أو أب أو أخ. وهذا ما يدل عليه منطوق الحديث، والنهي يفيد التحريم( ). وقال أيضاً: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو، فقال: الحمو الموت"( ). وفي هذا الحديث يحذّر النبي  الأجانب من الدخول على النساء، وما ذلك التحذير إلا لمنع الخلوة والاختلاط.
والحمو أخو الزوج وقريبه( ) والخوف من الحمو بهذا النهي جاء لأن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والاختلاط بها، والخلوة بها من غير أن يُنكر عليه بخلاف الأجنبي( ).
فهذا الحديث الذي يتضمن منع الدخول على النساء الأجنبيات فإنه يتضمن منع الخلوة والاختلاط بهن بطريق أولى.

المبحث الثالث
المنهاج التعليمي

المنهاج لفظه قرانية تعني الطريق الواضح قال تعالى  لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا( ). والمنهاج الطريق الواضح البين( ).
وقد نقل معنى المنهاج إلى مجال التربية ليشير إلى المنهج الذي يجب أن يتبع لبلوغ الأهداف التربوية التي تتطلع المؤسسة التربوية إلى تحقيقها( ).
ولقد تطور مفهوم المنهاج ضلال القرن الأخير ولعل هناك أسباب وعوامل أدت لهذا التطور نذكر على سبيل المثال:
1- المطالب المتغيرة للمجتمع.
2- الحاجة لربط الدراسات الرسمية المدرسية بحياة المتعلم اليومية.
3- التغير الذب طرأ على أهداف التربية.
-4 التغير الثقافي الناشئ عن التطور العلمي والتكنولوجي والذي غير الكثير من القيم والمفاهيم الاجتماعية.
5-طبيعة المنهج التربوي نفسه فهو يتأثر بالتلميذ والبيئة والمجتمع والثقافة والنظريات التربوية( ).
ومن خلال عرضنا لنماذج من تعريفات المنهاج عند علماء التربية سوف نرى أنه رغم وجود عناصر متشابهة في هذه التعريفات إلا أنها تختلف من حيث التركيز على الوظيفة الأساسية للمنهج:
1-إن مفهوم المنهاج غالبًاًَ ما يعني المواد الدراسية المنفصلة التي يقوم المعلمون بتدريسها ويعمل التلاميذ على تعلمها في المعاهد والجامعات فإن مفهوم المنهج يدل على مجموعة المواد أو المساقات المطروحة( ).
وهذا التعريف يشكل المفهوم التقليدي للمنهاج.
2- أما المنهاج بالمفهوم المعاصر الحديث فله عدة تعريفات منها( ):
أ-أنه يمثل الخبرات التي يمر بها التلاميذ تحت إشراف المدرسة.
ب-أو هو مجموعة الخبرات المربية التي تهيئوها المدرسة للتلاميذ تحت إشرافها بقصد مساعدتهم على النمو وعلى تعديل في سلوكهم.
ج-أو هو الأهداف أو الغايات المراد الحصول عليها والوسائل التي يتم بواسطتها تحقيق هذه الأهداف.
وعرف المنهاج في قاموس التربية وعلم النفس التربوي على أنه:
1-مجموعة نظامية من الدروس الأكاديمية أي النظرية التي إلى الحصول على شهادة في حقل معين من حقول المعرفة.
ب-تصميم شامل لمحتويات المواد التعليمة التي تصفها المدرسة كي تعد الطلبة للتخرح( ).
يتضح من ذلك أن التربويين يختلفون فيم بينهم في درجة تحديدهم لمفهوم المنهج لإعطاء صور أكثر وضوحا لهذا المفهوم وكلهم يؤكدون على أهمية الخبرات التي يمر بها المتعلمون من أجل تعديل سلوكهم( ).
وعلينا أن نؤكد أن كل نشاط موجه تقوم به المدرسة وتشرف عليه هو جزء لا يتجزأ من المنهاج المدرسي ويخطئ من يعتقد أن المنهاج هو المعلومات التي يتضمنها الكتاب المدرسي فقط( ).
3-المنهاج الإسلامي في التربية الإسلامية.
المنهاج من وجهة نظر علماء التربية المسلمين هو مجموعة المعارف والقيم الخالدة والمكتسبة التي يتفاعل معها الطلبة تحت إشراف المدرسة المؤسسة التعليمية)بقصد إيصالهم إلى كمالهم الإنساني المتمثل في العبودية لله سبحانه وتعالى بإتباع طرق تدريس وطرق تقويم ملائمة( ).
نلاحظ من خلال هذه التعريفات أن مفهوم المنهاج قد تأثر بدرجة كبيرة بمفهوم التربية فكانت التربية الإسلامية تهدف لتنمية جميع جوانب الشخصية الإنسانية وإيجاد الإنسان الصالح العامل لخير الإنسانية جمعا وإيصاله إلى كماله الإنساني بعبوديته الخالصة لله تعالى فكذلك المنهاج يسعى لتحقيق هذه الأهداف والغايات.
عناصر المنهاج ومكوناته:
تشمل بنية المنهاج كما لاحظنا غي التعريفات السابقة في أربعة عناصر أساسية متراطبة، يؤثر كل منها في الآخر ويتأثر به، وهي:
1-الأهداف.
2-المحتوى.
3-الأساليب والأنشطة(طرق التدريس)
4-التقويم
وفيما يلي عرض موجز لكل عنصر هذه العناصر( ).
1-الأهداف
وهي أول تلك المكونات والعناصر وتمثل نقطة البداية لعمليات المنهج المدرسي سواء ما يتصل منها بالناحية التخطيطية أو ما يتصل بالناحية التنفيذية
.وهناك مستويات للأهداف بمعنى أن عناك أهداف لعملية التربية كلها وأهداف لكل مرحلة تعليمية وأهداف لكل صف دراسي هذه بإضافة إلى أن المعلم في كافة المواقف التعليمية يتبنى أهدفاً معينة( ).
2-المحتوى والخبرات:
هو نوعية المعارف التي يقع عليها الاختيار والتي سيتم على نحو معين هذا بالإضافة إلى أن المعارف والحقائق المختارة ليست سوى وسيلة لبلوغ الأهداف المحددة للمنهج( ).
3-الأساليب والأنشطة (طرق ووسائل التدريس):
الوسيلة التعليمية جزءاً من الإمكانيات التي يستطيع المعلم توفيرها في الموقف التعليمي ولذلك بعد أداة المعلم يوفرها المعلم بعد التأكد من صلاحيتها للاستخدام.
أما الطريقة فهي الإجراءات التي يتبعها المعلم لمساعدة تلاميذه على تحقيق الأهداف( ).
4- التقويم:
تعتبر عملية التقويم من العمليات الأساسية التي يحتويها أي منهج دراسي وهي تجري على نحو متواز مع بعض العمليات التخطيطية وبعض العمليات التنفيذية.
خصائص المنهاج الإسلامي.
المنهاج الإسلامي في التربية يجب أن يكون منبثقاً من فكر الأمة وعقيدتها ومن مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة يوجد الأمة المتحابة في الله والتي تسعى إلى حمل رسالة الإسلام للعالمين وعليه يجب أن يبرز المنهاج الإسلامي شخصية الأمة الحضارية وإنجازاتها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية فيكون منهاج فكر ودعوة ورسالة يكون ولاء الفرد المسلم للعقيدة والعمل مع الآخرين حكاماَ ومحكومين في سبيل إزدهار الحضارة الإسلامية( )..
وإن خصائص المنهاج لهدف التربية الإسلامية هي أبرز سمات الإنسان والصالح الذي تسعى التربية الإسلامية لإيجاده في واقع الأرض ومن أبرز هذه السمات والخصائص( ).
1- أن يكون محققا لهدف التربية الإسلامية الأساسي إخلاص الطاعة والعبادة لله تعالى.
2-أن يكون مجموعة ونظامة سليماً من التعارف موجهاً وجهة إسلامية واحدة أي يجب أن تصدر جميع المنهاج للمراحل المختلفة عن أصل واحد هو أن العالم ملك لله والناس فيه عباد لله سبحانه تعالى.
3-الواقعية والمثالية, بحيث يمكن نقله من حيز التطبيق والمناهج الواقعية هي التي تتصف بالمرونة والقدرة عل تلبية متطلبات العصر بعيداً عن الجمود والركود على المنهاج القديمة دون تحديد أو تغيير.
4-أن يكون فعالا يعطي نتائج تربوية سلوكية ويعني بالجوانب الإسلامية السلوكية العلمية كالتربية على حب الجهاد ونشر الدعوة
5-أن يكون موافقا للفطرة الإنسانية التي فطر الناس عليها يعمل على تزكيتها وحفظها وسلامتها من الإنحراف.
6-الشمول والتكامل.
7-التوازن.
8-الإيجابية السوية.
إن التربية الإسلامية تتطلب منهاجاً مترابطاَ مملوءا بالنشاطات المحققة لأهداف هذه التربية المنطوية تحت راية الإسلام المنضبطة بضوابطها على أن يكون هذا المنهج محققا في ترابطه ونوعيته ومواده شروط المنهج التربوي الإسلامي ولذلك فإن نجاح التعليم في أي بلد يتوقف على نوعية المناهج المقررة في المؤسسات التعليمية وإن فشل المناهج التربوية في تلك التي تمتاز بالعمق والأصالة( ).

الفصل الثاني
الاختلاط في التعليم الجامعي وأثره على الفتاة المسلمة

المبحث الأول: واقع الاختلاط في الجامعات الأردنية.
المبحث الثاني: أثر الاختلاط التربوي على الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية.
المبحث الثالث: علاج مشكلة الاختلاط.

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyرد: أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:26

مقدمة
إن المشكلات التربوية التي تعاني منها الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية هي الموضوع الأساس لهذه الدراسة. والحقيقة إن ما يُعد مشكلة للفتاة المسلمة في بلد ما، يُعدّ مشكلة في جميع بلاد المسلمين، وقد تُعد مشكلة حتى في بلد غير مسلم بالنسبة للأقليات الإسلامية فيه. ولكننا عندما نتحدث عن مشكلة تربوية تعاني منها الفتاة المسلمة في مؤسسة تربوية تتبع القوانين الوضعية في بلد إسلامي، لا شك تختلف في حجمها ومقدارها عنها في مؤسسة تربوية غير إسلامية، وفي بلد غير مسلم.
إنّ المؤسسات التربوية في الأردن متعددة المستويات وتسلسل من الصغرى إلى الكرى، فأول المؤسسات التربوية الرسمية هي: دور حضانة رياض الأطفال، ثم تتبعها المرحلة الثانية وهي المدارس الابتدائية (الأساسية) ثم تليها المدارس الثانوية، وبعدها يأتي التعليم العالي وهو على نمطين:
الأول: كليات المجتمع المتوسطة والتي تكون فترة الدراسة فيها عامين، بمعدل أربع فصول على الأقل. والكليات الجامعية المتوسطة والتي تستمر فترة الدراسة فيها ثلاثة أعوام أي ما يعادل ستة فصول على الأقل.
الثاني: أما المستوى الثاني من التعليم العالي هو التعليم الجامعي. الجامعات في الأردن تُعَد أعلى مؤسسة تربوية، يأتي إليها الطالب بعد إنهاء المرحلة الثانوية، وبعد خوض مرحلة تنافسية شديدة، حسب معدله، يتساوى فيها الذكور والإناث على حد سواء، لا تقدم أنثى على ذكر لأنوثتها ولا ذكر على أنثى لذكورته، وإنما الذي يقدم أي منهما هو معدله في الثانوية العامة فقط.
ويأتي الطالب والطالبة إلى الجامعة وهو يعلم أنها وسط جديد تختلف عما اعتاده في المدرسة من حيث: طرق التدريس، وطبيعة المناهج، والاختلاط الذي يكاد يُعد من الأساسيات المميزة للجامعة من غيرها من مؤسسات التعليم، وكأنه لا يمكن أن تكون جامعة بدون اختلاط؟!
ومن المتوقع أن تكون نفسية الطالب والطالبة مضطربة، بسبب طبيعة المرحلة الجديدة التي لم يكن قد اعتاداها من قبل. وكثيرا ما تضعف إرادتهما أمام التيار الجارف، لما يُشاهدان من مغريات لم تكن تتوفر لهما قبل هذه المرحلة.
وفي الأردن هناك أربع جامعات حكومية هي: الأردنية، وتُعدّ أقدم جامعة، في عمان، ثم تليها جامعة اليرموك في إربد، ثم جامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة مؤتة في جنوب الأردن، وفيها جناحان؛ مدني وآخر عسكري، وأخيراً جامعة آل البيت التي أنشئت أخيراً، وبوشر التدريس فيها هذا العام (1994م).
وتمنح هذه الجامعات درجة البكالوريوس والماجستير، بالإضافة إلى أن الأردنية واليرموك، تمنحان درجة الدكتوراة في بعض التخصصات.
وكلها جامعات مختلطة باستثناء الجناح العسكري في جامعة مؤتة. كما أن هناك عدد من الجامعات الأهلية التي أنشئت في فترة متأخرة وكلها أيضاً مختلطة، ما عدا جامعة واحدة هي جامعة البنات في عمان. كما أن هذه الجامعات كلها تسير على نمط تعليمي واحد، حيث المناهج موجودة لجميع في كافة التخصصات، ونجد في التخصص الواحد طلاباً وطالبات بغض النظر عن ملائمة هذا التخصص أو عدم ملائمته، مع تفاوت في العدد بين الذكور والإناث، باختلاف هذه التخصصات.

المبحث الأول
واقع الاختلاط في الجامعات الأردنية

أشرنا في حديثنا عن الجامعات الأردنية أن الطابع العام لها هو الاختلاط في جميع التخصصات، وفي كل مستويات الدراسة. ثم أن هذا الاختلاط واقع في كل المجالات: في قاعات التدريس؛ حيث الطلاب والطالبات، وفي جميع المرافق التابعة لها؛ المكتبة، المختبرات، المقاصف، الممرات، الحدائق، وسائل المواصلات، وغيرها من المجالات الموجودة في الجامعة.
ولا شك في أن لهذا الاختلاط آثاره ونتائجه السلبية على الجنسين، وفيما يلي أبرز المشكلات التي تترتب على الاختلاط:
(1) مشكلات أخلاقية:
سبتها المبالغة في التبرج والسفور عند الفتيات، والتصنع من قِبل الطرفين، وضعف الوازع الديني، وتعرض الفتيات لمضايقات الشباب، هذا مع ملاحظة الفرق في حجم وانتشار هذه المشكلات بين جامعة وأخرى، ولا شك في أن نسبة وجودها في جامعاتنا الأردنية أقل من انتشارها في جامعات غير إسلامية، وفي بلاد غير إسلامية، لوجود بعض الضوابط والقيم المستمدة من الشريعة الإسلامية، إلا أننا نستعظم هذه الأمور، لأننا نفترض أن الأصل أن لا تكون تلك المظاهر في دولة دينها الإسلام.
(2) مشكلات نفسية:
حيث القلق والاضطراب والخوف من الجنس الآخر نتيجة ما يلاحظ من تصرفات غير مرغوب فيها، بالإضافة إلى أن هذه المشاهدات التي هي آثار للاختلاط، تؤذي مشاعر ونفسيات الأشخاص المتدينين الذين يغضبون لما يُغضب الله تعالى ورسوله .
كما وأنّه لابد من وجود الفروق الطبقية بين طلبة الجامعة التي تلاحظ في مظهرهم ونفقاتهم وتصرفاتهم، وبالتالي فإن هذا يؤذي مشاعر الطلبة الفقراء الذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية بمجاراة زملائهم أبناء الأغنياء، في لباسهم ونفقاتهم، فالطالب الفقيرة تشعر دائماً بالخجل وتحاول أن تبتعد عن الجميع لأنها لا تستطيع أن تظهر أمام الآخرين كما تظهر الطالبة الغنية الموسرة، ويترتب على هذا الحقد والكراهية والحسد بين أبناء هذه الطبقات.
أما لو كان المجتمع التعليمي ذكوراً فقط، أو إناثاً فقط، فإنه مهما كانت الفروق الطبقية كبيرة فلن يكون لها نفس التأثير النفسي السيئ على نفسيّة الطالب أو الطالبة الفقيرين.
(3) مشكلات أكاديمية:
لقد أدّى الاختلاط إلى ضعف في التحصيل بين طلبة التخصص الواحد. ففي قاعات التدريس تجلس الطالبة جنباً إلى جنب مع زميلها. ويكون اللقاء في المكتبة أيضاً، حيث يتزاحم الطلبة على الكتب، إما بالاستعارة أو بالاستفادة منها في داخل المكتبة، وقد تضيق قاعة المكتبة بالطلبة ويتراكم على الطاولة الواحدة عدد من الطلاب والطالبات، وبالتالي لا يستطيع أي منهم أن يأخذ حريته في البحث والدراسة، فقد تلتقي النظرات وتتشتت الأذهان والأفكار، ويُشغل الفكر بجوانب تعرقل التحصيل العلمي للطالب والطالبة.
أما عن الاختلاط في المقاصف فتكون حريّة الاختلاط أكبر، حيث لا توجد ضوابط اجتماعية أو أخلاقية كافية للحيلولة دون وقوع المخالفات الأخلاقية بين الجنسين، فالطلبة يذهبون إليها في فترة الراحة، وقضاء وقت الفراغ، لذلك نجد أن جُلَّ من يرتادها هم الطلاب، وبعض الطالبات غير الملتزمات، أما الطالبة الملتزمة مظهراً وسلوكاً، فإنها تأبى أن ترتاد هذه الأماكن وتضطر لتناول وجبتها السريعة في أي مكان حيث تكون بعيدة عن الأنظار. فلماذا لا يكون مقصف للطلاب وآخر للطالبات؟!
وقبل ذلك في ممرات الكلية الواحدة حيث يزدحم الطلبة في ممر ضيق وقصير وخاصة عند الذهاب إلى المحاضرة أو عند انتهاء المحاضرة، وما يسب ذلك من حرج وضيق للطرفين.
مبرّرات ضرورة الاختلاط كما يدّعيها مؤيدو الاختلاط:
يرى بعض القائمين على أمور التعليم، أنّ من بين الأسباب التي حكمت هذه الوضع التعليمي، كانت اقتصادية، فإمكانيات البلد المادية لا تسمح بفتح جامعات للبنات وأخرى للذكور. ولكن نقول: لو جمعنا طالبات الجامعات الأربع، ألا يملأن جامعة كاملة، بل أكثر، بنفس الأدوات والكوادر الفنية والتدريسية والتدريبية؟! وقد تكون الأسباب سياسية!
وقد تكون الأسباب هي تقليد وتبعية للغرب في أساليبهم وأنماط حياتهم، ولكننا نعلم أن ما يصلح لهم لا يصلح لنا، ولا يناسبنا، للتباين الكبير بيننا وبينهم من حيث: الناحية العقدية، والاجتماعية والبيئة المكانية.. الخ. ومع هذا نسمع دعوات كبار المربين في الغرب والشرق من حين إلى آخر وحثهم المسؤولين أن يفصلوا بين الذكور والإناث في كل مجالات الحياة، لما لمسوا من فساد خلقي واجتماعي نتيجة هذا الاختلاط.

المبحث الثاني
أثر الاختلاط التربوي على الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

غالباً ما يؤدي الاختلاط والاجتماع في المؤسسة التربوية (وفي أي مكان) في أي مرحلة من مراحل التعليم المختلط إلى عقد تعارف وصداقة بين الطلاب والطالبات، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من المضار التربوية.
وهذه المضار تنشأ منذ وجود الاختلاط في المرحلة الابتدائية بين الأطفال، التي تبدأ منذ سن التمييز، حيث يبدأ التلميذ يعي ما حوله ويصبح الوضع الطبيعي بالنسبة له هو الاختلاط، ويقيم صداقاته كما يهوى مع صديقته أو صديقه، ويحيا حياة مشتركة معالطرف الآ×ر، وعندما يشعر أن مرحلة الاختلاط قاربت على الانتهاء يتألم ويشعر بالحنين للصديق أو الصديقة، ويود لو يستمر هذا الوضع ويتابع صداقته التي بناها دون قيد، فأصبح الاختلاط جزءاً من كيانه حتى يبلغ سن المراهقة وتتفتح مشاعره الجنسية، ويختلط بذلك الحنين الطفولي لدى الطرفين، وتصبح النظرة إلى عدم الاختلاط تتسم بالحقد، ويعبّر عنها بالكبت، لقد ربّينا الطفل منذ نعومة أظافره علىالاختلاط، وزرعناه في كيانه، ثم أردنا أن نمنعه منه حين أحس أنه بأمس الحاجة غليه، فأية فائدة تربوية، بل أية ثمرة نجنيها يوم نربي أولادنا على الاختلاط. هذا الاختلاط في المرحلة الابتدائية.
أما الاختلاط في الجامعات، فماذا نقول عنه؟! ضرورة اجتماعية؟! ضرورة خُلُقية؟! ضرورية قومية؟! أم ضرورة تربوية؟! هذا ما يقوله دعاة الاختلاط، ويقولون أن المرأة والرجل قد بلغا من الرشد وتحمل المسؤولية بحيث يترفعان عن العلاقة المشبوهة بينهما، إنما هي زمالة درس وصداقة مرحلة.
إنه ادعاء، ولو صح قولهم هذا، لقلنا أن حاجة الشاب والفتاة إلى الزواج قد انتهت مع دخول الجامعة، وهذا يكذبه الواقع، والفضائح التي تقع في الجامعات أكثر من أن تُحصى.
ثم هؤلاء الذين يرون في الغرب مثلاً يحتذى، أما علموا آخر تطورات التعليم المختلط في الغرب فيا لقرن العشرين، وبالذات في أمريكا أمّ الحضارة الحديثة؟! أما سمعوا ما فعلت أمريكا وتفعل في الاختلاط الجامعي؟ لقد وردت إحصائية في الموسوعة الجغرافية عام 1977م عن الجامعات والكليات الأمريكية غير المختلطة، حيث أكدت الموسوعة أن في أمريكا (106) جامعة وكلية غير مختلطة، منها (79) جامعة وكلية للبنات فقط و(27) كلية وجامعة لذكور فقط( ).
كما ذكرت جريدة الشرق الأوسط (عدد 147 بتاريخ 4/12/1978) أن الطالب الأمريكي (جوفوتس) والبالغمن العمر (19) عاماً قد أطلق النار على أستاذه (جيمس بونجي) داخل إحدى قاعات التدريس في مدرسة (سانتامونيكا) في كليفورنيا، فأراده قتيلاً على الفور، وذكرت الصحيفة أن سبب ذلك: خلافاً قديماً كان قد نشب بين الطالب وأستاذه بسبب التنافس على حُبّ إحدى الطالبات!!
بعد هذا نسأل دُعاة الاختلاط في التعليم ومروّجيه: ما هي مبرراتكم؟ وهل تناست أمريكا أو تجاهلت الضرورات القومية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية حين سلكت هذا السبيل؟ إن هذا إلا رغبة جامحة في إفساد هذا الجيل، وصدق الله العظيم إذ يقول ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما( ).
ثم إن الاختلاط في جامعاتنا الأردنية ليس أقل رراً وخطورة منه في دول العالم الأخرى، وإن اختلفت حدة هذا الضرر وشكله وصوره بسب قيم هذه الأمة وعقيدتها وتعاليم دينها الحنيف.
وللموضوعية، وليكون الحكم على هذه المسألة أكثر صدقاً وواقعية لابد أن نأخذ رأي الطلبة في الجامعات الأردنية وهم المعنيون بهذه القضية، لنرى ما هي سلبيات ومضار الاختلاط برأيهم، وما هي إيجابياته وفوائده إن وجدت.
من أجل ذلك قامت الباحثة بعمل دراسة مسحية لآراء الطلبة حول قضية الاختلاط، وقد تكونت العينة الممثلة من مجموعتين، الاولى: من طلبة الجامعة الأردنية، والثانية من طلبة جامعة اليرموك. ويبين الملحق رقم (1) أسئلة الدراسة المتعلقة بالاختلاط.
وفيما توضيح اختيار العينة:
أ- تم اختيار العينة كم شعبة الثقافة العامة من الجامعتين: الأردنية واليرموك، للأسباب التالية:
1- باعتبارها – جامعة اليرموك والجامعة الأردنية – أكبر وأقدم الجامعات الأردنية، وتشتملان على أكبر عدد من الطلبة، يتجاوز الأربعة أخماس عدد طلبة الجامعات الأردنية.
2- يوجد في الجامعتين جميع التخصصات العلمية من الطب والهندسة، والزراعة والتربية، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والشريعة والعلوم.... إلخ.
3- الثقافة العامة مادة إجبارية لجميع الطلبة (متطلب جامعة9 لذلك يتمثل في الشعبة جميع التخصصات، وجميع المستويات من مستوى السنة الأولى حتى مستوى السنة الأخيرة.
ب- أما عند عدد أفراد العينة فهو كما يلي:
الجامعة العدد الكلي عدد الذكور من الطلبة عدد الإناث من الطلبة
اليرموك 200 120 80
الأردنية 200 110 90
ج- الاختبار الإحصائي المستخدم في الدراسة هو اختبار النسب أو دلالة الفرق بين النسبتين:
ز = هـ1 – هـ2

هـ (1-هـ) هـ (1-هـ)

ف1 ف2

وفيما يلي عرضاً للنتائج والنسب، ثم الإجابات على أسئلة الدراسة.
السؤال الأول:
هل يُعد الاختلاط في الدراسة بنظرك مشكلة؟
الجامعة عدد أفراد العينة الكلي ذكور إناث نعم النسبة المئوية لا النسبة المئوية
ذكور إناث ذكور إناث
اليرموك نسبة الذين أجابوا 200 120 80 84 69 78% 36 11 22%
الأردنية نسبة الذين أجابوا 200 110 90 77 74 76 33 16 24%
النسبة الكلية في الجامعتين 77% 23%

فالنسب متقاربة جداًن حيث لا فروق ذات دلالة إحصائية بين العينتين( )، ولا شك في أن لهذه النتائج مدلول هام، حيث ترى الغالبية العُظمى من أفراد العينة الممثلة أن الاختلاط مشكلة.
فلا غرابة في الأمر، ونحن نعلم أن من آداب التربية الإسلامية التي لا ينبغي تجاوزها، الفصل في التعليم بين البنين والبنات عملاً بعموم الأحاديث والوقائع التي فصل فيها الرسول  النساء عن الرجال في المجالات العامة كالمساجد، فقد جعل للنساء صفوفاً تبدأ من آخر المسجد وقال "خير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها وخير صفوف النساء أخرها وشرها أولها"( ).
كما أنه كان للنساء مجلس يجلس إليهن رسول الله  فيعلمهن أمور دينهن، ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي  غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً يعظهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن "ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها..."( ). وقد عنون البخاري لهذا الحديث: باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم؟ فلو كان الاختلاط مباحاً في مجال التعليم لدعاهن رسول الله  إلى مجلسه حيث الرجال، وما أدارك من هم هؤلاء الرجال الذين يحضرون مجلسه: تقوىً وورعاً، كيف لا وقد تتلمذوا على يدي رسول الله  وتربوا في مدرسة القرآن وهم خير القرون كما قال عليه الصلاة والسلام.
السؤال الثاني:
إذا كان الاختلاط مشكلة، أذكر أهم السلبيات التي تعانيها بسببه؟
ملاحظة: سوف نذكر هذه السلبيات كما وردت في الدراسة عند مناقشة النتائج.
ذكر أفراد العينة الذين يعتبرون الاختلاط مشكلة، بعض السلبيات والأضرار التي تترتب عليه، وبعد تحليل هذه النتائج، أمكن تصنيف السلبيات والمشكلات التي ذكرها الطلبة إلى:
أ‌- مشكلات أخلاقية.
ب‌- مشكلات أكاديمية.
ت‌- مشكلات اقتصادية.
ث‌- مشكلات اجتماعية.
ج‌- مشكلات نفسية.
أ- مشكلات أخلاقية:
أفاد الطلبة الذين أجابوا على الأسئلة أن هناك مشكلات أخلاقية، من هذه المشكلات:
1- إثارة الفتنة.
2- التصنع في التصرفات من قِبل الجنسين.
3- تعرض الفتيات لمضايقات الشباب.
4- ضعف الوازع الديني بسب تعوّد الطلبة على الممارسات الخاطئة واستباحة المنكرات لكثرة تكرارها.
ومن هذه الممارسات عدم غض البصر من الطرفين وهو مخالف لما أمر الله تعالى به، حيث قال سبحانه وتعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم( ). وقل للمؤمنات يغضضن من أصارهن ويحفظن فروجهن( ). ومعنى غض البصر الذي أمر الله به، صرفه عن نظر ما هو وسيلة الفتنة والوقوع في الفساد، ومن ذا يجمع بين الطلاب والطالبات في مكان واحد وعلى مقاعد متجاورة وينتظر منهم أن يصرفوا أبصارهم عن النظر ولا يتبعوا النظرة بنظرات؟ وهل يستطيع أحدٌ أن يقول: إن أولئك الطلاب والطالبات يحتفظون بأدب غض أبصارهم من حين الالتقاء بين جدران الجامعة إلى أن ينفضوا منها، والشريعة الإسلامية التي تأمر بغض البصر، تنهى أولي الأمر عن تصرف من شأنه أن يدفع الطلاب والطالبات إلى عواقب وخيمة ناتجة عن نظرات مغرضة سببها الاختلاط المحرم.
وبعد هذا كيف تكون نتائج الاختلاط بين الطلاب والطالبات إذا كان جلوسهم جنباً إلى جنب على مقاعد الدراسة، مع التبرج وإظهار المحاسن، والنظرات المحرمة، والأحاديث التي تجر إلى الفتنة؟!!
5- انتشار ظاهرة السفور، بسبب تبرج الطالبات ولباسهن المخالف للزي الإسلامي، فطالبات الجامعة اللاتي يرحن ويرجعن بين البيت والجامعة سافرات متبرجات يلبسن ثياب رقيقة قصيرة، لا شك أنهن شرّ مستطير على أنفسهن وعلى من ينظرون إليهن، وحرب على العلم ومكارم الأخلاق. إنّ الإسلام لم يحرّم على المرأة التعليم، ولكنه بالمقابل لا يبيح للطالبة أن تأتي لمؤسسات التعليم سافرة متبرجة، لأن مثل هذه الأماكن لها احترامها وقدسيتها، لأنّها منار العلم، ولذلك يطلقون على المنطقة داخل حدود الجامعة (الحرم الجامعي)، والزينة والتبرج تغري الكثير من الطلاب والطالبات، وهي حرام لما يترتب عليها من الأضرار الخُلقية والاجتماعية. قال تعالى: ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء( ). والزينة: ما يتزين به عادة من نحو: الملابس الجميلة والحُلي نحو القرط والقلادة والخاتم، وما تتزين به النساء عادة في رؤوسهن ووجوههن وسائر أعضاء أجسادهن كالأصباغ من نحو الكحل والخضاب، وغيره. وما ظهر من الزينة: هو الثوب الذي يستر الجسد حتى لا يظهر ما تحته( ).
ولقد حرّم القرآن الكريم على المرأة إظهار زينتها الخفية. قال تعالى ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها( ). واستثنى طائفة من الناس تكثر مداخلتهم عليها، فيكون في التزامها الستر الذي تلتزمه مع الأجنبي مشقة عليها، فأذن لها في إظهار زينتها عليهم، ثم إن توقع الفساد منهم شأنه أن يكون معدوماً أو نادراً، إما لشدة القرابة، كالأب والابن والأخ وابن الأخ، وابن الأخت، وإما لأن شأنهم الغيرة على حفظ عرض المرأة.
والغالبية من طالبات الجامعة لا يلتزمن أوامر الله، فلا يضربن بخمرهن على جيوبهن، ويأتين في أجمل ثيابهن، ويختلطن بطلاب ليس بينهم وبينهن من الصلات المشار إليها في الآية الكريمة، ولذلك وجب التفريق بين الطلاب والطالبات، واختيار المعلمات الصالحات لتعليم البنات، وتقويم أخلاقهن، وإعدادهن إعداداً سليماً.
6- انتشار الجرائم الأخلاقية مثل الزنا: فإن كثرة المخالطة مع وجود عوامل الفتنة تؤدي إلى ارتكاب الفاحشة، إلا أننا إذا قارنّا نسبة حدوث هذه الجريمة في جامعاتنا، قياسا بالجامعات الأوروبية والأمريكية، فإننا نجد أنها لا تكاد تُذكر، والسبب – كما ذكرنا سابقاً – وجود الضوابط والقيم التي تمنع الشاب والفتاة في بلادنا من هذه الممارسات الأخلاقية المحرمة. ولذلك تعالت صيحاتهم في الغرب مطالبة بإلغاء الاختلاط والفصل بين الجنسين، لكثرة انتشار هذه الجريمة، وغيرها من المفاسد في مدارسهم وجامعاتهم بسب استهتار الشباب والفتيات.
قالت الكاتبة الأمريكية (هيلين ستاتسيري) بعد زيارة قامت بها لمصر دامت عدة أسابيع، قالت تخاطب المجتمع المصري بعد أن رأت قيمة وأخلاقه: "امنعوا الاختلاط وقيدوا حُرية الفتاة، بل: أرجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا... امنعوا الاختلاط قبل سن العشرين، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً معقداً مليئاً بكل صور الإباحية، إن الاختلاط والإباحية والحرية في المجتمع الأوروبي والأمريكي هدد الأسرة وزلزل القيم الأخلاقية"( ).
7- فساد الأخلاق عند الطرفين: الاختلاط له أثر كبير في تربية الشباب على الاستهانة بالقيم الأخلاقية، فالشباب عماد الأمة، وإذا رُبي على الرجولة والشهامة ومكارم الأخلاق وعلى التضحية والفداء، كان ذخراً لها في تربيته للأجيال القادمة، وكان حارساً أميناً لا يُؤتين الشرّ من قِبلة، وإذا رُبي على الترف والميوعة، والإغراق في الشهوات، خيّب أمل أمته وفرط في حقها، ولذا كان من أهداف المستعمر إضعاف أخلاق الشعوب التي يود استعمارها وإشغالهم عن قضاياهم القومية ليتمكن من السيطرة عليهم. إنّ الإسلام حريصٌ على جلب المصالح ودرس المفاسد وإغلاق الأبواب المؤدية إليها، ولا شك في أن الاختلاط يؤدي إلى جلب المفاسد.
وكل هذه المشكلات ملاحظة في الواقع الذي نعيش، وخاصة في المجتمع الجامعي والبيئة الجامعية، والاختلاط إن لم يكن السب الوحيد فهو سبب رئيس في هذا كله.
ب- مشكلات أكاديمية:
وتتمثل في الأمور التالية:
1- عدم الحرية فيا لنقاش أثناء المحاضرات: وهذا يظهر في عدم رغبة الطلاب والطالبات بالمشاركة في الدرس خيفة أن يُخطئ أحدهم فيُحرج أمام الجنس الآخر، فتشوه صورته أمام من يود كسب رضاه من الجنس الآخر.
2- تعاطف المدرسين مع الطالبات وذلك على حساب الطلاب.
3- التغيب عن المحاضرات وعدم الالتزام بحضورها بسبب انشغال كل جنس مع الآخر.
4- صعوبة ممارسة النشاطات الجادة والفاعلة وخاصة التي تمارس في ساحات الجامعة.
5- تحويل الجامعة عن الغاية الأساسية التي وجدت من أجلها.
6- فيه قتل للوقت لكثرة التفكير بالجنس الآخر.
7- ضعف التحصيل العلمي.
إن من أضرار الاختلاط في التعليم ضعف التحصيل العلمي، وتدني نسبة الفائدة العلمية، وهذه حقيقة يعترف بها الطلبة أنفسهم لأنهم يعانون منها، وقد لاحظت كثير من الدول تدني سوية التعليم في المدارس والجامعات المختلطة، وتتحدث الأخبار أنه قد أقيمت في روسيا فروع جامعية منفردة، لا يختلط فيها الطلاب مع الطالبات. وأن في أمريكا (107) فرع جامعي التعليم فيه غير مختلط( ).
ورد في مجلة الأحد اللبنانية عدد 65، مقالاً للمربية الاجتماعية الإنجليزية "مرغريت سميث" في بيان خطر وأضرار الاختلاط جاء فيه: "إن الطالبة لا تفكر إلا بعواطفها، وأن أكثر من 60% من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن ومستقبلهن، وإن 10% منهم محافظات"( ).
لقد أثبتت كثير من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كثير من الدول انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة واستمرار تدهور هذا المستوى، حيث ذكرت الدكتورة "ستوستر" خبيرة التربية الألمانية، "أن وجود نوع الجنس في المدارس يؤدي إلى اشتغال المنافسة بين التلاميذ وبعضهم البعض، وبين التلميذات وبعضهن البعض، أما اختلاط الإثنين فيلغي هذا الدافع..."( ).
ومن هنا يتبيّن شعور بعض التربويين الغربيين بمخاطر التعليم المختلط ممّا حدى بهم إلى اتخاذ إجراءات تحدّ من مخاطر هذه الظاهرة، فقد نشرت جريدة المسلمون( ) تصريح كينت بيكر وزير التعليم البريطاني، تحت عنوان: فشل التعليم المختلط "صرح أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المختلط بعد أن ثبت فشله". وقال أحد أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان الألماني، أنه يجب العودة للأخذ بنظام التعليم المنفصل (الجنس الواحد) وهو النظام الذي تأخذ به الدول الإسلامية".
ج- مشكلات اقتصادية:
وقد حددها الطلبة بما يلي:
1- محاولة إظهار كل من الجنسين كرمه سخاءه أمام الجنس الآخر، وبذلك يتحمل كل منهما مسؤليات مادية كثيرة قد تضطره لإرهاق نفسه بالديون، أو اللجوء إلى تصرفات غر مرغوب بها لتحصيل المال.
2- المبالغة في النفقات على اللباس والمظهر الخارجي من قِبل الجنسين وخاصة الطلبات.
إن الطالبة التي تعيش في جو مختلط مضطرة للزينة يومياً، وأكثر من مرة وهذا يسبب عجزاً اقتصادياً يؤدي إلى إهدار الثروة القومية. يكتب الأستاذ أبو الأعلى المودودي في كتابه "الحجاب" عن مؤتمر معرض صانعي مواد الزينة، فكان بيان الإحصائيين أن ما تصرفه نساء انكلترا على الزينة والأصباغ يعادل عشرين مليون جنيه استرليني، وما تصرفه نساء أمريكا يعادل (520) مليون جنيه. أليس في ذلك إهدار للثروة القومية؟!
د- مشكلات اجتماعية:
وتتلخص أراء الطلبة فيما يلي:
1- التقليل من قدر المرأة في المجتمع حيث تصبح عارضة أزياء تلفت الأنظار، فتعتبر نفسها كسلعة قابلة للعرض.
2- له آثار سلبية في الحياة الأسرية للطلاب والطالبات المتزوجين فقد يكون سبباً في دمار هذه الأسرة وتشتيت شملها بسبب تعرف الشاب على فتاة أخرى غير متزوجة مثلا!
3- عزوف الشباب عن الزواج والاكتفاء بالعلاقات غير المشروعة.
وهذه المشكلات هي جزء من معاناة الشباب، والضغوطات التي يسببها الاختلاط لهم والمآسي التي تترتب على ذلك.
هـ- مشكلات نفسية:
ولقد ذكر الطلبة بعضاً من المشكلات النفسية منها:
1- القلق والاضطراب والخوف من الجنس الآخر نتيجة ما يرى من ممارسات خاطئة.
2- الصراع الداخلي في نفس الشاب.
ونتيجة لذلك كله يضعف الوازع الديني بسبب التعود على الممارسات الخاطئة، فيصبح مستبيحاً للمنكر، ويترتب على ذلك أيضاً ضعف الإيمان عند الطرفين، فكثرة ممارسة الصغائر تؤدي إلى استباحة الكبائر، ويقل الورع والتقوى عند الطرفين، فكل منهما يريد أن يشبع رغباته ولو بطريق غير مشروع.
السؤال الثالث:
أذكر أهم المعوقات التي يسبها الاختلاط على تحصيلك العلمي:
هناك من اعتبر أن للاختلاط معوقات، ومنهم من يرى أن ليس للاختلاط معوقات وكانت النسب على النحو التالي:
الجامعة عدد أفراد العينة الكلي ذكور إناث للاختلاط معوقات النسبة المئوية ليس للاختلاط معوقات النسبة المئوية
ذكور إناث ذكور إناث
اليرموك 200 120 80 90 70 80% 30 10 20%
الأردنية 200 110 90 70 70 70% 40 20 30%
النسبة الكلية في الجامعتين 75% 25%

ويظهر لنا من نتائج الدراسة أن ما نسبته 75% من أفراد العينة يرون أن للاختلاط معوقات على تحصيلهم العلمي، في حين أن 25% يرون أن لا معوقات للاختلاط على الاطلاق. مع العلم أنّه لا توجد فروق كبيرة ذات دلالة إحصائية بين العينتين (الأردنية، اليرموك) حول هذه القضية، فالنسب متقاربة جداً.
ويبدو أنّ أهم المعوقات في نظر هذه المجموعة التي تعتبر أن للاختلاط معوقات هي:
1- الخوف من السؤال بصراحة خوفاً من التعرض لسخرية الآخرين واستهزائهم.
2- تكرار التغيب عن المحاضرات لانشغال بالجنس الآخر.
3- عدم المشاركة في المحاضرة خوفاً من الوقوع في الخطأ.
4- تعرض الأستاذ للحرج وعدم توضيح الكثير من القضايا لوجود الطالبات.
5- إعطاء الأستاذ أكبر قدر من الاهتمام للطالبات على حساب الطلاب.
6- إذا كان المعلم أنثى، فهذا يؤثر على نفسية الطلاب ولا يقبلون تلقي العلم من إمرأة.
وبالتالي فإنّ كل هذا يؤدي إلى انخفاض مستوى التحصيل العلمي عند الطلبة. فهذه المعوقات التي ذكرها الطلبة تدل على مدى معاناتهم من الاختلاط، وعدم شعورهم بالراحة والاستقرار لوجود الجنسين معاً، وهذه نتيجة طبيعية، فإذا وجد الجنسان معاً في أي مجتمع وتحت أي ظرف لابد أن يتصنع كل منهما ليظهر بالمظهر اللائق أمام الآخرين وليحوز على إعجاب الجنس الآخر بأي ثمن كان، وبالتالي فإن هذه القضية تدفع الطرفين إلى إهمال الغاية التي أتوا من أجلها إلى ذلك المكان، ولو كانت هذه الغاية هي تلقي العلوم!!
وللتخلص من مثل هذه المعاناة، فهم لا شك يحبذون الفصل بين الجنسين في كل المجالات، سواء في أماكن العمل أو التعليم.
السؤال الرابع:
يدعي البعض أن العلاقة التي تنشأ بين الجنسين تحفز على زيادة التحصيل العلمي، لكونها باعثاً للتعلم. فما رأيك في ذلك؟
الجامعة عدد أفراد العينة الكلي ذكور إناث الاختلاط بشكل حافزاً باعثاً على التعلم النسبة المئوية ليس الاختلاط حافز على التعلم النسبة المئوية
ذكور إناث ذكور إناث
اليرموك 200 120 80 8
7% 4
5% 6% 93% 112
95% 76
94%
الأردنية 200 110 90 18 10
12% 14%
14% 92 80 86%
النسبة الكلية في الجامعتين 10% 90%

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyرد: أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:27

ويبدو من النتائج أن النسبة متقاربة جداً بين العينتين ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بينهما. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن النسبة الكلية في غالبيتها تميل إلى أن هذه العلاقة لا تشكل حافزاً لأي من الطرفين حيث نسبة 90% ترى ذلك، في حين أن نسبة 10%، ترى أن العلاقة بين الجنسين تشكل حافزاً.
ثم إن هذه النتائج منسجمة مع النتائج والنسب في الإجابات على الأسئلة السابقة وهي تدعمها وتؤيدها، وهي لا شك تدل على معاناة من الطرفين بسب الاختلاط.
السؤال الخامس:
هل وجود الجنسين في قاعة واحدة يعيق حرية الأستاذ في إيضاح عناصر الموضوع؟ نلاحظ من خلال النتائج فرقاً بسيطاً بين الجامعتين حيث كانت النسب:
الجامعة عدد أفراد العينة الكلي ذكور إناث بعيق النسبة المئوية ليس الاختلاط النسبة المئوية
ذكور إناث ذكور إناث
اليرموك 200 120 80 111 73 92% 9 7 8%
الأردنية 200 110 90 76 84 80% 34 6 20%
النسبة الكلية في الجامعتين 86% 14%

ولهذا الفرق بين العينتين دلالة إحصائية حسب اختبار الفرضيات الخاصة بالنسب، حيث المجتمع المحلي لكل من الجامعتين يختلف إلى حد ما في بعض العادات والتقاليد، فمجتمع الجامعة الأردنية أكثر انفتاحاً وتحرراً (بالمفهوم المعاصر للتحرر)، من مجتمع جامعة اليرموك، على أن الفروق ليست كبيرة إلى حد التباين، ثم إن النسبة الكلية وهي "86%" من العينتين ترى أنه يُعيق حرية الأستاذ في إيضاح عناصر الموضوع لوجود الجنسين معاً.
السؤال السادس:
ما الآثار التي يسببها الاختلاط على حياتك الاجتماعية؟ أذكر؟
البعض اعتبر أن له آثاراً سلبية، والبعض الآخر أن آثاره إيجابية، وكانت النسب كما هو مبين في الجدول التالي:
الجامعة عدد أفراد العينة الكلي ذكور إناث له آثار سلبية النسبة المئوية له آثار إيجابية النسبة المئوية
ذكور إناث ذكور إناث
اليرموك 200 120 80 106 74 90 14 6 10%
الأردنية 200 110 90 84 80 82% 26 10 18%
النسبة الكلية في الجامعتين 86% 14%

الفروق ليست ذات دلالة إحصائية، حيث إن الغالبية ترى أن للاختلاط آثار سلبية على الحياة الاجتماعية وهذا ما يؤيده الواقع الذي نعيشه، ثم إن مثل هذه النتائج تتفق مع حكم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الابتعاد عن الاختلاط وأجوائه المشبوهة التي تجلب الفتنة وتؤدي إلى الفاحشة.
ونذكر فيما يلي الآثار السلبية والإيجابية كما ذكرها افراد العينة.
أ- الآثار السلبية للاختلاط:
1- عدم ثقة الشباب بالفتيات، وبالتالي العزوف عن الزواج.
2- تفكك الروابط الاجتماعية وبروز المشكلات الأسرية.
3- عدم قدرة الشباب على الزواج وبالتالي يتعرضوا للإنحراف والفساد.
4- كثرة التفكير في الجنس الآخر، وإثارة الشهوة في النفس وتحررها من القيود التي يجب أن يلتزم بها.
5- البعض يحبذ عند ذلك الانعزال والوحدة والابتعاد عن الآخرين حتى من بني جنسه لقلة ثقته بهم.
6- قد يؤدي إلى الخجل والخوف من التعامل مع الجنس الآخر.
7- آثار سلبية على علاقاتهم مع أهلهم في البيت، ومع الآخرين في المجتمع.
ب- الآثار الإيجابية للاختلاط كما يراها بعضهم:
1- يجعلنا نفهم شخصيات الآخرين ونفسياتهم.
2- يعطينا نوعاً من الخبرة في التعامل مع الجنس الآخر.
3- يؤدي إلى الثقة بالنفس.
4- الجرأة في التعامل مع الجنس الآخر.
5- تنمية شخصية الفرد وتقوية مداركه.
6- القدرة على مواجهة المواقف.
السؤال السابع:
هل هناك أسباب تضطرنا إلى الاستمرار في الاختلاط؟
كانت النتائج كما يلي:


الجامعة عدد أفراد العينة الكلي ذكور إناث يوجد أسباب النسبة المئوية لا يوجد أسباب النسبة المئوية
ذكور إناث ذكور إناث
اليرموك 200 120 80 32 8 20% 88 72 80%
الأردنية 200 110 90 18 10 28% 92 80 72%
النسبة الكلية في الجامعتين 24% 76%


يلاحظ أنّ العينتين ردودهما متقاربة، ثم إن الغالبية العظمى ترى أنه لا يوجد أسباب تضطرنا للاستمرار في الاختلاط في الدراسة الجامعية، وهذا يعني أن الطلبة يفضلون الدراسة غير المختلطة ويحبذونها في كل الأحوال على الدراسة المختلطة.
أما بالنسبة للمجموعة التي ترى أن هناك أسباباً تضطرنا لذلك، فذكرت من هذه الأسباب:
1- أسباب سياسيةً.
2- أسباباً اقتصادية.
3- أسباباً إدارية (قانون الجامعة).
السؤال الثامن:
هل لديك ما تقترحه لإثراء البحث فيما يتعلق بمشكلة الاختلاط؟
وفيما يلي ملخص لآراء الطلبة واقتراحاتهم كما جاءت في الدراسة على لسان الطلبة أنفسهم:
1- ترك الاختلاط والابتعاد عنه في كل المجالات وليس في الدراسة الجامعية فقط.
2- فصل الذكور عن الإناث بجعل جامعات خاصة للذكور، وأخرى للإناث.
3- أن يجعل يوم للطلاب ويوم للطالبات مثلاً.
4- أن يفصل بين الشُعب بشكل أولي، حتى يوجد الحل المناسب، بأن تكون شُعب للذكور وأخرى للإناث.
5- أن يجلس الطلاب في قاعات المحاضرات من الأمام والطالبات في الخلف، وجعل باب لدخول الطالبات وآخر لدخول الطلاب.
6- أن يقوم بتدريس الطالبات مدرسات من النساء.
7- أن يتقي الله الآباء والبنات إذا ابتلوا بهذه المشكلة، بأن لا تخرج الفتاة سافرة متبرجة.
8- التوعية بمضار الاختلاط وآثاره على الحياة.
9- لابد من عمل لقاءات مفتوحة وندوات، يشارك فيها الطلاب والطالبات لإبداء الرأي والحل المناسب حول مسألة الاختلاط.
10- مخاطبة الجهات الرسمية المعنية لتقوم بعملية الفصل بين الجنسين.
11- عندما يطبق الإسلام في حياتنا لا تبقى هناك مشكلة، فالإسلام هو الحل.

المبحث الثالث
علاج مشكلة الاختلاط

مقدمة:
بعد معرفة السلبيات والمخاطر المترتبة على الاختلاط المأخوذة من آراء الطلبة الذين جرى استطلاع آرائهم، فإنه يمكن معالجة مشكلة الاختلاط وفق الخطوات التالية:
ويمكن أن يتمّ وفق الخطوات التالية:
(1) الفصل في أماكن التعليم:
الفصل في أماكن التعليم، بحيث يكون للطالبات جامعات، أو كليات منفصلة تماماً عن الذكور، وإذا لم يمكن ذلك يجعل الطالبات في صفوف خلفية منفصلة تماماً عن صفوف الطلبة وجعل مدخل تدريسهن مختلفاً عن مدخل تدريس الطلاب في قاعات الدرس الواحد، وكذلك جعل المدرس يدرسهن من وراء حجاب إذا كان المدرس ذكراً، أو على شاشة تلفزيونية إن أمكن ذلك، وإلا فلا يُسمح بتدريسهن إلا لمن كان ثقة مأمون الجانب وعند الضرورة فقط.
إن كثيراً من العلماء كانوا يعلمونهن على حدة خشية من فساد البنات لاختلاطهن بالذكور أو فساد الذكور لاختلاطهم بالبنات. ومن هؤلاء القاضي عيسى بن مسكين، كان إذا أصبح قرأ جزءاً من القرآن ثم جلس للطلبة إلى العصر، فإذا كان بعد العصر دعا بنتيه وبنات أخيه يُعلمهن القرآن والعلم( ).
وهذا ما فكر فيه وزير التعليم العالي البريطاني، فتحت عنوان فشل التعليم المختلط، نشرت جريدة المسلمون في عددها 118 سنة ثالثة ما يلي: صرح كنيت بيكر وزير التعليم العالي البريطاني، أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المختلط، بعد أن ثبت فشله، وقال أحد أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان الألماني (البوندستاج): أنه يجب العودة للأخذ بنظام التعليم المنفصل (الجنس الواحد) وهو النظام الذي تأخذ به الدول الإسلامية( ).
(2) اجتناب فتنة اللسان:
يقول الشيخ أبو الأعلى المودودي: "واللسان هو وكيل آخر لشيطان النفس، وما أكثر الفتن التي يبعثها اللسان وينشرها، رجل وامرأة يتكلمان، ولا يبدو في حديثهما ما يشكك أو يريب ولكن خائنة القلوب قد جعلت الصوت رخيماً، واللهجة مشوقة، والحديث عذباً ( ) ، فيشير إليهما القرآن بقوله: إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول، فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً( ) .
إن فتنة اللسان فتنة لا تقل عن فتنة التبرج وإظهار الزينة والخلوة والاختلاط والنظر، ولهذا فإن الشريعة الإسلامية حرصت كل الحرص على أن تقضي على كل فتنة وعلى أي وسيلة تؤدي إليها ومنها اللسان، ولهذا نجد القرآن الكريم والسنة النبوية تُحرِّمان فتنة اللسان، وما ذلك إلا اهتماماً لمنع ارتكاب فتناً أخرى تترتب على فتنة اللسان ( ) . هذا بخلاف الكلام الذي تقتضيه الحاجة والضوررة ككلام موسى عليه السلام مع بنات شعيب وسؤاله عن أحوالهما للتوسل إلى إعانتهما وبرِّهما لتفرس ضعفهما وعجزهما، ولولا ذلك لم يكن للتكلم معهما ضرورة، ففي سؤاله لهما دليل على جواز مكالمة الأجنبي للمرأة عند الحاجة والضرورة، وأمن الفتنة ( ) . قال تعالى: ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما( ) .
(3) غض البصر:
أمر الله عز وجل الرجال والنساء بغض البصر، فقال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن( ) .
إن عدم غض البصر من قبل الرجال والتلذذ برؤية جمال الأجنبيات وزينتهن هو مبعث الفتنة للرجال، كما أن عدم غض البصر من النساء عن الرجال الأجانب هو مصدر ومبعث الفتنة للنساء، ومن هنا يصدر الفساد عادة.
فالمقصود هو سدّ ذريعة الفتنة، لذلك منع النظر الذي لا تدعو إليه حاجة، لأن فيه أسباباً محركة لنزعات الشهوة في الإنسان، فيكون المقصود الحقيقي هو منع الناس من النظرة الآثمة، لا نظرة الفجأة أو الضرورة أو الحاجة ( ) .
الراجع من مذهب الشافعي وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز، وإن كانت الشهوة منتفية لأنه ربما يؤدي إلى ثورانها، لهذا حرمت الخلوة بالأجنبية لأنها مظنة الفتنة، والأصل إن كل ما كان سبباً للفتنة فإنه لا يجوز، فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولما كان النظر بشهوة يُفضي إلى الفساد كان محرماً، أما النظر لحاجة أو ضرورة الذي لا يفضي إلى الفساد كنظر الخاطب فإنه يباح لكن مع عدم الشهوة.
والمشهور من مذهب الإمام أبي حنيفة أن مواقع الزينة الظاهرة من الوجه والكفين والقدمين ليست بعورة مطلقاً فلا يحرم النظر إليها عند أمن الفتنة ( ) .
(4) منع تبرج الطالبات وسفورهن:
حرّم الإسلام التبرج والسفور، ووضع الفقهاء شروطاً للباس الفتاة المسلمة نوجزها فيما يلي:
1- استيعاب جميع البدن. قال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن( ) .
2- أن لا يكون اللباس زينة في نفسه، ويكون كذلك إذا كان من شأنه أن يجلب انتباه الطلاب إلى الطالبة المزيّنة بهذا اللباس. ودليل حرمة هذا اللباس:
‌أ- قوله تعالى: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها( ) . فبهذا العموم يشمل الزينة الظاهرة وهي الثياب الظاهرة إذا كانت مُزينة تلفت انتباه الرجال إليها، ولهذا أمر الله النساء أن يحتجبن في البيوت، قال تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى( ) .
‌ب- قال عليه الصلاة و السلام: "ثلاثة لا تسأل عنهم... وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعدهن فلا تسأل عنهم"( ) .
‌ج- روى عبدالله بن عمرو  فقال: جاءت أميمة بنت رقية على رسول الله  تبايعه على الإسلام، فقال أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى ( ) .
3- أن لا يشف، لأن ستر عورة المرأة لا يتحقق إلا به، وأما الملابس الشفافة، فلا تزيد المرأة إلا تبرجاً وفتنة وزينة ( ) . قال : "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقرة يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"( ) . فمراده  النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف يصف ولا يستر فهن كاسيات بالاسم، عاريات في الحقيقة.
4- أن يكون فضفاضاً غير ضيقن لأن الغرض من اللباس ستر العورة ومنع الفتنة، ولا تمنع الفتنة إلا إذا كان اللباس فضفاضاً ساتراً واسعاً، وأما الملابس الضيقة فإنها تصف المرأة وتصورها في أعين البالغين من الرجال ويترتب على هذا الفساد. فيجب على الطالبة أن تستر جسمها بثياب واسعة لا تصف ولا تشف ( ) .
5- أن لا يكون لباس الطالبة مطيّباً أو مبخراً.
يحرم على المرأة أن تخرج من بيتها متطيبة، لأن هذا التطيب فيه تحريك للشهوة، ويدل على هذه الحرمة أدلة كثيرة منها:
أ‌- ما رواه أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله  "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"( ) . وهذا دليل على حرمة خروج النساء من بيوتهن متعطرات.
ب‌- قال رسول الله  "إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيباً"، وفي رواية "أيتكن خرجت إلى المسجد فلا تقربن طيباً"( ) . النهي هنا يفيد التحريم كما قال العلماء، فدل الحديث على أنه يحرم على المرأة المسلمة أن تستعمل الطيب في حالة خروجها من بيتها.
6- أن لا تتشبه المرأة في لباسها بلباس الرجل، لأن ذلك محرم في الإسلام، ودليل ذلك:
أ‌- عن أبي هريرة  قال: "لعن رسول الله  الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل"( ) .
ب‌- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن النبي  المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء"( ) .
هذا الحديث يدل على حرمة تشبه النساء بالرجال وكذلك حرمة تشبه الرجال بالنساء، واللعنة لا تكون إلا إذا كان الفعل أو الشيء الملعون بسببه محرماً، فدل الحديث بعمومه على تحريم تشبه النساء بالرجال سواء كان التشبه باللباس أو نحوه، مما يدل على تخنث الرجال وترجل النساء.
ت‌- قالت عاشة رضي الله عنها "لعن رسول الله  الرَّجِلة ( ) من النساء"( ) .
7- أن لا تتشبه بلباس الكافرات.
فلا يوجز لمسلمين رجلاً ونساءً التشبه بالكفرة سواء أكان ذلك في عباداتهم أو في ملابسهم الخاصة بهم أم في أعيادهم.
8- أن لا يكون اللباس لباس شهرة، وهو كل ثوب يقصد به الاشتهار. قال  "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذّلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً"( ) .
دل الحديث بمنطوقه على أنه لا يجوز للمسلم والمسلمة أن يلبس ثوب شهرة، فلو كان هذا اللباس جائزاً لما ألبس الله صاحبه ثوب المذلة يوم القيامة، ولما ألهب فيه نار جهنم ( ) .
مما تقدم يتضح لنا بوضوح شروط لباس الطالبة المسلمة، وهو أن يكون ساتراً لجميع بدنها، وأن لا يكون زينة في نفسه ولا ضيّقاً ولا شفافاً يصف بدنها ولا مطيباً ولا متشبهة بالرجال أو الكفار ولا ثوب شهرة.
فالإسلام لا يبيح للطالبة أن تأتي دور العلم خليعة متهتكة عارية، لأن الزينة والتبرج يُغزي ويُغوي الكثير من الطلاب والطالبات وبالتالي يجعل من هذا الطالب أو الطالبة المتهتكة عالة على الجامعة والمجتمع لما يُبديه من تسيّب وتهور ولِما يقوم به من انتهاك للخلق والقيم والإنسانية.
(5) منع الخلوة بين الطلاب والطالبات:
منع الخلوة بين الطلاب والطالبات، وبين المدرسين والطالبات؛ ضرورة شرعية وأخلاقية، لأنه يحْرم اختلاء الرجل بامرأة أجنبية ( ) . وقال بعض العلماء: يحرم على الرجل الأجنبي أو الرجال الأجانب الخلوة بامرأة واحدة أجنبية ولو في إقراء القرآن ولو لمصلحة التعليم والتأديب ( ) . فكم من نظرة جرّت إلى الزنا، وكم من بسمة جرت إلى هلاك، وكم من موعد أدى إلى هتك الأعراض بدون حياء.
(6) عدم خروج الطالبات وسفرهن لأجل التعليم:
وذلك بدون محرم يصاحبهنّ، ففي ذلك من الأخطار العظيمة على الفتاة التي تهدف التعليم، وتسافر لطلبه دون مراعاة الجوانب الشرعية. فبعض الناس لا يرى حرجا في أن يرسل ابنته إلى مدينة أخرى، أو بلد آخر، بل وصل الأمر ببعضهم إلى أن يرسلوهنّ إلى دول الغرب والكفر دون محرم شرعي، بحجّة التعليم، وأنّ الغاية تبرر الوسيلة، فتنطلق الفتاة دون ضابط، ودون مانع لتصاحب من تشاء، وتختلط بمن تشاء، فلا تخاف أحدا، ذلك لأنّ ولي أمرها قد غاب عنها.
(7) المناقشة العلمية الهادفة عند الضرورة:
يجب أن تكون المناقشات العلمية بين الطالبات والأساتذة إذا اقتضتها الحاجة والضرورة بحشمة وتحفظ، لما في ذلك من منع للفتنة والفساد، ولأن مفاوضة المرأة الأجنبية عند الضرورة لا تقدح في الدين عند أمن الفتنة ( ) ، وهذا يشمل المناقشة العلمية والأسئلة التي تدعو لها الحاجة.



الفصل الثالث
طبيعة المنهاج التعليمي في الجامعات الأردنية وآثاره

المبحث الأول: واقع المنهاج التعليمي في الجامعات الأردنية.
المبحث الثاني: الأثر التربوي للمنهاج التعليمي على الفتاة المسلمة.


المبحث الأول
واقع المنهاج التعليمي في الجامعات الأردنية

إنّ واقع المنهاج التعليمي في الجامعات الأردنية اليوم لا يختلف عنه في الجامعات العربية والإسلامية، بل وفيه الكثير من النظام التعليمي في الغرب، هذا مع أن كبار التربويين المسلمين وغير المسلمين يرون أن المنهاج التربوي والنظام التعليمي ككل يعتبر عصب الحياة في حياة الفرد والأمة، فهو انعكاس لواقع المجتمع الفكري والاجتماعي والعقدي، تتجل فيه عقيدة مؤلفيه، وعقلية واضعيه، وهو تعبير عن أفكار وقيم الشعب، فلا يمكن استعارة مناهج بتعليمية ونظريات تربوية من دولة أخرى، فالنظام التعليمي ليس بضاعة تستورد من بلد إلى بلد، إن التربية في نظر كبار التربويين في العالم، لباس يفصل على كافة الشعوب، إنه لبسا ينسجم مع أجوائها وبيئتها وتاريخها، والمُثل العليا التي تتغنى بها.
ونحن المسلمين أولى أن نجعل عقيدتنا السماوية السمحة هي مصدر فكرنا ومنهاجنا التربوي ونظامنا التعليمي لاسيما ونحن نعلم خطورة المنهاج وأهميته في حياة الشعوب، ومن خلال المنهج وإعداد الأهداف والمحتوى ثم إعداد الطاقة البشرية في مختلف مجالات الحياة التي ينظمها المنهج بشكل متكامل.
ومن أبرز ما يعيب المنهاج الحالي، الأمور التالية:
‌أ- افتقاره إلى الأصالة.
‌ب- بعده عن روح الإسلام.
‌ج- تأثره بمناهج الغرب.
‌د- عدم تخصيص الفتيات بمنهاج يناسبهن.
أ- افتقاره إلى الأصالة:
إن الأصالة في المناهج المعاصرة ما زالت سطحية، لا تربط الجيل الإسلامي بتراثه ولا توصله بالجذور الحقيقية للثقافة الإسلامية، فهي قاصرة حتى عن بناء

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyرد: أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:28

الإنسان المعاصر في إطار الفكر الإسلامي، مناهج هزيلة، ممزقة، بعيدة عن روح الإسلام. حتى إن كثيراً من المناهج الإسلامية الهادفة التي قُرّرت في بعض المؤسسات التعليمية ضعف دورها بشكل كبير، بسبب إحاطتها بمناهج علمانية تنطلق من أسس مادية تحط من قدر الدين.
ولا تتصف المناهج الدراسية بالتمزق والبعد عن الإطار الفكري الإسلامي فحسب، بل إنّ غالبيتها أسست في إطار الفلسفة المادية، والسبب في ذلك أننا ندور في فلك الغرب، ونترجم عنه ( ) .
ب- بعد المنهاج عن روح الإسلام:
إن معظم الجامعات في العالم العربي والإسلامي نشأت على أسس علمانية، وذلك بحكم تسلط الغرب، والقوى الاستعمارية على العالم الإسلامي وقت تكوينه، فتطبع بطابع الحضارة الغربية وتولت شؤونه قيادات تخرجت من الجامعات الغربية. لذلك لم يكن للإسلام دور هام في صياغة مناهج التعليم الجامعي، بل إن اسم الإسلام قد لا يُرى في لوائح هذه الجامعات، فضلاً عن أن يكون محوراً للأهداف أو أساساً للمناهج( ).
لقد حرصت القوى الاستعمارية على السيطرة على التعليم في البلاد الإسلامية وتوجيهه بحيث يخدم أغراضها، ليس فقط أثناء سيطرتها الفعلية على البلاد الإسلامية، بل ليخدم مصالحها أيضاً على المدى البعيد، وبعد زوال الوجود الاستعماري العسكري في البلاد المستعمرة ( ) .
ولذلك كان للغزو الفكري بجميع أداوته وأساليبه دوراً كبيراً في تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية، وكان أنجح أدواته وأخطرها، السيطرة على المناهج في المؤسسات التربوية وتسييرها بشكل يخدم أهدافه وغاياته.
ج- تأثره بمناهج الغرب:
وقع الشرق الإسلامي في أحضان التربية الغربية ونظمها التعليمية ومناهجها الفكرية، وأخذها بحذافيرها وعلى علاتها، مع أنها قد ولدت في بيئة تؤمن بعقائد ومبادئ تختلف كل الاختلاف عن العقائد والمبادئ التي يؤمن بها المجتمع الإسلامي، بل تقوم على نفيها في كثير من الأحيان، حتى أصبح الخطر الفكري يهدد معتقدات أبناءنا، وأصبحت ظاهرة الازدواجية في مناهج التعليم تصبغ الكثير من مؤسساتنا التربوية ( ) .
لذلك نجد العلماء المسلمين يحذرون الأمة من مغبة استيراد المناهج، كما تستورد البضاعة، لما في ذلك من أخطار فكرية واجتماعية، وفي هذا الصدد يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي: "وكلما استعير منهاج من بلاد غير إسلامية أو اختيرت كتب وضعت في بلاد غير مسلمة، ولناشئة غير مسلمة، كان هذا المنهاج وكانت هذه الكتب حلقة نابية لا تفي في المطلوب ويكون الصراع مستمراً بين الفكر الإسلامي والروح الإسلامية، وبين العقلية الجديدة والنفسية الجديدة التي تنشأ بتاثير هذه الكتب... وقد تجلى هذا الصراع وعنف واستفحل في جميع الأقطار الإسلامية التي أخذت العلوم الغربية برمتها والكتب المقررة في تلك البلاد. ثم يقول: فكان غاية ذلك بعد مدة قليلة فوضى فكرية هائلة واضطراب وتناقض.. إلخ"( ) .
إن مسألة اختصاص كل أمة بنظام تربوي مرتبط بعقيدتها وفكرها وأهدافها، لم يقل بها علماء التربية المسلمين فحسب، وإنما اتفق عليها أعظم علماء التربية في العهد الحاضر.
يقول F. W. Jokford في كتابه التربية والغاية الاجتماعية: "إن أفضل محك لنجاح التربية وإخفاقها هو تقاليد المجتمع والقيم السائدة، فهي الأسس التي تقوم عليها خصائصها وبقاؤها.. فعلينا أن نلاحظ دائماً أن كل محاولة للتقدم تقوم على القيم المقررة التي يؤمن بها هذا الشعب ( ) .
ويقول عالم آخر من علماء التربية (Vernon Mallinson): "إن التعليم القومي عبارة عن ميثاق فكري تتجلى فيه غاية المجتمع المشتركة ومساعيه المشتركة، ويمثل هذا الميثاق العاطفة القومية، ويكون مزيجاً من خصائص لابد منها لتحقيق مطامع هذا المجتمع وأهدافه"( ) .
ولقد أخذ الغرب على اختلاف أنظمته السياسية والفكرية، بهذا المبدأ التعليمي وطبقه تطبيقاً وثيقاً، وأصبحت المناهج التعليمية وسياسة التربية خاضعة لهذا المبدأ المقرر، وبهذا سلمت دول الغرب من التناقض الذي تعيش فيه بلاد المشرق الإسلامي، فلا وجود لهوة سحيقة فكرية عقائدية بين الشعب والقيادات، وإنما هو نمط واحد للمبادئ والقيم والمثل، وليس هناك صراع فكري بين مختلف الطبقات، وبذلك سلمت من الثورات الداخلية والمؤامرات ضد الشعب ومصالح البلاد ( ) .
من خلال ما تقدم نستنتج أن تطبيق نظام التعليم الغربي على أبناء المسلمين في بلادهم له من الأخطار الفكرية والعقائدية والخلقية ما اتفق عليها الشرق والغرب على حد سواء.
آثار تطبيق المناهج غير الإسلامية على أبناء المسلمين:
1- استمرار الصراع بين الفكر الإسلامي وبين العقلية الجديد.
2- الفوضى الفكرية والاضطراب والتناقض في الأفكار والآراء.
3- شك وارتياب في الدين واستخفاف بفرائضه وواجباته.
4- ثورة على الآداب والأخلاق وضعف وانحطاط في الأخلاق.
5- تقليد الأجانب في القشور والظواهر.
د- عدم تخصيص الفتيات بمنهاج يناسبهن:
إن نظرة سريعة في مناهج التعليم في الجامعات اليوم تعطينا تصوراً واضحاً عنها، فهي عبارة عن تخصصات ومواد مشتركة بين الذكور والإناث دون أي تمييز، ودون مراعاة حاجة أو فطرة أو غريزة، والمعوّل عليه في هذه التخصصات في الدرجة الأولى والأخيرة هو المعدل في الثانوية العامة، فما على هذه الفتاة إلا أن تقدم طلباتها كما يفعل الشاب ونصيبها من التخصصات سوف يكون ما يؤهلها له معدلها، فقد يكون تخصصاً في الهندسة المعمارية أو الكهربائية أو الميكانيكية، أو في العلوم الزراعية أو الطب... إلخ. كل ذلك حسب ما تسير عليه أنظمة الجامعات من اعتماد المعدل معياراً أساسياً للقبول في التخصصات المختلفة.
وقد يكون هناك عامل آخر له دور في تحديد التخصص، ألا وهو العامل المادي الاقتصادي، فقد يؤهل هذه الفتاة معدلها لدراسة الطب مثلاً، ولكن عدم توفر الإمكانات المادية تجعلها تحجم، لتدرس مادة أخرى أقل تكلفة.
على أن هناك نظرة أخرى في بعض الأُسر تجعل تدريس الشباب أولى من تدريس الفتاة، فلو كان عندهم ولد وبنت داخلين على مرحلة الدراسة الجامعية، فإن للشاب الأولوية في دراسة التخصص الأعلى، وغالباً ما يكون العامل الاقتصادي هو السبب لأن الأسرة لا تستطيع الإنفاق على الاثنين في نفس الوقت.
ولو رجعنا إلى أسس القبول والتسجيل في الجامعات الأردنية منذ خمس سنوات مثلاً أو أكثر لوجدنا أن ليس فيها قانونٌ يراعي حاجات الفتاة في اختيار تخصص مناسب، أو يشير إليها من قريب أو بعيد، أو يحدد في التخصص الواحد الجنس المطلوب، بل في بعض التخصصات قد يفوق عدد الطالبات من الإناث عدد الطلاب من الذكور.

المبحث الثاني
الأثر التربوي للمنهاج التعليمي على الفتاة المسلمة

إن من أبرز ما يميز المناهج الدراسية في الجامعات الأردنية المساواة في المناهج بين الجنسين، حيث يظهر هذا الأمر جلياً في كل مواد التدريس، فالفتاة تدرس نفس التخصصات ومواد التعليم التي يدرسها الشاب، دون مراعاة طبيعة وتركيبة الجنسين، النفسية والعضوية. ولم يتنبه التربويون وواضعوا الخطط والمناهج أنه (ليست العبرة بالقدرة العقلية على الدراسة، والتحصيل العلمي، فنحن لا نعيش بعقولنا وحدها، ولكن بكياننا كله، النفسي والعاطفي والجسدي والعصبي، بالإضافة إلى كياننا العقلي والروحي، فماذا تجدي المساواة في جانب واحد، إذا كان الاختلاف قائماً في بقية الجوانب؟ وكيف نستخلص الجانب المماثل وحده فنفصله عن بقية الكيان؟!... إن الدراسة المشتركة على برامج موحدة ومراحل دراسية وسنوات موحدة لم تلغ فوارق الفطرة العميقة، ولم تؤد إلى المساواة المطلقة في كل شيء)( ) .
إن هذه المساواة مرفوضة، فقد خلق الله كلاً من الرجل والمرأة لأداء وظائف تتوافق مع طبيعته وفطرته، ويصعب على غيره القيام بها، إلا أن التعليم في الجامعات لم يأخذ بالاعتبار الاختلاف بين الجنسين ووضع محتوى المنهج على أساس المساواة بينهما تقليداً للغرب ونظمهم التربوية الوضعية "ولذلك رأينا مهندسات مدنيات، وأطباء نساء وولادة، فيما يفترض أن تؤدي سياسة التعليم الصحيحة إلى العكس"( ) .
وفي حقيقة الأمر فإن مناهج التعليم في جامعاتنا صيغت بحيث تناسب الشاب أكثر من الفتاة، ولم تراع التخصصات التي تحتاجها الفتاة كالمواد التربوية والنفسية الخاصة بالطفل والمرأة، وما يخص المرأة في شؤون دينها ودنياها، ويتناسب مع رسالتها الأساسية في تنشئة الأجيال وتربيتهم ومساهمتها في خدمة بنات جنسها بقدر ما تستطيع في المجالات الإنسانية كالتدريس والتطبيب والتمريض، وغيرها من المجالات التي تخص المرأة ( ) . إن مناهج التعليم في جامعاتنا قاصرة عن تخريج الفتاة المسلمة المؤهلة لأداء رسالتها ووظائفها الرئيسية الموكولة إليها.
ونستطيع القول أن الاهتمام بالمجالات التعليمية النسائية المطلوبة في حياتنا لا يكاد يذكر، أمام المجالات الأخرى المفتوحة أمام المرأة، دون مراعاة لطبيعة فطرية أو تعاليم شريعة، وبالتالي تنحرف وجهة المرأة في التعليم عن دورها الطبيعي ويدعم ذلك قلة الواز الديني وخلل النظام التعليمي، فتختل الموازين وتضيع الحقوق، وتختلط وظائف الرجال بالنساء، وتظهر في المجتمعات الإسلامية نفس أعراض المجتمعات الجاهلية: اختلاط، إباحية، بطالة.
لقد قام بعض الباحثين بإحصاء نسبة البطالة بين الرجال في إحدى الدول العربية ذات عام، فوجودها 40%، وأحصوا نسبة النساء العاملات فوجدوها من 40%"( ) . فأصبحت المرأة منافسة للرجل في كل الأعمال ونداً له، بدلاً من أن تكون المعاون والمساند له.
ومما يزيد القضية وضوحاً ورسوخاً رأي الطلبة أنفسهم في هذه المناهج وعدم رضاهم عنها، وفي غالبيتهم من يحبذ فصل المناهج بين الذكور والإناث. واستكمالاً للبحث وللموضوعية، قامت الباحثة بإجراء دراسة مسحية حول هذه القضية، وقد تكونت العينة من مجموعتين من طلبة الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك، من شعبة الثقافة العامة، حيث تشتمل على تخصصات تكاد تغطي معظم التخصصات في الجامعة لتكون النتائج أكثر صدقاً وأقرب إلى الحقيقة، ويبين الملحق رقم (2) أسئلة الدراسة المتعلقة بالمناهج. وفيما يلي عرضاً للإجابة على هذه الأسئلة.

نتائج الدراسة التي أجريت حول مسألة المناهج في الجامعات الأردنية، ومناقشتها
السؤال الأول:
ما رأيك في طبيعة المنهاج في كليتك؟








فقد تساوت النسب حول مناسبة المنهاج، نجد في الجامعتين، إلا أنها اختلفت في كونه غير مناسب، وقد يكون لهذا الفرق بين العينتين من الجامعتين علاقة بالمجتمع المحلي لكل من الجامعتين، حيث أن المجتمع الذي توجد فيه الجامعة الأردنية مجتمع صناعي تجاري تنافس الفتاة فيه الشاب على كل الأعمال، ولا تجد حرجا في القيام بأي عمل وظيفي أو غيره، ولو كان هذا العمل أكثر انسجاماً مع طبيعة الرجال.
ثم إن المجتمع المحلي للجامعة الأردنية أكثر انفتاحاً، وقد يكون أكثر بعداً عن العادات والتقاليد في بلدنا التي تحظر على الفتاة القيام بمثل هذه الأعمال، ولذلك وجدنا هذا الفرق في النتائج بين الجامعتين. فاليرموك المجتمع المحلي لها غالباً مجتمع يعتبر الرجل هو المكلف بالعمل بالدرجة الأولى، ثم إن الفتاة هنا في الغالب قد لا ترضى أن تدرس بعض التخصصات، ولو درستها لا تقبل العمل بمجال تخصصها، مثلاً، لأن العادات والتقاليد تمنعها من ذلك، علاوة على أن ديننا الحنيف، قد لا يرضى مثل هذه الأعمال للمرأة، حيث نهى عليه الصلاة والسلام على تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، والفقهاء على أن التشبه عام في كل مجالات الحياة، اللباس، والحركة، وطريقة المشي، والكلام والعمل أيضاً.
السؤال الثاني:
هل المنهاج المقرر يشكل عقبة في طريقة تحصيلك العلمي؟








نلاحظ أن 48% من عينة طلبة جامعة اليرموك ترى أن توحيد المناهج يشكل عقبة أمام الطلاب مقابل 40% من عينة الجامعة الأردنية ترى ذلك، والفرق بين هاتين العينتين غير دال إحصائياً حسب اختبار الفرضيات الخاصة بالنسبة.
كما لاحظنا في النتائج فليست هناك فروق بين العينتين، فالنتائج متقاربة، ووجهات النظر متقاربة، ثم إن الفروق في العينة الواحدة أيضاً ليس لها أي دلالة إحصائية، وهذا يشير إلى أن في الغالب هدف الطلبة الحصول على قبول في الجامعة، دون الاكتراث بفائدة المنهاج أوا لتخصص، ورغبة أو عدم رغبة فيهما، فإذا قُدّر له أن يقبل في تخصص ما، فليس أمامه إلا المثابرة والجد حتى يُنهي دراسته ويتخرج بغض النظر عن مصالح الأمّة، وتلبية حاجياتها.
السؤال الثالث:
أذكر أهم المشكلات التي يسببها توحيد المنهاج بين الذكور والإناث على التحصيل العلم.







إنّ بعض الطلبة اعتبر أنّ توحيد المنهاج فيه مشكلات تربوية، وبعضهم الآخر لا يرى ذلك، ونسبة الذين يرون أن هذه المناهج تسبب مشكلات من عينة جامعة اليرموك كانت 48%، بينما 40% ترى أن لا مشكلات تذكر، وامتنع 12% عن الإجابة.
فلا فروق ذات دلالة إحصائية في الرأي بين أفراد هذه العينة، فهي قريبة من النصف في الحالتين.
بينما النتائج في الجامعة الأردنية كانت 32% يرون أن توحيد المنهاج له أثر سلبي على التحصيل العلمي، بينما 46% لا يرى ذلك، في حين امتنع 22% عن الإجابة.
فالفروق بين العينتين من الجامعتين كما نرى، ملموسة، وقد يكون من أسباب ذلك طبيعة المجتمع المحلي لكل من الجامعتين، فالمطالبة بالمساواة بين الجنسين ومحاولة تطبيقها عملياً في بيئة الجامعة الأردنية أكثر انتشاراً وقبولاً منها في جامعة اليرموك، ذلك المجتمع الذي مازال أكثر تحفظاً وأكثر احتراماً للعادات والتقاليد.
أما عن أهم المشكلات كما ذكرها أفراد العينة الذين يرون أن هناك مشكلات تترتب على توحيد المناهج:
1- تدني المستوى العلمي بسبب دراسة مواضيع لا تتناسب مع أحدا لجنسين.
2- تدني التحصيل العلمي في بعض المواد لعدم استيعاب أو فهم هذه المواد.
3- هناك مواد عملية لا حاجة للنساء بها، لأنهن لا يستطعن ممارستها.
4- تجعل الطالب أو الطالبة يدرس مواضيع ويتعمق فيها وهو ليس بحاجة إليها، على حساب مواضيع أخرى هامة بالنسبة له يدرسها دراسة هامشية.
5- إضاعة الوقت في دراسة ما لا يرغب.
وهذا يشعر بالتالي أن الرغبة في تميز مناهج الفتيات عن مناهج الشباب حاصلة وهي الأولى، حيث يدرس كل جنس المواد الأكثر انسجاماً مع طبيعة وظروف حياته.
السؤال الرابع:
هل تفضل أن تكون مناهج الذكور تختلف عن مناهج الإناث؟ وما السبب؟







كانت الفروق في النتائج ليست ذات دلالة إحصائية، ثم إن النسبة الكلية وهي 49% تميل إلى أن تختلف مناهج الذكور عن الإناث.
أما عن الأسباب، فهي نفس الأسباب التي ذكرت في الأسئلة السابقة.
السؤال الخامس:
هل هناك موضوعات في المنهاج يصعب على الأستاذ شرحها بسبب وجود الجنسين معاً؟







هناك تقارب شديد إلى درجة التطابق في الآراء كما أوضحت النتائج، وهذا يعني شبه إجماع بين أفراد العينتين أن هناك موضوعات في المنهج فعلاً يصعب على المدرس شرحها بسبب الاختلاط، ويذكرون من هذه الموضوعات، مثلاً، في تخصص الشريعة الإسلامية، مواد الفقه، مواضيع الطهارة، حيث يتحرج الأستاذ من التوسع في شرحها، والمواضيع التي تتعلق بالمرأة بشكل خاص، أو العلاقة بين المرأة والرجل، قد يتركها الأستاذ، ويجعلها للقراءة الذاتية للطلبة.
كذلك في بعض التخصصات العلمية كالطب والتمريض والصيدلة، قد يُحرج الأستاذ والطلبة في نفس الوقت من موضوع معين، وبالتالي لا يُعطيه المدرس حقه من الشرح والتوضيح، فلو كان كل جنس يُدرس منفصلاً عن الآخر لكان أولى وأفضل، حيث يستطيع أن يتوسع المدرس في الموضوع ويحيط بجوانبه جميعها.
السؤال السادس:
برايك، هل يمكن أن تختلف المناهج بين الذكور والإناث مع وجود التعليم المختلط؟ أم أن اختلاف المناهج يوجب الفصل بين الجنسين؟







رأينا أن النسبة الكلية، نصف العينة يرون وجوب الفصل بين الجنسين، إذا اختلفت مناهج الذكور عن مناهج الإناث، حيث لا فائدة ولا جدوى من تنوع المناهج مع وجود الجنسين جنباً إلى جنب في قاعة صفية واحدة. وهذا يعني أن لسان حال الطلبة يقول بتنوع المناهج والفصل بين الجنسين، فهما قضيتان مرتبطتان بعضهما ببعض، لا يمكن لأحدهما أن تحصل بدون الأخرى.
السؤال السابع:
هل التخصصات الموجودة تناسب الفتاة كما تناسب الشاب؟







نلاحظ أن الفروق في الشعب بين العينتين ليست كبيرة وليس لها أي دلالة، فالأغلب في كل من العينتين يرون أنها لا تناسب، ثم إن النسبة الكلية وهي 48.5% ترى أنها لا تناسب، فهذا يعني أن ما يناسب الشاب قد لا يناسب الفتاة في غالب الأحيان، فمن الأولى أن تخصص للطالبات مناهج تختلف عن مناهج الطلاب، حيث تنسجم مع طبيعتهن ووظيفتهن وما هو مطلوب منهن في البيت والمجتمع، حتى لو لم تحصل على وظيفة أو عمل، فإنها سوف تستفيد من هذا التخصص في حياتها اليومية.
السؤال الثامن:
هل التخصصات المطروحة تحقق هدفاً علمياً، أم مستقبلاً وظيفياً؟







النتائج متقاربة بين العينتين، فالفروق ليس لها أي دلالة، فنجد أن البعض يرى أنها تحقق هدفاً علمياً والبعض يرى أنها تحقق مستقبلاً وظيفياً، والبعض يرى أنها لا تحقق هدفاً علمياً ولا مستقبلاً وظيفياً على الإطلاق.
وهذه النتائج لا شك أن لها دلالة معينة، وخاصة الذين يرون أنها لا تحقق مستقبلاً علمياً ولا وظيفياً، فهذا يدل على الإحباط الذي حصل لهذا الجيل، وبشكل خاص في الجانب الوظيفي والبطالة التي يعانيها الخريجون في مختلف التخصصات العلمية والأدبية.
أما الذين يرون أنها لا تحقق أيضاً مستقبلاً علمياً، فقد يكون العيب فيهم وليس في المناهج وقد يكون في المنهاج بعض السلبيات، وقد يكون طرف ثالث مسؤول عن هذه النتائج، ألا وهو المدرس نفسه، ولذلك نجد مثل هذه النسبة غير القليلة التي ترى أنه ليس هناك أي جدوى علمية من هذه الدراسة.
السؤال التاسع:
هل لديك ما تقترحه لإثراء البحث فيما يتعلق بالمناهج؟
كان لأفراد الدراسة هذه الاقتراحات:
1- إعادة دراسة خطة الدراسة ومحاولة تحديث بعض المواد فيها.
2- إذا تم الفصل بين الجنسين، فلابد أن تدرس الفتاة مناهج تختلف عن مناهج الذكور، لأن لكل منهما طبيعته ومجال عمله الذي خلق من أجله.
3- تحتاج المناهج إلى إعادة نظر، ليتعلم الطالب ما ينفعه ويتناسب مع مستواه العلمي والعقلي.
4- مراعاة احتياجات الواقع عند المناهج.
5- إضافة مساقات جديدة وإلغاء بعض المساقات الموجودة لأنها عديمة الفائدة.
6- اقتراح خاص من طلبة كلية الشريعة بالغاء التخصص في مرحلة البكالوريوس لأن طالب الشريعة يحتاج للتوسع في كل العلوم الشرعية، سواء كان تخصصه فقه وتشريع، أو أصول دين.
7- الاستعانة بأصحاب الخبرات بوضع المناهج.
8- التعاون مع الجامعات العريقة التي لها دور كبير في البحث العلمي والتدريس في العالم الإسلامي.
9- ربط العلوم التي تدرس بالواقع الذي نعيش.
10- الاهتمام بتراث الأمة وأصالتها عند وضع المناهج.
11- الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس والطلبة لتطوير الخطة الدراسية.
12- على المدرسين الالتزام بالمنهج المقرر.
13- محاولة تحديث المناهج بين فترة وأخرى لتتناسب مع التطور والتغير الذي يحصل في العالم.
14- أن تعمل المناهج على تشجيع البحث العلمي، لا الاعتماد على التلقين

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyرد: أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:28

15- تعريب المناهج والمراجع، وأن تكون بإشراف مختصين عرب وليسوا أجانب.
16- أن تعمل المناهج على ربطنا بعقيدتنا ربطاً وثيقاً.
17- أن يتم تغيير الأساليب التي تقدم من خلالها مادة المناهج.
18- وضع الحوافز المناسبة للطلاب.


المبحث الثالث
علاج المشكلة

إن صياغة المناهج التعليمية في مختلف المعارف والعلوم مهمة خطيرة، وعليه يجب على من يتصدوا لوضعها أن يضعوا في حسبانهم أنهم يصوغون شخصية أمتهم ويصنعون كيانها، ويضعون الأسس لبقائها وكرامتها وعزتها، ولن يتمكنوا من النجاح في مهمتهم إلا إذا جعلوا عقيدة الأمة منار طريقهم في تقرير أهداف ومحتوى المنهاج، سواء في المواد العملية أو النظرية.
إن الدول التي تشعر بكرامتها وتؤمن بفكرة في حياتها، تعمل جاهدة بكل حرص على أن تكون المناهج التعليمية منسجمة ومنبثقة عن عقيدتها ووجهة نظرها في الحياة، وهذا أمر ملموس عند جميع الأمم ذات الشأن والقوة ( ) . وبما أننا أمة متميزة بفكرها وعقيدتها، فلابد أن تكون مناهجنا التعليمية متميزة عن غيرها، فلا يدخل فيها أي فكر يناقض العقيدة وتعاليم الشريعة الإسلامية في كلياته ولا في جزئياته.
فما هو الحل إذن؟
وتطرح الباحثة الاقتراحات التالية كعوامل مساعدة في حل مشكلة المنهاج:
1- أسلمة المناهج التعليمية على كل مستويات التعليم، الأساسي والثانوي، والمتوسط والجامعي.
2- أن تعتمد عملية بناء المناهج التربوية الإسلامية على أصول تربوية إسلامية منبثقة عن الكتاب والسنة، لتعطي الاتجاهات الواضحة المحددة لصياغة مضمون هذه المناهج وطرائق تطبيقها وتقويمها وتطويرها.
3- إن حل هذه المشكلة يحتاج إلى صياغة النظام التعليمي صياغة جديدة تتلاءم وعقيدة الأمة المسلمة، ومقومات حياتها وحاجاتها، وتخرج منها روح المادية والتمرد على العقيدة، والثورة على القيم الخلقية، ويحل محلها روح التقوى والإنابة إلى الله وتقدير الآخرة ( ) .
4- جعل علوم الغرب ونظرياته موضع الفحص والدراسة، نأخذ منها ما يوافق حاجاتنا ولا يتعارض مع عقيدتنا ونرفض ما عدا ذلك.
5- ضرورة العناية بالفتاة المسلمة وتخصيصها بمنهاج نسوي يتناسب مع وظيفتها وما أعدها الله له، زوجة وأمّا وربة بيت، وعليه يجب أن تطرح بعض المساقات المتخصصة في جميع البرامج التعليمية، التي تتناسب مع هذه الوظيفة مثلاً: الحقوق الزوجية، حقوق الأطفال، العلوم المنزلية، التغذية، التربية النسوية.

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على هديه ونهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد كانت أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث على النحو التالي:
1- إن اهتمام الإسلام بالعلم وحرصه على طلبه لم يقتصر على الرجال دون النساء، ولذلك نجد أن تاريخ الإسلام حافل بطالبات العلم والمتعلمات في شتى المجالات العلمية.
2- أن الرسول  كان يتولى بنفسه تعليم النساء القضايا الشرعية، ويوكل تعليمهن القراءة والكتابة إلى من تتقن ذلك من النساء.
3- أن تعليم المرأة في الواقع المعاصر متأثر إلى حد كبير بالفكر الغربي، من حيث مضمون التعليم وكيفيته والغاية منه.
4- أن الاختلاط المحرم لا خلاف بين فقهاء المسلمين في تحريم الاختلاط الذي يؤدي إلى الرذيلة والمعاصي لتظافر الأدلة على ذلك، وأن الغاية من منعه عدم تعريض المرأة للفتنة، والحفاظ على طهرها وفضيلتها.
5- خطر الاختلاط في التعليم الجامعي وما يترتب عليه من الفتنة والريبة والفساد، وأن الغرب واليهود هم الذين يروجون له، بهدف إفساد الجيل وإسقاط الأمة، لسهولة السيطرة عليها. قال تعالى: ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما( ) .
6- أن لا شيء عندنا اسمه مؤسسات تعليم المرأة، ولا شيء عندنا اسمه مناهج تعليم المرأة، بل هي مناهج تعليمية عامة، ومؤسسات تعليمية عامة.
7- أصبحت الغاية من تعلم الفتاة، الوظيفة بالدرجة الأولى، فهي تتخرج لتزاحم الرجل في كل مجالات العمل سواء كانت تناسب تكوينها أم لا.

التوصيات
ولتمام الفائدة تقدم الباحثة التوصيات التالية:
1- الاهتمام بدراسة بقية المشكلات التربوية التي تواجه الفتاة المسلمة في دراستها الجامعية.
2- ضرورة الاهتمام بتعليم الفتاة المسلمة ما يناسب طبيعتها الأهمية ذلك في إيجاد البيت المسلم والمجتمع المسلم والأجيال المسلمة.
3- الحذر من دسائس المستعمرين والمبشرين والمستشرقين، وما نفثوه من سموم فكرية واجتماعية في مجال التحلل الخلقي والتشويه الحضاري والتربوي لعقيدتنا الإسلامية. وملاحظة أن الاستعمار الفكري أكثر بلاءً على الأمة من الاستعمار العسكري والسياسي، فالدسائس الاستعمارية استخدمت العلم والفكر استخداماً غير أمين.
4- إعادة بناء نظمنا التربوية على أساس الإسلام، وتقيد المؤسسات التعليمية بالمناهج الإسلامية، ليرتد كيد المستشرقين إلى نحورهم. يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون( ).
5- ضرورة الفصل بين الجنسين في العلم والعمل، وأن يكون الفصل من المبادئ الأساسية في كل مراحل التعليم، لما يترتب على الاختلاط من فساد خلقي، وحيث أن لا علاقة له بالتقدم العلمي والتكنولوجي، ومن خلال شهادات الغربيين أنفسهم، وإنما هو مخطط صهيوني لإفساد هذا الجيل.
6- أن يتقِّ الله كل من الشاب والفتاة إذا ابتُلي بهذا الواقع المخالف لأحكام الشريعة الإسلامية. فلا تخرج الفتاة متبرجة متزينة متطيبة، وعليها أن تستر عورتها بلباس شرعي (تتوافر فيه المواصفات التي أرادها الشاب) وتبتعد عن الاختلاط بالرجال ما أمكنها ذلك وتغض من بصرها. وكذلك الشاب عليه أن يتق الله في نفسه وفي نساء المسلمين في أقواله وأفعاله. ولا نقول للفتاة المسلمة والشاب المسلم أن يعتزلا الجامعات حتى تصبح مؤسسات التعليم إسلامية، لأن هذا يعني أن يأخذ مكانهما فتاة غير مسلمة، وشاب غير مسلم أو مسلمون وغير ملتزمون بشرع الله، ويتولى هؤلاء إعداد وتربية أبناء وبنات المسلمين في المؤسسات التعليمية وفي مجالات الحياة الأخرى.
وأخيراً فإن هذا ما بذلته من جهد، ولا أدعي فيه الكمال والتمال، فإن الكمال لله وحده، وعذري أنني بشر أصيب وأخطئ، فما كان من صواب فمن الله وله الحمد، وما كان من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله.
وإنني إذ أقدم عملي هذا، أسأله تعالى، أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتجاوز عما وقعت فيه من خطأ وزلل، إنه سميع مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ملحق رقم (1)
أسئلة حول قضية الاختلاط في الجامعات

