العناد عند الأطفال
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

العناد عند الأطفال Emptyالعناد عند الأطفال

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:30

العناد عند الأطفال


إنَّ العناد مشكلة تعاني منها أكثر الأمهات ، وهو مصدر تعب ونكد لهنَّ ،
والأم تحرص دوماً على طاعة ولدها لها ، ولذا تظل متحيرة حيال رفضه لما
تريد منه ، ولا تدري كيف تتصرف إزاء عناده ، ومع أن العناد ليس غريزة تولد
مع الطفل كما تتصور بعض من الأمهات ، بل هو مؤشر على خلل في نفسية الطفل
نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره .
فالطفل حين بلوغه السنتين تبرز استعداداته الفطرية التي تحتاج إلى رعاية
واهتمام لبناء شخصيته المتَّزِنة ، وأي خطأ أو انحراف عن الطريق الصحيح
والسليم يجعله معانداً ، فالعناد إشارة خطر تدل الوالدين على ضرورة تقويم
وتعديل سلوكهم ، ولذا جاء في الحديث الشريف : ( رَحِمَ اللهُ مَنْ أعَانَ وَلَدَه عَلَى بِرِّه ) .
ولكي يتجنب الوالدان حالة العناد عند أبنائهم لابد من الإشارة إلى كيفية
التعامل الصحيح مع الطفل في المرحلة الأولى من حياته ، وهي كما يلي :
أولاً : إشباع حاجات الطفل :


إن الطفل في المرحلة الأولى من عمره - أي : من سنة إلى سبع سنين - يحتاج
إلى الحب والحنان لتنمية قدراته النفسية ، كما يحتاج إلى الطعام والماء
لتنمية قدراته الجسدية .
وكل فرد يحتاج إلى قوة النفس لممارسة نشاطاته الحياتية ، وتعتبر حجر
الأساس في النجاح في الممارسات اليومية ، فالطالب في المدرسة يحتاج إلى قوة
النفس مع المذاكرة لتحقيق النجاح ، لأن المذاكرة مع ضعف النفس لا تنفع
شيئاً ، والمعلم يحتاجها أيضاً ، وكذلك الطبيب ، وكذلك الزوجة والأم .
وتاريخنا الإسلامي يسجل للأمة الإسلامية قوتها وصلابتها في مواجهة قريش
وعدتها وعددها ، بما أوتيت من ثقة بالنفس يحمله أفرادها ، إضافة إلى أن باب
خيبر الذي يعجز الرجال الأشداء عن حمله استطاع الإمام علي ( عليه السلام )
بقوة نفسه أن يحمله ، وليس بقوته العضلية .
فإن إشباع حاجة الطفل من الحب والحنان ضروري ، لذا أكدتها التربية
الإسلامية في النصوص التالية : فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أحِبُّوا الصِّبْيَانَ وارْحَمُوهُم ) ، وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنَّ اللهَ لَيَرْحَمُ الرَّجُلَ لِشِدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ ) ، وعنه أيضاً ( عليه السلام ) : ( بِرُّ الرَّجُلِ بِوَلَدِهِ بِرُّهُ بِوَالِدَيهِ ) .
ولا يكفي أن نحمل الحبَّ لأولادنا في قلوبنا ، بل ينبغي من الوالدين
إظهار الحب لهم من خلال السلوك ، مثل تقبيلهم ، وجاء في الحديث الشريف عن
الإمام علي ( عليه السلام ) : ( مَن قَبَّلَ وَلَدَه كَانَ لَهُ حَسَنَة ، وَمَن فَرَّحَهُ فَرَّحَه اللهُ يَومَ القِيَامَة ) .
وجاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما قَبَّلتُ صبياً قط ، فلمَّا ولَّى قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( هَذَا رَجُلٌ عِنْدَنَا إنَّه مِنْ أهلِ النَّارِ ) .
وكذلك بإدخال الفرح إلى قلوبهم من خلال حمل الهدايا لهم ، والتوسعة عليهم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : (
مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فاشْتَرَى تُحْفَةً فَحَمَلَها إلى عِيَالِه كَانَ
كَحَامِلِ صَدَقَةٍ إلَى قَومٍ مَحَاويج ، وَليَبْدَأ بالإِنَاثِ قَبْلَ
الذُّكُور ، فإنَّه مِنْ فرَّح ابْنَه فَكأنَّما اعْتَق رَقَبةً مِنْ
وُلْدِ إسْمَاعِيل )
،
كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ وُسِّع عليه ثمَّ قَتَّرَ عَلى عِيَالِه ) .
ثانياً : الاهتمام بوجود الطفل :


إن الطفل بحاجة أيضاً في السبع السنوات الأولى من حياته إلى شعوره بأنه
يحتلُّ في قلوب والديه مكاناً مُهمّاً ، سواءً أكان ذكراً أو أنثى ، ذكياً
أو بليداً ، جميلاً أو قبيحاً ، وينبغي للوالدين الانتباه إلى هذه الناحية ،
مثل الإصغاء إليه حين يتحدث ، وأخذ مَشورته في القضايا العائدة إليه ،
واحترام رأيه حين يختار ، ونحن نلحظ أن المربِّي الإسلامي يوجِّهنا إلى هذه
المعاني .
ففي قصة النبي إبراهيم ( عليه السلام ) الذي جاءه الأمر الإلهي في الذبح
، ومع أن الأمر الإلهي لا يتغير ولا يتبدل ، لكن النبي إبراهيم ( عليه
السلام ) لا ينفذه إلا بعد المشورة : ( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ) الصافات : 102 .
كذلك سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تحرص على إسماع
أبنائها دعاءها لهم في صلاة الليل مع استحباب إخفائه ، والسبب واضح ،
لتأكيد اهتمامها بهم ، وبأنهم يحتلُّون في قلبها مكاناً ، الأمر الذي دعاهم
إلى الاستغراب والتساؤل عن السبب في أن يكونوا في المرتبة الأخيرة في
تعدادها للمؤمنين في ركعة الوتر ، فتقول لهم ( عليها السلام ) : ( الجَارُ ثُمَّ الدَّارُ ) .
إن من المؤسف أن نجد بعض الآباء لا يهتمون بوجود الأبناء ، فيتجاهلونهم
في وجود الضيوف ، فلا يقدِّمون لهم الطعام ، ولا تعطى لهم فرصة في الحديث .
ثالثاً : تمتُّع الطفل بالحركة الكافية :


لابد أن يحصل الطفل على الحرية في المرحلة الأولى من حياته ، فلابد أن
يجد المكان المناسب له في لعبه ، وحركته ، وترتيب لوازمه ، دون تدخُّل
الكبار ، ولابد أن يجد الحرية في الحركة دون تحذير ، وأن لا يجد من يعيد
ترتيب ممتلكاته بعد أن رتَّبها بنفسه ، وأن يجد الحرية في ارتداء ما يعجبه
من الملابس ، واختيار ألوانها .
فما دام هو السيد في هذه المرحلة وهو الأمير فلابد أن يكون ترتيب البيت
بشكل يتناسب مع حركته ووضعه كذلك ، ويجدر بالوالدين التحلِّي بالصبر للحصول
على النتائج الحسنة .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية