دينار وخمس وثمانون قرشا
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

دينار وخمس وثمانون قرشا Emptyدينار وخمس وثمانون قرشا

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الخميس 13 مايو 2010 - 3:15

دينار وخمس وثمانون قرشا


رواية أخرى لن تكتمل


مر وقت طويل والبرد قارص يتسلل تحت الثياب ليلدغ بلا رحمة كعقرب أحمق ، ما شأن العقارب بي وما شأنها معي ، لمَ يلدغ العقرب ؟ مؤكد أنه لن يأكلني بعد أن يقتلني بلدغاته المتعددة كشأن الحيوانات المفترسة فأفهم سر لدغته ، اما ان يلدغني بلا معنى فهذه حماقة ، أم ان التسلية نذالته المعتادة ؟
النذالة شيء خارج عن المنطق فكيف تراني سأتقنها ؟
ربما يجب أن أسأل ( الدكتور زياد ) عن سر وضع عقرب محنط في سلسلة مفاتيحه ؟ هل أصبح العقرب قدوة ومثل يحتذى ؟
يجب أن أتعلمها , يجب ذلك
رجفة عنيفة تنفض الجسد
أما زال هذا الجسد يقاوم البرد وقد أخبرته بالاستسلام وقلت له مرات عديدة أن الاذاعة الرسمية قالت في الامس ان الطقس اليوم سيكون لطيفا ومشمسا ...
نعم قد قالوا ذلك ولكنهم لم يقولوا شيئا عن الثالثة فجرا ، من غيرك معني بحالة الطقس في الثالثة فجرا ؟

في الثالثة فجرا يهجم الشتاء بكل قوته بلا رحمة على طلائع الصيف وينتصر ويسجل انتصاراته كوسم ووشم على عظام قلة من البشر الذين قدر لهم ان يستفيقوا في الثالثة فجرا ليشهدوا المعارك غير المتكافئة بين شتاء شاخ عبثا وبين صيف جاء على عجل بإندفاع وحماقة الشباب

سجل ما شئت ايها الشتاء الاخير على جسدي فأنت تستحقه أكثر وجسدي ملعب للفصول لا أكثر يبذر الصيف بذرته بين طيات وجهك ويمطرها الشتاء لتنبت في الربيع سوادا وحزنا وتجاعيد جديدة تدل على لعب الفصول بك ..
في الثالثة فجرا وأمامك سبع سيارات ، ويحهم في أي ساعة كانوا هنا ؟!
الأمر ليس سباقا وأنا غير معنيا بترتيبي في قائمة المتسولين فلا شرف بين الأول والأخير حين تكون كل المقاعد متسخة والمسرحية مقرفة حد الاشمئزاز
أتذكر ؟
حين سأل أحد المُدرسين المتفلسفين :
ـ أيهما ترغب أن تكون أخر السباع أم أول الكلاب ؟
فقلت مخالفا لكل الصف :
أول الكلاب يا أستاذ
ضحك الاستاذ طويلا وقال :
ـ لإنك كلب

يا آخر الليل الشتائي الذي لا يتبعه فجر صيف لعلك تحمل سكينا من هذه التي تضربني بها وتمضي بها إلى ذاك المدرس وتمررها على عنقه وتخبره ان سؤاله كان خاطئا تماما كجوابي الخاطئ فحين يكون هناك أحتمال ثالث ورابع وعاشر لم تراك تحصر السؤال بإحتمالين ؟
لا يا سيدي لم أكن يوما آخر السباع ولا أول الكلاب وأنا الان ثامن الذئاب
وغدا قد أكون تاسع الثعالب أو عاشر القنافذ

أولهم الزفر وثانيهم العاري وثالثهم كلبهم والعجل اليوم سبق الثور فقد كان هنا في تمام الساعة الثانية صباحا وخامسهم كلبهم ثم عبد سميرة الملقب بإسم عشيقته
وأحتل المرتبة الخامسة كبير الـ ... وتبعه أبو الروس والجيعان ثم أنا الذي لم أحصل على لقب بعد
لا يا أستاذ لست أول الكلاب ولا آخر السباع فجوابي كان صحيحا إذن لسؤال خاطئ
لم أعد معنيا بترتيبي في أي شيء إنما أنا هنا قبل الشمس بساعات لعلي أسبقها بدينارين ونصف قبل أن تغيب ، الفرق في المراتب دنانير ومرتبات لا أكثر وميزان الثقافة أرقام ومعدلات الذكاء تقاس بطوب وحديد

في الأمس سبقتني الشمس فغابت وأنا عائدا من عمان في رحلتي الرابعة فكانت محصلتي عشرة دنانير يُطرح منها ديناران ثمن إنتحارك حرقا بسجائر رخيصة ودينار ثمن طعامك المكرر وقهوتك الباردة التي ينسكب وجهها الغالي تحت أقدامك وأنت تسابق الشمس فتسبقك بدينارين ونصف فعند مغيب الشمس تخون العين أيضا وتعتذر لك بدمعة تسقط من تعب لتخبرك أنها ستنسحب فلم يعد بإمكانها القتال معك والجفن غض والشمس قاسية

اسمعي يا عين في الأمس نمت بما فيه الكفاية وأخر مشهد أغمضت عليه كان منظر عقرب الساعة الكبير وهو يقترب من الثامنة مساءا وكأس الشاي اللذيذ الذي لم تسمحي لي أن أتذوقه
فاستعدي للحرب إذن بلا رحمة ، سبعة دنانير محصلة معركة الأمس نحتاج هذا اليوم إلى عشرة كاملة ليكون المجموع سبعة عشر دينارا قيمة فاتورة الكهرباء لنستحق وسام ( تم التسديد ) ما أشبه هذا الوسام بوسام الشجاعة من الدرجة الأولى وأنا لن أهزم على الأقل في هذا اليوم أرجوك

ها قد تحركت سيارة( الزفر) وبقي أمامك ستة سيارات فقط ، والوقت ما زال مبكرا ، اقتربت العقارب اللادغة من الرابعة وخادم المسجد يمضي لفتحه ويلقي السلام على جمهرة السائقين الذين أصبحوا يتهارجون بصراخ غير مكترثين بكل البيوت النائمة حولهم ، وأشخاص لم ينفضوا النوم بعد عن عيونهم ولا عن أصواتهم يتوافدون تباعا بخطوات متبرمة تصفع الأرض صفعا والعصافير لم تستيقظ بعد وأبو الوليد الرجل الهرم الذي تقاعد منذ سنوات عن باص الرمثا ـ عمان هو الوحيد الذي يفتح باب كشكه الذي يقدم منه للنائمين المشاة قهوة الصباح أو قهوة ما قبل الصباح ..

نُودي للفلاح .. لبيك أن لم يأتي ركاب قذرون ، السير عكس التيار يوجب التلبية المشروطة
نوعان من المشاة يصفعون وجه مجمع الباصات بأحذيتهم ليستيقظ
قلة يمضون إلى المسجد والأكثرية يطلبون عمان حتى لم نعد ندري وجهة التيار الصحيحة وأين العكس

بقيت أمامك سيارتان ، سيارة ، لا أحد ، أنت في المقدمة في وجه الفجر وراكب كذاب شبيه بمسيلمة يحتل المقعد الأول من سيارتك ويكرر كلمات التوحيد للتبرك لا أكثر ، أذن ستصلي الفجر وحدك في عهر المجمعات كمن يصلي في حانة فاخفض صوتك ، لا تزعجهم

ما كان يجب عليك أن تنطلق فورا فالسيارة ترفض السير بمحركها البارد وهذا المسير الإجباري لا شك سيؤثر على محركها النائم
بل كان يجب علي أن امضي فأنا متهم بالسرقة من وقود السيارة وأن أقدم للمحرك كأس من البنزين الدافئ لتدب الحرارة في أوصاله قبل السير يعني أن أقدم لنفسي جرعة من الدفلى في المساء بكلمات إستهجان من زيادة صرف البنزين ..فاليستحملني الحديد فأنا لست من حديد ...

في الأمس حدثني أحد الركاب العائدون من غربة طويلة عن جمال الربيع على طول الطريق من عمان إلى الرمثا ..
حقا ؟
لم أرى شيئا من هذا الجمال بعد لعلي سأنشغل اليوم بالنظر أليه لأفهم كيف تتحول الفراشات إلى شيء مزعج لا أكثر حين تهاجم الزجاج الامامي للسيارة ومقدمتها لتتلاشى هناك وتترك بقع صفراء وبيضاء يتوجب علي تنظيفها بإستمرار
في الامس أزلت دماء الفراشات عن الزجاج بيدي المجردة فغسلت يدي بتلك الدماء وفتحت يديَّ وقرأت الفاتحة على لا شيء أو على الفراشات
أحذر أيها العصفور .. ابتعد عن طريقي
فما زلتُ غضا أتقنت قتل الفراشات ولكني لم أتقن قتل العصافير بعد
قلتُ لسيدي العائد من غربته
طول هذا الطريق ثمانون كيلو مترا وعلى طول الطريق نُثر مئة وخمس وعشرون قرشا أي في كل كيلو وضع قرش ونصف القرش تقريبا وأنا هنا كي أجمعها فأنا معني بمتابعة قروشي والحذر من قطاع الطرق الذين يترصدون بكنزي الذي أجمعه لو أغفل لحظة كي أتابع وردة نبتت او زنبقة تفتحت سيمسكني الشرطي براداره وسيضبطني بمخالفة سير قيمتها عشرون دينار أي عشرون الف قرش مما يعني عمل ثلاثة أيام وقطع مسافة سبمعائة كيلو عبثا لأجمع كل تلك القروش لأعطيها لمراقب السير عكس التيار ..
أليس هكذا يكون قطع الطرق ؟ وأن أختلفت المسميات وصار يحمي قطاع الطرق قانون ودولة
هي لعبة العسكر والحرامي يا سيدي العائد من غربته إلى غربتنا ولكننا لم نعد ندري من هو العسكري ومن هو الحرامي .. لو أن كل تلك القروش تعود لي بخدمة ما ما كنت سأغضب ولكنها تتبخر ومن ثم تتكثف على شكل سيارات فارهة وضخمة لا تبالي بالرادار والويل لنا نحن أسياد خط عمان إربد ان لم نبتعد عن طريقهم .. أتعرف كيف تتبخر المواد بدون ان تبلغ حتى حرارتها النوعية ...؟


قد يتبع أو لن يتبع
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية