نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:28
صحة الطفل
المناعة :
إصابة الجنين أو الوليد بالالتهابات قد تكون جرثومية أو فيروسية ، وهي
توهن كل جسمه ، وتصله هذه الإصابة من خلال الحبل السرِّي ، وهو جنين قابع
داخل رحم أمه ، أو حين مروره بالقناة التناسلية أثناء الولادة ، أو قد
تهاجمه الالتهابات بسبب جرح نافذ - أي جرح الحبل السري أو جرح الطهور -
وبالتالي نلفت الأم إلى ضرورة الاعتناء بالقناة التناسلية والحرص على
النظافة التامة طوال مدة الحمل .
إن مناعة الوليد الجديد الذاتية ضعيفة بشكل عام لأن أجهزة هذه المناعة
لا تتطوّر في جسمه بعد الولادة ، أمَّا المناعة التي وصلته مما في دم أمه
من العناصر المناعية فهي غير كافية ، ولا تقيه إلا من بعض الأمراض البسيطة ،
وهذا يوضح أهمية عدم تعرض الوليد لما يسبِّب له الالتهابات والمرض ،
وبالتالي أهمية اعتناء الأم البالغ بنظافة مكان الطفل وكل ما يحيط به من
سريره ، وغرفته ، وشراشفه ، وثيابه وغيرها .
وعندما تكون الأم في المستشفى ويؤتى إليها بطفلها لترضعه ، عليها أن
تمنع كثرة التحركات من حوله ، وانتقاله من يد إلى يد ، وتمنع أحداً من
تقبيله ، وقبل أن ترضعه عليها بالتأكد من كونها غسلت يديها وصدرها أو
المصَّاصة بالصابون المعقم ، فعلى الأم أن تعلم أن أفضل وسيلة لتطوير مناعة
الطفل هي إرضاعه ، أي مَدهُ بالعناصر الوقائية المنتقلة إليه عبر حليبها ،
لذلك يعتبر الأخِصّائيون أن امتناع الأم عن الإرضاع هو خطأ كبير إلا إذا
كان السبب طبيّاً .
أما الوسيلة الثانية لزيادة هذه المناعة وحماية الوليد من الأمراض
الخطيرة التي تهدِّد حياته فهي اللقاح ، وتعتبر مرحلة اللقاحات إحدى أهمُّ
المحطات الصحيَّة في حياة الطفل والولد ، فعلى الأم تقع مسؤولية حصول الطفل
على اللقاحات اللازمة في الوقت المناسب ، فتوفِّر عليه مخاطر قد تجعله
معوقاً طوال عمره ، أو تودي بحياته وتوفِّر على نفسها الندم بعد فوات
الأوان .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اللقاح :
اللقاح كلمة عامة تعني : حثُّ الجسم على تشكيل مناعة ذاتية ضد العناصر
الممرضة والأمراض التي قد تصيب الطفل ، وصنِّفت كالآتي : شديدة الخطر ،
وخطرة ، والشديدة الخطر كالسِلِّ والتيتانس ( كزاز ) ، وشلل الأطفال ،
والجدري ، والشاهوق ، والحميراء ، والخناق ، ويعتبر اللقاح ضد هذه كلِّها
إجبارياً .
أما الأمراض الخطرة كالتهاب السحايا ، والكوليرا ، والتيفوئيد ،
والحمَّى الصفراء ، والكَلَب ، فيتم تلقيح الطفل ضدَّها في حال الضرورة ،
أي في حال انتشار وبائي في البيئة المحيطة ، أو إصابة واحد من المقرَّبين ،
أو في حال السفر والانتقال إلى مناطق قد تكون موبوءة .
واللقاح قد يعطي الجسم جراثيم مضعفة مخبرياً ، أو ميتة ، أو سموم
الجراثيم ، وكلها تحثُّ جهاز المناعة على تكوين العناصر المناعية الذاتية
الجاهزة والقادرة على مهاجمة أسباب المرض لدى دخولها الجسم .
ويستغرق تكوُّن المناعة نتيجة للقاح الجرثومي أسبوعين أو ثلاثة بحسب كل
لقاح ، وقد يعطى الجسم أمصالاً تحوي مواد مانعة يتمُّ الحصول عليها من دم
الحيوانات ، كالحصان مثلاً ، فيلقح الحصان بالجراثيم ، وتؤخذ العناصر
المناعية من دمه ، ونتيجة للقاح المصل تحصل المناعة على الفور .
وإليك قائمة باللقاحات المهمة والضرورية التي يعتبر إهمالها جريمة في
بعض الدول المتقدمة ، وتقاضي الأهل بسبب هذا الإهمال ، ولابد لك من معرفة
مستلزمات كل لقاح ، وطرق ومراحل تنفيذه ، وتطبيق كل ذلك بدقة وفي الوقت
المحدَّد ، وإلا اعتبر الطفل غير ملقَّح ، وبالتالي فاقداً للمناعة .
مواعيد اللقاحات : للأطفال والأولاد :
1 - شهران : دفتيريا - الخانوق - ، والكزاز ، وشلل الأطفال .
2 - ( 4 ) أشهر : دفتيريا ، وكزاز ، وشلل الأطفال .
3 - ( 6 ) أشهر : دفتيريا ، وكزاز ، وشلل الأطفال .
4 - ( 15 ) شهراً : الحصبة ، والحميرا ، وأبو كعب .
5 - ( 18 ) شهراً : دفتيريا ، وشلل الأطفال .
6 - سنتان : انفلونزا .
7 - ( 4 - 6 ) سنوات ( قبيل المدرسة ) : دفتيريا ، وشلل .
8 - ( 14 - 16 ) : دفتيريا ، وكزاز .
9 - بعد كل عشرة سنوات : دفتيريا ، وشلل .
وأما الأولاد الذين لم يتلقوا لقاحاً :
1 - عمرهم لا يتجاوز السبع سنوات : يعطى لهم في البداية : دفتيريا ، وكزاز ، وشلل الأطفال .
2 - بعد شهر واحد : الحصبة ، وأبو كعب ، والحميراء .
3 - بعد شهرين : اللقاح الثلاثي .
4 - بعد ( 4 ) أشهر : دفتيريا ، وكزاز ، وشلل أطفال .
5 - بعد ( 6 - 12 ) شهراً وقبيل دخول المدرسة : دفتيريا ، وكزاز ، وشلل أطفال .
6 - بعد سنتين : انفلونزا .
7 - بين ( 14 - 16 ) سنة : اللقاح الثنائي : دفتيريا ، وكزاز .
8 - مرة كل عشر سنوات : اللقاح الثنائي : دفتيريا ، وكزاز .
وأما الأولاد الذين تجاوزوا السبع سنوات :
1 - لم يتعدوا الثماني عشرة سنة ، يعطى لهم في البداية : دفتيريا ، وكزاز ، وشلل الأطفال .
2 - بعد شهر : الحصبة ، وأبو كعب ، والحميراء .
3 - بعد شهرين : كزاز ، ودفتيريا ، وشلل الأطفال .
4 - بين ( 6 - 12 ) شهراً : كزاز ، ودفتيريا ، وشلل الأطفال .
5 - بين ( 14 - 16 ) سنة : كزاز ، ودفتيريا .
6 - ومرة كل عشرة سنوات : كزاز ، ودفتيريا .
وأما إذا كان العمر ( 18 ) عاماً أو أكثر ، ولم يلقح الولد في طفولته
هناك لقاح خاص يتألف من فيروسات مقتولة ، ويدرس برنامج اللقاح لمثل هذه
الحالات مع الطبيب .
اللقاحات الضرورية :
أولها : اللقاح الثلاثي ( D . T . P ) :
ويحقن في العضل ، هو لقاح مضاد للكزاز ، ودفتيريا ، والشاهوق ،
ويتألَّف هذا اللقاح من جراثيم مضعَّفة أو سمومها ، ويُعطى بثلاث حقنات
بفارق زمني بين الحقنة والأخرى يبلغ أربعة أسابيع ، وتُعطى الحقنة الأولى
ما بين الشهر الثالث والرابع من عمر الوليد ، بعد الحقنات الثلاث تؤمن
الوقاية للطفل مدة عامين فقط ، ولابد من إعطاء الطفل حقنة داعمة بعد عام .
ويجب إعادة تلقيح الطفل في سن السادسة والثانية عشرة بلقاح ثنائي ضد
الدفتيريا والكزاز ، ثم إعطاءه حقنة داعمة ضد الكزاز كل ست إلى ثماني سنوات
، أما اللقاح الثلاثي فيتضمن :
اللقاح الأول :
وهو المضاد للشاهوق ، وهو يعطي مناعة غير كاملة ، فقد يُصاب الولد
بالمرض بعد أن يُلقَّح ، لكن الإصابة تأتي خفيفة ، والشاهوق هو أحد الأمراض
القاتلة للأطفال في عمر مبكِّر ، لذلك يجب تلقيح الطفل قبل بلوغه شهره
الثالث بلقاح الشاهوق من ضمن اللقاح الثلاثي .
ثم يعطى جرعة داعمة من لقاح الشاهوق وحده بعد خمسة أشهر ، ثم بعد ثلاث سنوات من اللقاح الأول .
اللقاح الثاني :
وهو المضاد للدفتيريا ، والمؤلَّف من سموم الجراثيم المضعفة مخبرياً ،
ويعطى بأربع حقن : الحقنة الأولى مع اللقاح الثلاثي في الشهر الثالث ، ثم
جرعة داعمة بعد ثمانية أشهر ، ثم عند بلوغ الولد عامه السادس ، وأخيراً عند
بلوغه الثانية عشرة من عمره .
اللقاح الثالث :
وهو المضاد للكزاز ، والمؤلَّف من جراثيم مضعفة ، وهو يمنح الجسم مناعة
تدوم عدة سنوات ، وتتشكل هذه المناعة تدريجاً ، ولا تصل إلى درجة الوقاية
التامة إلا بعد الحقنة الثانية ، وتحتاج إلى جرعات داعمة بعد خمسة عشر
شهراً ، وبعد ( 3 ) سنوات ، وبعد ( 12 ) سنة .
وجراثيم الكزاز موجودة على الأرض ، وفي حال تعرُّض الطفل لجرح ناتج عن
احتكاك جلده بالتراب أو المعادن ، ينصح الأطباء بإعطائه مصلاً مضاداً
للكزاز دعماً لمناعته ، حتى ولو كان ملقَّحاً .
ثانيها : لقاح شلل الأطفال :
ويتألف من ثلاثة أنواع من الفيروس المضعفة ، تقاوم أنواع الشلل الثلاثة
، ويعطى اللقاح بشكل نقاط في الفم ، ويستوجب هذا أن يأخذه الطفل بعد
انتهائه من الأكل بثلاث ساعات على الأقل ، حتى لا يتفاعل الفيروس مع بقايا
الطعام في فم الطفل ، ولتسريع امتصاص الجسم للقاح يعطى اللقاح على عدة
جرعات تتمُّ في الشهر الثاني ، والرابع ، والسادس ، والثامن عشر من عمر
الطفل ، ويعطى الولد جرعة داعمة عند دخوله المدرسة ما بين الرابعة والسادسة
من عمره .
ثالثها : اللقاح ضد الحصبة :
وهو عبارة عن فيروس حي مضعف ، ويعطى للطفل عندما يبلغ السنة من عمره ،
لأنه قبل هذا التاريخ يكون مكتفياً بالمناعة التي اكتسبها من أمِّه ،
وبالرغم من كون المعالجة الطبيَّة لهذا المرض أصبحت متيسِّرة ، يُنصح
بإعطاء اللقاح لأنه يقي المصاب بالحصبة من المضاعفات ، خصوصاً منها التهاب
الدماغ .
رابعها : اللقاح ضد جدري الماء :
ولا يُعطى للأطفال إلا في حالات جداً استثنائية ، ومن خطر هذا المرض
يكمن في كونه يصيب الحوامل ، فيُصاب الجنين داخل رحم أمِّه بتشويهات خطيرة ،
ولذلك يعطى هذا اللقاح للفتيات البالغات الثانية عشرة ، أو الثالثة عشرة ،
واللواتي لم يصبن بجدري الماء في صغرهن .
وزرع العلماء فيروس الجدري في أنسجة كلية السعدان ، وأضعفوه مخبرياً ،
واستعملوه لقاحاً ، ويعطى هذا اللقاح بحقنة واحدة ويؤمن وقاية تدوم ما بين
ست أو سبع سنوات .
خامسها : اللقاح ضد الجدري :
وهو فيروس مرض ( الفاكسين ) ، يولِّد ردَّة فعل مرضيَّة غير خطرة ،
ويضمن الوقاية ضد الجدري ، وهذا اللقاح إجباري ، ويعطى للطفل ما بين بلوغه
عامه الأول والثاني ، لأن خطر الاشتراكات المرضية غير موجود في هذه المرحلة
.
وبالنسبة إلى الأطفال الضعفاء البنية يستحسن تأخير موعد اللقاح ، كما
يستحسن عدم إعطاء هذا اللقاح في طقس شديد الحرارة ، وأيضاً أثناء تفشِّي أي
وباء مرضي ، ويضع الطبيب نقطة من اللقاح على جلد الطفل ويغرز فيها حقنة .
وردَّة فعل الجسم على اللقاح تبدأ بعد ثلاثة أيام ، فتظهر بقعة حمراء
مكان اللقاح ، وتزداد تورُّماً واحمراراً حتى اليوم التاسع ، وقد لا تظهر
على الطفل عوارض الوهن والانزعاج ، أو قد تظهر هذه العوارض ويرافقها ارتفاع
في الحرارة وفقدان للشهية ، وعلى الأمِّ أن تمنع الطفل من حكِّ مكان
اللقاح ، وعليها ألاَّ تغسل الطفل حتى تزول العوارض الناتجة عن اللقاح .
وإذا حصل وتمدَّد الالتهاب الناتج عن اللقاح ، وارتفعت حرارة الطفل
ارتفاعاً كبيراً ، ودامت الأعراض لأكثر من عشرة أيام ، فمن الأفضل أن يعرض
الطفل على الطبيب .
وأخيراً ، إذا لم تَتْبع اللقاح أيُّ ردَّة فعل فهذا لا يعتبر ضمانة
لاكتساب الطفل الوقاية اللازمة ، وقد يعني أن اللقاح المعطى إليه فاقد
فعاليته ، أو أنه لم يتسرَّب عبر الجلد إلى الدم ، وفي هذه الحالة لابد من
تكرار تلقيح الطفل .
نصائح مهمة :
قبل تلقيح الطفل لابد من التقيد بالنصائح التالية :
1 - عدم تلقيح الطفل المصاب بالأنفلونزا ، أو الكريب ، أو أي مرض آخر ، يجب أن يكون جسم الطفل سليماً تماماً عندما يلقَّح .
2 - عدم تلقيح الطفل أثناء مرحلة التسنين ، أي : مرحلة ظهور أسنانه .
3 - عدم تلقيح الطفل المصاب بحرارة مرتفعة قبل معالجة الحرارة وزوالها .
4 - عدم تلقيح طفل مصاب بمرض كلوي ، يعرف عادة بزيادة الزلال في البول ، لأن اللقاح يتسبب بتفاقم الإصابة .
5 - عدم تلقيح طفل مصاب بالأكزيما قبل معالجة هذا المرض .
وبعد تلقيح الطفل قد يصاب بالأعراض الآتية :
1 - ارتفاع في درجة الحرارة ، ويدوم بضعة أيام بحسب نوع اللقاح ،
وتعالج الحرارة بالتحاميل أو النقاط التي يصفها الطبيب لمثل هذه الحالات .
2 - تحجُّر أو ورم مكان اللقاح ، وقد يدوم مدة طويلة لكنه لا يستدعي القلق .
3 - الشعور بالتوعك ووهن الجسم ، ويزول هذا الشعور بعد تناول أدوية خفيفة يصفها الطبيب .