س1: هل يعتبر الاختلاط في الدراسة مشكلة بنظرك؟
س2: إذا كان الاختلاط مشكلة، أذكر أهم السلبيات التي تعانيها بسببه؟
س3: أذكر أهم المعوقات التي يسببها الاختلاط على تحصيلك العلمي؟
س4: يدعي البعض أن العلاقة التي تنشا بين الجنسين تحفز على زيادة التحصيل العلمي كونها باعثاً للتعلم. فما رأيك في ذلك؟
س5: هل وجود الجنسين في قاعة واحدة يعيق حُرّية الأستاذ في إيضاح عناصر الموضوع؟
س6: ما الآثار التي يسببها الاختلاط على حياتك الاجتماعية؟ أذكرها؟
س7: هل هناك أسباب تضطرنا إلى الاستمرار في الاختلاط؟ إن كانت الإجابة نعم، أذكر الأسباب.
س8: هل لديك ما تقترحه لإثراء البحث فيما يتعلق بمشكلة الاختلاط؟

ملحق رقم (2)
أسئلة حول المناهج الدراسية في الجامعات

س1: ما رأيك في طبيعة المنهاج الحالي في كليتك؟
س2: هل المنهاج المقرر يشكل عقبة في طريق تحصيلك العلمي؟
س3: أذكر أهم المشاكل التي يسببها توحيد المناهج بين الذكور والإناث على التحصيل العلمي؟
س4: هل تفضل أن تكون مناهج الذكور تختلف عن مناهج الإناث؟ وما السبب؟
س5: هل هناك موضوعات في المنهاج يصعب على الأستاذ شرحها وبيان معانيها بسبب وجود الجنسين معاً؟
س6: برأيك هل يمكن أن يختلف المنهاج بين الذكور والإناث مع وجود التعليم المختلط، أم أن اختلاف المنهاج يوجب الفصل بين الجنسين؟
س7: هل التخصصات الموجودة تناسب الفتاة كما تناسب الشاب؟
س8: هل المناهج المقررة تحقق هدفاً علمياً، أم مستقبلاً وظيفياً؟
س9: هل لديك ما تقترحه لإثراء البحث فيما يتعلق بالمناهج؟

المصادر والمراجع

• أحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبدالله المعروف بإبن العربي، "468هـ-543هـ" تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، "د.ط/ د.ت".
• إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: أبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني، "ت، 923هـ"، وبهامشه صحيح مسلم بشرح النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، "د.ط/ د.ت".
• أستاذ المرأة: الشيخ محمد بن سالم الكرادي البيجانين مكتبة الثقافة، المدينة المنورة، "د.ط/ د.ت".
• أصول التربية الإسلامية وأساليبها: عبدالرحمن النحلاوي، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 1399هـ - 1979م.
• أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1397هـ - 1977م.
• الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، علي محمد جريشة ومحمد شريف الزيبق، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية، 1398هـ - 1978م.
• الإسلام وقضايا المرأة المعاصرة: البهي الخولي، دار القلم، الكويت، الشركة المتحدة للتوزيع، الطبعة الثالثة، "د.ت".
• إلى غير المحجبات أولاً، محمد سعيد مبيض، د.م/ د.د/ ط1، 1988م.
• إليك أيتها الفتاة المسلمة، منير محمد الغضبان، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، ط4، 1407هـ - 1977م.
• أهم قضايا المرأة المسلمة، محمد حسن أبو يحيى، دار الرشيد للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، 1403هـ - 1983م.
• البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي، دار الفكر، د.م، الطبعة الثانية، 1403هـ - 1983م.
• التبرج والاحتساب عليه، عبيد بن عبدالعزيز السلمي، الطبعة الأولى 1987م، "د./ د.د".
• التراث المعاصر: أكرم ضياء العمري، الدوحة، رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، الطبعة الأولى، 1405هـ.
• التعليم الإسلامي بين الأصالة والمعاصرة: فاروق السامرائي، "رسالة دكتوراه غير منشورة".
• تفسير ابن جُزي، محمد بن أحمد بن جُزَيّ الكلبي، دار الكتاب العربي، بيروت، "د.ط"، 1403هـ، 1983م.
• تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل، للإمام الجليل محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي، "ت: 516"، إعداد وتحقيق خالد عبدالرحمن العك ومروان سوار، دار المعرفة "د.م"، ط1406هـ-1986م.
• تفسير الثعالبي المرسوم بجواهر الحسان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، "د.ط/ د.ت".
• تفسير الجلالين، جلال الدين محمد بن أحمد المحلى، وجلال الدين السيوطي، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1404هـ، 1984م.
• تفسير القرآن المسمى: تبصير الرحمن وتيسير المنان: علي بن أحمد بن إبراهيم المهايمي "ت، 835هـ"، وبهامشه نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن للإمام أبي بكر السجستاني، عالم الكتب، بيروت، ط2، 1403هـ - 1983م.
• التفسير الكبير للإمام الرازي، فخر الدين العلامة صياء الدين عمر المشتهر بخطيب الرىّ رحمه الله، المطبعة العامرة الشرقية، "د.م/ د.ط"، 1324هـ.
• التفسير الواضح: محمد محمود حجازي، مطبعة الاستقلال الكبرى، "د.م"، الطبعة الرابعة، 1388هـ - 1986م.
• تفسير سورة النور، أبو الأعلى المودودي، دار الفكر، دمشق، "د.ط/ د.ت".
• تفسير الخازن المسمى: لباب التأويل في معاني التنزيل، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، "د.ط/ د.ت".
• الجامع البيان في تفسر القرآن: أبي جعفر محمد بن جرير الطبري "ت310هـ"، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط4، 1400هـ - 1980م.
• الجامع لأحكام القرآن لأبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، المكتبة العربية، القاهرة، "د.ط" 1387هـ - 1967م.
• جريدة المسلمون، العدد 188، السنة الثالثة.
• حاشية الروض المربع شرح زاد المستنقع، جمع عبدالرحمن بن محمد بن قاسم النجدي الحنبلي، (1312-1392هـ)، ط1، 1399هـ، "د.م/ د.د".
• حاشية الصّأوي على تفسير الجلالين، للشيخ أحمد الصّاوي المالكي على تفسير الجلالين، المكتبة التجارية الكبرى "د.م/ د.ط" 1357هـ - 1939م.
• حاشية محي الدين شيخ زاده على تفسير القاضي البيضاوي، المكتبة الإسلامية، ديار بكر، تركيا، "د.ط/ د.ت".
• الحجاب، أبو الأعلى المودودي، مؤسسة الرسالة، بيروت، "د.ط/ د.ت".
• خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، الطبعة الثالثة.
• الدر المنثور في طبقات ربات الخدور، زينب بنت يوسف هوّاز العاملي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية، "د.ت".
• دراسات في المناهج والأساليب: صالح هندي، وهشام عليان، "د.م/ د.د/ د.ط"، 1983م.
• روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الآلوسي البغدادي، "ت1279هـ"، دار الفكر، بيروت، "د.ط"، 1398هـ - 1978م.
• زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن القيم الجوزية، طبعة البابي الحلبي بمصر، "د.ط"، "د.ت".
• سنن ابن ماجه: الحافظ أبي عبدالله محمد بن زيد القزويني، "207هـ - 275هـ"، دار إحياء التراث العربي، بيروت، "د.ط"، 1395هـ - 1975م.
• سنن أبي داود، للإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي، (202-275هـ)، إعداد وتعليق الدعاس وعادل السيد، ط1، حمص، سورية، 1393هـ، 1973م.
• سنن الدارمي، أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالفضل الدارمي، "ت255هـ"، دار الكتب العلمية، بيورت، لبنان، "د.ط/ د.ت".
• سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت، ط1، 1348هـ، 1930م.
• صحيح البخاري، لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، "ت256هـ"، دار إحياء التراث العربي، بيروت، "د.ط/ د.ت".
• صحيح مسلم بشرح النووي، محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الأفعي، "ت676"، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1972م.
• الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، أبو الحسن الندوي.
• صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني، دار القرآن الكريم، بيروت، الطبعة الرابعة، 1402هـ، 1981م.
• عالم المرأة، محمد الحسناوي وعصام الحرستانين دار عمار، الأردن، ط1، 1405هـ، 1985م.
• عمدة القاري شرح صحيح البخاري، للإمام العلامة بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني "762هـ - 855هـ"، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الأولى، "1392هـ - 2972م".
• فتح الباري شرح صحيح البخاري، لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي، "773هـ - 852هـ"، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط4، 1402هـ.
• فتح البيان في إعجاز القرآن، للعلامة المحقق صدّيق خان "ت1307هـ"، دار الأنصار، القاهرة، "د.ط/ د.ت".
• فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني "ت1250هـ"، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، "د.م/ د.ط/ د.ت".
• فتوح البلدان: البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري (ت279هـ)، مكتبة النهضة لاعربية، القاهرة "د.ط"، 1350هـ.
• في ظلال القرآن: سيد قطب، دار الشروق، بيروت، الطبعة الثامنة، 1399هـ - 1979م.
• فيض القدير شرح الجامع الصغير، للعلامة المناوي، محمد محمد المدعو بعبدالرؤوف المناوي، دار المعرفة، بيورت، لبنان، الطبعة الثانية، 1391هـ - 1972م.
• قاموس التربية وعلم النفس التربوي، فريد نجار وزملاؤه، الجامعة الأمريكية، بيروت، "د.ط"، 1960م.
• الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون التأويل في وجوه التأويل، أبي القاسم جاد الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، "467هـ - 538هـ"، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، "د.ط/ د.ت".
• كيف توجه المعارف في الأقطار الإسلامية، أبو الحسن علي الحسني الندوي.
• لسان العرب: جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور، "ت711"، دار صادر، بيورت، الطبعة الثانية، "د.ت".
• لمحات في الثقافة الإسلامية، عمر عموده الخطيب، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة، 1401هـ - 1981م.
• مجلة المجتمع، العدد (834)، السنة الثامنة، 22 محرم 1408هـ.
• المدخل إلى التربية الإسلامية وطرق تدريسها: عبدالرحمن صالح عبدالله وأخرون "ناصر أحمد خوالده، محمد عبدالله الصمادي"، دار الفرقان للنشر والتوزيع، الأردن، الطبعة الأولى، 1411هـ - 1991م.
• المرأة المسلمة، وهبي سلميان غادجي الألباني، 1975م، "د.ط/ د.م/ د.د".
• المرأة بين الفقه والقانون: مصطفى السباعي، المكتب الإسلامي، دمشق، الطبعة الخامسة، 1382هـ - 1962م.
• المرأة في الإسلام بين الماضي والحاضر، عبدالله شحاته، الهيئة المصرية العامة للكتاب، "د.ط/ د.ت".
• مسند الإمام أحمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال في سنن الأقوال، المكتب الإسلامي، دار الفكر، بيروت، "د.ط/ د.ت". وهناك طبعة أخرى، دار صادر، بيروت.
• مفاهيم الدراسات الاجتماعية، جودت سعادة، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1984م.
• مفاهيم تربوية في الإسلام، محمود السيد سلطان، مؤسسة الوحدة للنشر والتوزيع، الكويت، "د.ط"، 1977م.
• المناهج أسسها وتحقيقها، تقويمها: يحيى هندام وجابر عبدالحميد، دار النهضة العربية، القاهرة، "د.ط"، 1981م.
• المناهج بين النظرية والتطبيق: أحمد حسين اللقاني، عالم الكتب، القاهرة، "د.ط"، 1981م.
• المنهج التربوي من منظور إسلامي: يعقوب حسين نشوان.
• منهج التربية الإسلامية: محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، بيروت، الطبعة السادسة، 1402هـ - 1982م.
• نحو التربية الإسلامية الحرة في الحكومات والبلاد الإسلامية، أبو الحسن علي الحسني الندوي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط5، 1407هـ، 1987م.
• نحو صياغة إسلامية لمناهج التربية والتعليم، إسحق الفرحان وآخرون، "د.ط، الأردن، "د.ط"، 1399هـ - 1979م.
• نظرات في التربية الإسلامية، عز الدين الخطيب التميمي، وبدر إسماعيل سمرين، دار البشير، عمان، الأردن، ط1، 1405هـ، 1985م.

ثبت الآيات القرآنية الكريمة

يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم
وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت
قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
الذين آمنوا
الذين أوتوا العلم
إنما يخشى الله من عباده العلماء
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا
ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما
قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول
ووجد من دونهم امرأتين
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها

أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية Emptyرد: أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 4:29

وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى

ثبت الأحاديث النبوية الشريفة

"غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك".
"موعدكن بيت فلان".
"ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب".
"طلب العلم فريضة على كل مسلم".
"يا رسول الله فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت".
"يا رسول الله ما غِشُّ أزواجنا".
"يا رسول الله حفظنا لكم أموالكم".
"لا يخلوّن رجل بامرأة إلا مع ذي محرم".
"إياكم والدخول على النساء".
"قالت النساء للنبي  غلبنا عليك الرجال".
"جاءت أميمة بنت رقية إلى رسول الله  تبايعه على الإسلام".
"صنفان من أهل النار لم أرهما".
"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية".
"إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيباً".
"أيتكن خرجت إلى المسجد فلا تقربن طيباً".
"لعن رسول الله  الرَّجِلة من النساء".



remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية