كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة تقارير المستهلك Consumer Reports أن معظم علاجات الصلع لا تؤتي بنتيجة فعالة مع كل من الرجال والنساء.

وكشف البحث الذي اعتمد على دراسة 8000 حالة أن 40% من السيدات و27% من الرجال استخدموا على الأقل علاجاً واحداً للصلع أو لإيقاف تساقط الشعر. وقال أكثر من نصف الرجال الخاضعين للدراسة إن الدعاية عن تأثير علاج الصلع مبالغ فيها. ومعظم الرجال لجأوا لعقاقير لا تحتاج استشارة الطبيب، بينما 20% اختاروا عقار بروبسيا Propecia وهي حبوب للرجال فقط لا تصرف إلا بإذن الطبيب.


تقبل الأمر الواقع
وقال 27% من الرجال الذين استخدموا حبوب "بروبسيا" إنها فعالة جداً. وبروبسيا هي من مجموعة العقاقير التي تقاوم إنزيم 5-ألفا ريدكتيز 5-alpha reductase الذي يتلف بصيلات الشعر. هذا العقار الذي يوقف إفراز هرمون ذكوري محدد يستخدم أيضاً في علاج غدد البروستاتا المتضخمة.

العقاقير الأخرى البديلة لم تثبت فعاليتها في علاج الصلع وتساقط الشعر مثل مينوكسيديل (روجان) minoxidil) Rogaine) ويتم استخدامه على فروة الرأس مباشرة وهو عقار إعادة نمو الشعر الوحيد المصرح باستخدامه للسيدات، 4% فقط قالوا إنه كان فعالاً جداً بينما 43% قالوا إنه لم يأتِ بأي نتيجة.

أما بالنسبة للبدائل الغذائية والأعشاب فقد قال 6% فقط إنها فعالة. وزادت هذه النسبة مع العقاقير التي تستهدف علاج أساس المشكلة حيث وصلت لـ12%.

وقام 2% فقط من الرجال بزراعة شعر، وقال 49% منهم إنهم راضون تماماً عن النتيجة.

يقول المحررون في المجلة إنه ربما حان الوقت لتقبل فكرة أن الصلع جميل لأنه حتى العلاج الذي ثبتت فعاليته ثبت أيضاً أن له آثار جانبية.

"الأمر صادم جداً بالنسبة لمن يقنعون أنفسهم أن هناك دواء لكل المشاكل في مكان ما" كما قال تود ماركس، كبير المحررين في مجلة تقارير المستهلك في بيان صحافي، "للأسف لا يوجد عقار سحري وأفضل علاج هو تقبل الأمر".

وعلى الرغم أن حوالي 60% من النساء و67% من الرجال قالوا إنهم لجأوا لعلاج الصلع لأنهم رأوا أنهم لن يخسروا شيء، تقول الدراسة إن هذا ليس بالضرورة صحيح.

على سبيل المثال، يجب أن يتم تناول بروبسيا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل وحين يتم إيقاف تناوله قد يتوقف تأثيره. كما أن هذا العقار الذي يستخدمه الرجال فقط له عدة أعراض جانبية منها الاكتئاب والعجز الجنسي.

يتوقف تأثير مينوكسيديل أيضاً حين يتم إيقاف تناوله، كما أن آثاره الجانبية تتضمن جفاف أو حكة أو التهاب في فروة الرأس، كما أنه يزيد من كمية شعر الوجه. أما جراحات زراعة الشعر فأحياناً يكون تأثيرها لفترة محددة يتم بعدها إجراء جراحة أخرى، كما أن تكلفتها تكون عادة باهظة.

إذاً ماذا يفعل الرجال والنساء الذين يعانون من الصلع أو تساقط الشعر؟

قال 65% من الرجال الخاضعين للدراسة إنهم يلجأون لتخبئة الصلع عن طريق ارتداء شعر مستعار، بينما رأى 46% أن حلاقة الشعر تماماً من أفضل الحلول، و46% قالوا إن الاهتمام بالأناقة يساعد على التغلب على المشكلة، واتفق معهم 44% على أن المظهر يلعب دوراً مهماً لكنهم رأوا أن ممارسة الرياضة تجعلهم أكثر رشاقة فلا يفكرون كثيراً في الصلع.

فيما عدا ذلك، فإن أفضل حل في الوقت الحالي هو استخدام العقاقير أو الوسائل التي ثبت فعاليتها كما قال الدكتور نيل ساديك، طبيب الأمراض الجلدية بمدينة نيويورك، لموقع ويب ميد الطبي.
"هذا يتضمن بروبسيا ومينوكسيديل وزراعة الشعر".


الجديد في العلاج
يقول دكتور نيل ساديك إن على المهتمين بعلاج تساقط الشعر أن يتابعوا آخر التطورات بشكل مستمر، حيث إن العلم يكشف دوماً وجود وسائل لحل مشكلة تساقط الشعر أو على الأقل تؤدي لتراجعه.

وتشير بعض الدراسات لوجود نوع من الالتهاب قد يؤدي لتساقط الشعر وهذه يرجح أن المواد المضادة للالتهابات مثل الاسترويد steroids يمكن أن تؤدي نتيجة فعالة في هذا الشأن.

أصدر ساديك كتاباً عن هذا الأمر منذ 10 سنوات وكان عنوانه كيف تحافظ على شعرك؟ Your Hair: helping to Keep It. ما الذي تغير منذ ذلك الوقت؟

يقول ساديك إن أهم التغيرات هو عقار بروبسيا والتقدم في طرق زراعة الشعر بالإضافة لاستخدام بعض الوسائل لتحفيز نمو الشعر.

"الآن يبدو الشعر المزروع طبيعياً أكثر كما أن يمكن للجراحين الآن زراعة مساحات صغيرة من الشعر بينما في الماضي كانت تتم زراعة كتل من الخصلات الكثيفة. كما أن كثيرين من الرجال ينظرون للصلع الآن بشكل أكثر إيجابية".

يرى ساديك أن يلجأ من يعانون من الصلع لأطباء متخصصين في تساقط الشعر حتى لا يتم استغلال مشكلتهم لدفع مبالغ طائلة دون نتيجة.

"هؤلاء الأطباء سيقومون بفحوص دقيقة للتعرف إلى سبب تساقط الشعر وبناء على ذلك سيحددون العلاج الملائم". كثير من الأطباء الذين يقومون بمحاربة تساقط الشعر أعربوا عن اندهاشهم من نتائج الدراسة.

"أثبتت تجربتنا مع تساقط الشعر أن مينوكسيديل أحد أهم طرق العلاج الفعالة" كما قال دكتور روبرت في. ماندراتشيا، جراح التجميل في فورت مايرز بولاية فلوريدا الأمريكية.

"لكنه ليس علاج سريع فهو يأخذ وقت ونحن عادة نرجح أن يستغرق من 9 أشهر لعام للتأكد من الحصول على نتيجة".

قام موقع ويب ميد الطبي بالاتصال بشركة ميرك أند كو Merck & Co. والتي تقوم بتصنيع عقار بروبسيا وتم سؤالهم عن نتائج الدراسة.

"الدراسة التي تم نشرها في مجلة تقارير المستهلك والتي أثبتت أن بروبسيا هو العقار الأكثر فعالية تتفق مع التجارب الطبية التي قمنا بها"، كما قالت باميلا إل. إيسيل، المتحدثة باسم الشركة.

"الرجال الذين يعانون من الصلع يجب أن يستشيروا طبيباً ليوضح لهم الفارق بين الأساطير والحقيقة في ما يتعلق بعلاج تساقط الشعر".