رغم انه ولد بلا ذراعين الا ان الطفل علي يستعين باصابع قدميه لممارسة نشاطاته اليومية كتناول الطعام والشراب والتحدث بالهاتف الخلوي وفتح اكياس رقائق البطاطا وغير ذلك كما تقول والدته ام عمران .


الطفل علي ذو الثلاثة اعوام هو الاصغر بين اشقاء سبعة اصحاء ولد بلا ذراعين بسبب تناول والدته لادوية اثناء حملها به في الشهر الخامس كما توضح , وانها كانت ابتاعتها من احدى الصيدليات بلا استشارة طبيب لمعالجة ارتفاع حاد في درجة حرارتها انذاك .


وتقول - وهي تعرض في بيتها لقطات تسجيلية مصورة لطفلها لدى محاولته صعود الدرج ونزوله , وتناوله الفواكه ب( الشوكة ) وتحدثه بواسطة الهاتف الخلوي وتأرجحه لوحده وغير ذلك - ان علي ورغم ولادته بلا ذراعين وبلا عظمة لاحد فخذيه يضيف بحركته ونشاطه وارادته وذكائه واصراره على الاعتماد على نفسه الى اجواء البيت الكثير من الفرح .


ويعتمد الطفل علي في حركته اليومية على بطنه ورأسه ورجليه رغم قصر احداها بسبب ولادته بلا عظمة الفخذ بحسب والدته التي تقول ان له قدرة فائقة على ضم الاشياء بين اصابع رجليه والتحكم بها كقيامه بضم القلم والالوان موضحة ان طفلها يخضع حاليا لعلاجات وظيفية وطبيعية في احد المراكز العلاجية من اجل تقوية عضلاته وحماية عموده الفقري , وانها ستعمل جاهدة ليتلقى علي تعليمه نظرا لشغفه بالقراءة والكتابة .


وكثيرا ما يعمد الطفل علي وهو واحد من ضمن 62986 معاقا في المملكة لمقارنة حالته مع اشخاص يراهم للمرة الاولى حين يحاول ان يكشف عن وجود اذرع لهم وخاصة اذا ما كانوا يرتدون ملابس فضفاضة , معتقدا ان لفظة يد تطلق على قدمه ايضا لانه يرى انها تلبي احتياجاته مثلما تلبي الايدي احتياجات الاشخاص العاديين .


ويعتقد استشاري جراحة الامراض النسائية والتوليد والعقم الدكتور حسام الخالدي ان ولادة الطفل علي بلا ذراعين ليس مرده الى تناول والدته الادوية على خطورة ذلك الاجراء بلا استشارة طبيب وذلك لان الاطراف تتشكل لدى الجنين منذ الشهر الثاني , بيد ان ام عمران كانت قد تناولت الادوية وهي في الشهر الخامس من حملها بطفلها مرجحا سبب اعاقة الطفل الى تعرض والدته لفيروس ما .


ويحذر في هذا السياق النساء الحوامل من عواقب تناول ادوية وخاصة مشتقات ( التتراسيكلين ) او حتى الاعشاب بكميات كبيرة ولا سيما خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل .


يقول استشاري جراحة العظام الدكتور عماد القريوتي ان حالة علي فريدة من نوعها لجهة نشاطه وتمتعه بقدرة كبيرة على التحكم باعصابه وحركته موضحا انه بالامكان وفي المستقبل اجراء عملية تطويل لرجله المفتقرة الى عظمة الفخذ .


ووفقا للناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط فان عدد المعاقين في المملكة وصل الى 62986 معاقا , فيما تبلغ نسبة المعاقين حركيا منهم 6ر28 بالمئة .


وتعمل الوزارة ومنذ عام 1956 كما يضيف في مجال رعاية المعوقين الذين يشكلون محور اهتمامها , حيث فتحت لهم المراكز الخاصة التي بلغت 21 مركزا , وقدمت الكثير من التسهيلات من بينها التنسيب لدائرة الجمارك الاردنية بشأن استفادة المعاقين حركيا من اعفاءات الجمارك الخاصة بالسيارات المجهزة لهم , ودراسة اوضاع المعوق لتبيان مدى استفادته من الاعفاء من رسوم استقدام العامل غير الاردني لخدمته وفقا للشروط والانظمة الخاصة بهذا المجال ."بترا"