سوء الطبع ونوبات الغضب والعصيان لدى الطفل
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

سوء الطبع ونوبات الغضب والعصيان لدى الطفل Emptyسوء الطبع ونوبات الغضب والعصيان لدى الطفل

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:28

سوء الطبع ونوبات الغضب والعصيان لدى الطفل


من المشكلات التي يصادفها الآباء لدى أطفالهم ما يتعلَّق بشخصية الطفل
من غضب وسوء طبع وعصيان ، فالأطفال الصغار غالباً ما يبدون نوبات غضب تتمثل
في ردود فعل من جانبهم على أوامر المنع التي يفرضها الآباء عليهم ، ولا
تؤدِّي إلى نتيجة مجدية ، فالبكاء الشديد الذي يطلقه الطفل ، وضربة الأرض
بأخمص قدميه ، وإطباق أصابعه بإحكام ، كلُّ ذلك يخفي وراءه حاجة الطفل إلى
الأمان أو الاستقلال أو التعاطف الذي لا يجوز إنكاره عليه .




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



والطفل يتصرَّف على هذه النحو عندما يخفق في محاولته القيام بشيء لا
يقدر على القيام به ، أو عندما يريد من الآخرين الاهتمام به ، أو عندما
يمنعه الآخرون من أداء عمل يبدو بالغ الأهمية بالنسبة إليه ، فإذا كان هذا
الجيشان العاطفي نادراً وقصير الأجل عُدَّ طبيعياً ، وزالت حِدَّته مع
الزمن ، ومن جهة أخرى ، إذا رغبت الأم في عدم إطالة نزوع طفلها إلى هذه
النوبات من الغضب فيحسن بها أن تحاول فهم ما يريد وتجيبه إلى طلبه .



بيد أن من المستحسن دائماً إبداء الحزم تجاه الطفل ، ومحاولة فهم ما
يريد بدلاً من إرضائه عن طريق الاحتضان والعناق ، كما ينبغي عدم فسح الفرصة
أمامه لكي يستفيد من هذا الموقف ، أما سوء الطبع فهو يشبه كثيراً نوبات
الغضب ، من حيث أن الطفل السيئ الطبع يطلق العنان إلى البكاء ، ويُبدي
تصلُّباً ، ويضرب الأرض بأخمص قدميه .



أما الفرق بين نوبة الغضب وسوء الطبع فهو أن الطفل في أثناء نوبة الغضب
لا يزال يستطيع أن يفتح صدره للاستماع إلى صوت العقل ، أو يستطيع السيطرة
على نفسه ، في حين أنه يفقد السيطرة على نفسه فقداناً تاماً عندما تصيبه
نوبة من سوء الطبع .



ونوبات سوء الطبع كثيرة الحدوث بين السنة الثانية والسنة الرابعة ،
والحقُّ أن الأطفال يعبِّرون عن استيائهم أو غيظهم أو عدم شعورهم بالأمان
في نوبة سوء طبع ، مثلما يعبرون عن ذلك تماماً في نوبة غضب ، بيد أن الطفل
عندما تستبد به نوبة غضب فإنه لا يرتقي فوق طبعه لأنه يفقد المنطق ، فهو
يعتقد أنه ضحية ، وأنَّ الآخرين قد أساءوا فهمه .



وفي هذه الحالة ينبغي للأم أن تتجنَّب إرضاء طفلها ، وأن تحاول إفهامه
منذ البداية أن هذه الطريقة لا تحقِّق له مأرباً ، ولعلَّ أهم ما ينبغي
للأم عمله عندما تواجه نوبة من سوء الطبع لدى طفلها ، أن تحتفظ بهدوئها ،
وأن تقدِّم إليه حلولاً بديلة ، وأن تسمح له بالتعبير عن غضبه من دون تدخل
من جانبها .



ويحسن بها أن تتجاهله ، فإذا انتهت نوبة سوء الطبع فلا بأس في أن تشرح
له أنه لا ينبغي للمرء التصرف على هذه الشاكلة ، وأن تشعره بِحبِّها له ،
وتخبره بأن الأطفال جميعاً تصيبهم نوبات قليلة من سوء الطبع ، وأن عليه
الإقلال منها قدر ما يستطيع ، فموقف الأم المتعاطف مع الطفل أجدى من موقف
يعتمد على تقييد حريته وعقوبته .



فإذا تمكَّنت الأم من علاج النوبات الأولى من سوء الطبع لدى طفلها ،
فمن المستبعد أن يكرِّرها علناً أو خارج البيت ، فإذا صدرت من الطفل نوبات
من سوء الطبع كرَّة أخرى ، فينبغي للأم أن تعلم أن علاقتها بطفلها أهم من
علاقتها بأيِّ جار أو صديق ، ولذلك فلا بأس في أن تدع طفلها يعبِّر عن غضبه
من دون تدخل من جانبها ، ومن دون لفت الانتباه إليه .



أمّا تمرُّد الطفل فمن المعلوم أنه يبدأ في سن الثانية تقريباً أو في
سن الثالثة بممارسة استقلاله ، وهذا الاستقلال بالغ الأهمية بالنسبة إليه ،
ففي هذه السن يرغب في القيام بكلِّ شيء بنفسه ، من أكل ، ولباس ، واستكشاف
، بل حتى الغسيل ، ولا بأس في الانسجام مع مواقف الطفل هذه تاركين له
قدراً كبيراً من الحرية ، كما أن من المفيد تطبيق الإرشادات التربوية التي
تزيد من هذه العفوية .



فإذا رغب مثلاً في ارتداء لباسه فلا بأس في أن ندعه يقوم بذلك بنفسه ،
ثمَّ نشرع بعد ذلك في تعديل ما لم يستقم أمره من لباسه بحنان وحب ، فالطاعة
هي طريقة لتأسيس علاقة مع الطفل ، ولكنها لا تمثِّل كلَّ شيء في تربيته ،
وفي الواقع أننا إذا رغبنا في تقويم عصيان الطفل على نحو صحيح ، وجب علينا
أن نعرف أن الطفل الذي يبدي طاعة عمياء سوف يغدو شخصاً غير آمن ، كما يغدو
اتِّكالياً في المستقبل .



ومن جهة أخرى إذا لم يرغب في قبول القواعد والتوجيهات التي تقدَّم إليه
غداً يكون شخصاً قليل التحمل وعديم المسؤولية ، والحق أن التمرد الذي
يبديه الطفل يمكن إرجاعه إلى دوافع مختلفة ، فربما أبدى الطفل تمرُّداً من
أجل أن يلفت انتباه والديه إليه ، وهذا ما يحدث عندما تلد الأم طفلاً
جديداً .



ومن الممكن إرجاع تمرُّدِ الطفل كذلك إلى اعتراضه على كثرة القواعد
الملزمة التي يفرضها أبواه عليه ، أو إلى تأكيد ذاته ، وتأسيس علاقة مشابهة
للعلاقة القائمة بين أبويه قدر الإمكان ، فإذا أبدى الطفل مثل هذا التصرف
وجب اعتباره خطوة طبيعية نحو تكوين شخصيته المستقلَّة ، والقبول به مع
محاولة الحدِّ منه قدر المستطاع .



وأخيراً فالطفل يحتاج إلى تعاطف وسلطة من أبويه في الوقت نفسه ، ولا
سيَّما في هذه المرحلة الدقيقة التي ينتقل فيها من طور الطفولة الأولى ،
ولا يقدر أحياناً على معرفة تدبير أعماله وردود فعله ، وما على الأبوين سوى
التجمل بالصبر ، ومحاولة غرس الثقة والأمان في نفس طفلهما .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية