الطفل المدلَّل
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

الطفل المدلَّل Emptyالطفل المدلَّل

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:32

الطفل المدلَّل


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لربما سأل سائل : هل يؤدي اتِّباع طرق تربوية صارمة إلى نتيجة إيجابية ،
كترك الطفل يستمر في البكاء ، وعدم هزِّه في المهد ، وعدم إجابته إلى
طلباته كل مرة ؟ والجواب عن ذلك هو النفي ، فحتَّى السنة الأولى من العمر
يبكي الطفل لأنه يرغب حقا في الحصول على شيء ، ولا يملك القدرة على الشعور
بالدلال .
وبعد السنة الأولى يشعر الطفل الذي يجد تلبية دائمة لرغباته في نهاية
المطاف بأنه متعلِّق بأمه تعلقاً مفرطاً ، ولا يقبل استجابة سلبية منها ،
ويصبح معتمداً عليها ، ولا يقدر أن يكون مستقلاً عنها ، وتتجسَّد هذه
العوامل إذا بقي والداه تحت رحمته يحققان كل نزوة من نزواته ، ولا سيَّما
عندما يكون هو بكر والديه ، أو إذا جاء هذا الطفل لوالديه بعد طول انتظار .
وطبيعي أنَّ الأبوين يوليان اهتمامهما كله للطفل ، ويحاولان عدم حرمانه
من أي شيء حتى يصلا إلى مرحلة فرض وجودهما عليه بصورة مستمرة ، وبعد ذلك
عندما يبتعدان عنه ينتابه شعور بالهجر يورثه إحساساً بالقلق وعدم الاطمئنان
، فيميل إذ ذاك إلى المضايقة والتشكي .
والدلال في معظم الأحوال لا يفسد الطفل إذا كان هذا الطفل يتلقَّى في
أثناء الحياة اليومية القدر المناسب من الحنان والاهتمام والتعاون ، ولكن
بشرط أن يترك وشأنه لفترات معينة من الزمن .
وخلاصة القول : أنَّ الطفل بحاجة إلى الأنس والحنان قبل كل شيء ، ولكن
ينبغي أن يتاح له المجال ليكتسب استقلاله الذاتي ، ففي ذلك يتمثل النمو
المتوازن الحقيقي له ، وربما كان هذا هو الطريق الوحيد لتوازنه ، ومن دون
هذا التوازن تبرز عيوب التربية .
والحق أن هذا القول ينطبق على الأطفال الصغار ، لأن برنامج التربية
يختلف باختلاف السن ، فالطفل الحديث الولادة يبكي من الألم ، فتأخذه أمُّه ،
وتحضنه بين ذراعيها وتهزه فيهدأ .
وعلى النقيض من ذلك إذا خُدش طفل في الثانية أو الثالثة من العمر نفسه ،
أو سقط من مرتفع ، وجب على أمِّه أن تواسيه ، وتعمل كل ما في وسعها لإرضاء
شعوره ، وأن تخفِّف في الوقت نفسه من هول الحادث ، وتبعد انتباهه عنه
بجعله يفكِّر في أشياء أخرى ، وصرف اهتمامه عن بكائه وألمه إلى حدٍّ كبير .
والحق أنه ينبغي للأمِّ الاهتمام بطفلها في الحالات جميعاً ، وعدم قصر
اهتمامها به على بكائه ، أو تعرُّضه لمشكلة معيَّنة ، فذلك يفسد الطفل
ويجعله بكاَّء ، فلا بأس في أن تحضن الأم طفلها وترعاه عندما يكون في مزاج
سعيد ، حتى لا يشعر بضرورة اللجوء إلى البكاء والغضب عندما يواجه موقفاً
غير سار .
فإذا شعر الطفل أو اعتقد أنَّ والديه لا يمنحانه وقتهما إلا عند بكائه
وصراخه ، أخذ إذ ذاك بالتمثيل وتجسيد كل ما يتعرَّض له من المواقف التافهة ،
لذلك ينبغي الاهتمام بالطفل وإحاطته بالحنان في حالة هدوئه ، فذلك يورثه
ثقة في النفس أثناء نموِّه ، ويمنحه مزيداً من السعادة .
وعندما يبلغ الطفل السنتين تبرز مشكلة تربيته من دون تدليله ، ففي السنة
الثانية يبدأ الطفل بإطلاق الرفض المتمثل في ( اللاءات ) ، والسنة الثانية
هي سنة صعبة ، لأنها سنة تجارب واستقصاء ، وفي السنة الثانية هذه يبدأ
الطفل بالمشي والكلام ، ويمثل ذلك ثورة صغيرة في طريقة حياته السابقة التي
كانت تتسم بهدوء نسبي حتى هذه المرحلة ، والطفل عند انتهاء سنته الأولى
يستطيع إظهار عواطفه من غضب وغيره وحب واستياء عن طريق إشارات مميَّزة
واضحة .
أما في السنة الثانية فهو يستطيع السير إلى أماكن لم يكن حَظُّه منها
سابقاً سوى أن ينظر إليها بعينيه ، وهذا ما يمنحه ثقة في نفسه ، كما يستطيع
الإمساك بالأشياء وامتلاكها ، وأن ينطق بالأسماء ، ولا سيَّما كلمة ( لا )
، وهذا الاستقلال الحديث للطفل ربما أضفى عليه صفة العدوانية والجرأة ،
فأوجد موقفاً مُحرجاً أمام الحنان الذي تمنحه إياه الأم ، ويزداد هذا
الموقف إحراجاً مع استقلال الطفل الذاتي .
وفي هذه المرحلة ينبغي للأبوين اتخاذ موقف مختلف إزاء الرفض والنفي لدى
طفلهما الذي يرفض ، وعلى سبيل المثال : إرجاع شيء سبق أن أخذه ، أو لا يرغب
في الطعام إلا إذا حصل منهما على كل ما يريد ، ومن الطبيعي أن يفضِّل
التعامل وإياه بطريقة وسطى ، لا تجعل منه طفلاً مدلَّلا ينال كل ما يرغب
فيه ، ولا تكبح كذلك محاولاته الأولى للاستقلال بصورة فظَّة .
وعلى الأم أن تقبل استقلال طفلها الذاتي ، وإنجازاته الأولى ( واللاءات )
التي يقذف بها في وجه كل شخص ، ومن جهة ثانية فإن على الأبوين ألا يقمعا
موقف التحدِّي هذا بشدة ، وإن قبلاه من جانب طفلهما ، إذ ليست هذه المرحلة
سوى مرحلة عابرة يفترض أن تزول بعد أشهر معدودات .
ومهما يكن من أمر ، فإن تلبية مواقف الرفض من جانب الطفل في أثناء هذه
الفترة لا تعني تدليل الطفل ، بل هي في الحقيقة جزء من نموِّه النفسي .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية