كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن تصريحات رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف التي أكد فيها إلتزام الحكومة بتنفيذ البرنامج الانتخابي للحزب الوطني، وإنتهائها من تنفيذ أكثر من تسعين في المائة من البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك عام 2005، وحديث جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم وأمين أمانة السياسات مع قناة العربية، واستمرار دعايات المرشحين لانتخابات مجلس الشعب في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، ودعايات الأحزاب، وقد تعرض شعار الحزب الوطني، وهو - علشان تطّمن على مستقبل ولادك - الى عدة هجمات من رسامي الكاريكاتير في 'المصري اليوم'، فكان رسم دعاء العدل عن الشعار صورة خلفية لحاكم يمسك في يده ابنه الصغير وعلى رأس كل منهما تاج العرش، والإعلان عن القبض على عدد من الإخوان، وتجمعات غاضبة للذين استبعدهم الحزب الوطني من الترشيح مع أنصارهم...
والموضوعان الآخران اللذان ينافسان الانتخابات في اهتمامات الصحف، هما الحجاج وأخبارهم، وعيد الأضحى وأسعار اللحوم واستعدادات الوزارات والهيئات لاجازة العيد.. وقيام عدد من طلاب جامعة القاهرة بمظاهرة تأييد لحكم المحكمة الإدارية العليا سحب الحرس الجامعي، ومظاهرة ثانية خارج الجامعة قامت بها حركة كفاية ومنظمات أخرى لنفس السبب.. وكان طلاب من المحظورة - آسف - أقصد الإخوان المسلمين - قد سبق وقاموا بمظاهرة داخل حرم جامعة عين شمس الذي شهد تعرض عدد من أساتذة جامعة القاهرة لاعتداءات البلطجية، وفي الحالتين لم يتعرض أحد للطلاب، وهو ما يعني الإحساس بوطأة الفضيحة التي تسببت فيها إعتداءات البلطجية.
واشارت الصحف لارتفاع في أسعار السكر، وأصدر مركز القاهرة للتحكيم الدولي حكما بحق المستثمر السعودي جميل القنبيط الذي اشترى محلات عمر أفندي في بيع أسهمه فيها لرجل الأعمال المصري محمد متولي، ورفض طلب الشركة القابضة للتشييد الغاء الصفقة مع حقها في الحصول على مبلغ ثمانية وخمسين مليون جنيه من المستثمر ورفض طلبه الحصول على تعويض قدره مائة وخمسة وثلاثون مليون جنيه، ووضع محافظ الاسكندرية خطة لتوسيع الكورنيش لمسافة ثمانية كيلومترات من المنتزه وحتى سيدي بشر بإضافة ثلاث حارات للسيارات. والى بعض مما عندنا..

حكايات وروايات
حول طائرة عبد الناصر العربية

ونبدأ بالحكايات والروايات وصاحبها اليوم هو زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أحمد المسلماني والذي يكن مشاعر غير ودية نحو خالد الذكر، لكنه قال عن أحد المشروعات في عهده في 'المصري اليوم' يوم الاثنين: كانت 'وكالة الفضاء المصرية' بالإمكان.. وكانت خطى العلماء أرسخ وأبعد من خطب الساسة ومزايدات الاشتراكيين الجدد، ما حدث في مصر في مجال العلم في تلك الأثناء كان رائعاً ومشرفاً وعظيماً، اتفقت مصر مع الهند على الشراكة في صناعة الطائرات، على أن تصنع الهند جسم الطائرة وتصنع مصر المحرك، وتأسست على ذلك مصانع الطيران بأفضل المهندسين المصريين، وفي 9 يوليو 1960 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر: 'يسعدني أن أعلن الآن أن أول طائرة نفاثة صنعت في مصر قد طارت بالفعل في الجو العربي عشرة أيام ولأول مرة' ثم قال الرئيس: 'إن إنتاجنا منها يكفي حاجتنا وحاجة أي بلد عربي'، حكى لي عالم الفضاء المصري الدكتور بهي الدين عرجون عن معالم مشرقة على طريق النهضة في مجال الطيران والصواريخ في تلك الحقبة الطموحة.. ويروي الدكتور عرجون في كتابه 'الفضاء الخارجي واستخداماته السلمية' عما جرى في ذلك الأمل، في 7 مارس عام 1964.. وبعد عمل جاد ومضن تم تطوير المحرك 'هـ - 200' ليصبح محركاً نفاثاً لطائرة مقاتلة 'القاهرة 200'، كما أمكن تطوير المحرك 'هـ - 300' وتم تصنيع الطائرة المقاتلة النفاثة 'القاهرة - 300'، وقال رئيس الوزراء الهندي 'نهرو': 'اتفقت مع صديقنا ناصر على أنه إذا كان إنتاج السلاح مهماً فالأهم أن نكسر احتكار العلم كما كسرنا احتكار السلاح'، لم تكن هذه الإنجازات الضخمة من تلك النوعية التي يلوكها السياسيون ليل نهار، بل كانت إنجازات حقيقية ومذهلة.. فقد جرى تصنيف الطائرة المصرية 'القاهرة - 300' باعتبارها أحدث مقاتلة نفاثة في العالم.. وبها دخلت مصانع حلوان ضمن مصانع الطائرات العالمية.. و5 يونيو 1967 وقع العدوان على مصر، بعد شهرين من النكسة تحدث البروفسور 'فرديناند براندز'، الخبير الألماني بمصنع الطائرات، إلى مجلة 'ديرشبيغل' الألمانية.. قال: 'إن الطائرة كان مفروضاً أن تكون جاهزة للعمل تماماً بعد تطوير المحرك، لكن ظروف العدوان أدت للتأخير، إنني وكل خبراء العالم نعتبر أن هذه الطائرة المقاتلة أخف وأرخص وأبسط أنواع المقاتلات في العالم وثمنها ثلاثة ملايين مارك'، وفي عام 1975 وصل خطاب مهم من مصمم الطائرات الأشهر 'ويلي شميت' إلى اللواء عصام خليل، المشرف على مشاريع الطائرات والصواريخ في مصر في الستينيات.. يقول: 'المتحف الألماني في ميونيخ تأسس منذ مائة عام وهو رائد المتاحف الأوروبية في عرض مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وقد استقر المتحف على عرض أحدث الإنتاج فيه.. وفي المقدمة المحرك النفاث المصري (هـ - أ - 300).
إن المتحف الألماني بميونيخ، بمجلس إدارته وخبرائه، درس خصائص المحرك المصري واعتبره واحداً من أفضل المحركات الحديثة في العالم'.

قصة القمر الصناعي المصري

هذا ما كتبه المسلماني يوم الاثنين عن الدكتور بهي الدين عرجون وما جاء في كتابه - الفضاء الخارجي واستخداماته السلمية - وبعده بيومين اي الأربعاء، نشرت 'الشروق' حديثا مع الدكتور عرجون وهو استاذ ديناميكا المركبات الفضائية والطيران بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، وأجرته معه زميلتنا الجميلة داليا العقاد بمناسبة فقد الاتصال بالقمر الصناعي ايجيبت سات 1، ومما قاله: 'هذه ليست أول مرة، فقد انقطع الاتصال مرتين من قبل، وتدارك المهندسون المصريون الأمر بالتعاون مع الجانب الأوكراني، لأنهم المصنعون للقمر، ومحطة الاتصال به عندهم، أعقب ذلك السفر إلى دولة السويد لرصد القمر من محطة هناك، حيث تتقارب المدارات هناك لقرب السويد من القطب الشمالي، بما يمكن مشاهدة القمر 16مرة في اليوم، بدلا من 4 مرات في مصر، ويجب ألا ننسى أن إيجيبت سات1 كان قمرا تجريبيا لبرنامج أكبر يهدف إلى نقل وتوطين تكنولوجيا صناعة الأقمار الصناعية في مصر، ولهذا جاء اختيارنا لدولة أوكرانيا لأنها دولة فضائية كبرى ولأنها قدمت أفضل وأرخص العروض لنقل الخبرات إلى المهندسين المصريين، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون العمر الافتراضي له 5 سنوات فقط، مع العلم أن البرنامج لو استمر بنفس الآلية لكانت مصر مستعدة الآن لإطلاق القمر الصناعي إيجيبت سات2، والإحباط كان لعدم دعم المشروع، ولم يكن لأن القمر فشل في مهمته في الفضاء بدليل نتائجه الباهرة وقدرة المصريين على التحكم به وتشغيله دون الحاجة إلى الأوكرانيين، فقد كان من المفروض إطلاق قمر صناعي ثانٍ، ولكن هذا لم يحدث، وأريد توضيح الأمور، فمصر دولة لم تفعل شيئا في مجال التكنولوجيا منذ عشرات السنين، وعندما تدخل في تجربة جادة وناجحة لنقل التكنولوجيا في البرنامج الفضائي ويحدث تعثر طبيعى، يحاول البعض أن يقلب هذا الإنجاز وتصل به درجة الخوف أن يفكر في إيقاف المشروع، وهذا يدل على وجود خلل بسبب غياب المفهوم الأساسي للعلم الذي يحتمل المخاطرة، البرنامج الفضائي كان قرارا من الدولة بناء على مبادرات من أبنائها لدخول عصر التصنيع الفضائي لحاجات استراتيجية وأمنية وصناعية وبحثية، من أجل تحسين مستوى المواطن المصري، وكان من ضمن أهدافنا تصنيع قمر 'دسرت' سات، وتصنيع مستشعرات داخل مصر، لاكتشاف ثروتها المعدنية واستغلالها، ويجب أن يشعر المسؤولون بالذنب تجاه البرنامج الفضائي المصري لأنهم لم يدعموه بالشكل الكافي، فمثلا كان المفروض أن تكون الوكالة الفضائية المصرية قد تأسست، وبدأت أعمالها في هذه الأيام وفقا للبرنامج الفضائي المصري، هناك فارق خمس سنوات بين القمر الصناعي إيجيبت سات 1 وإيجيبت سات 2، وكان من المفترض أن يبدأ العمل فيه في عام 2006 حتى 2011 على أن يطلق في 2012، وكان سيستكمل عقب رجوع المهندسين المدربين من أوكرانيا منذ 4 سنوات ولكن هذا لم يحدث، المهندسون المدربون وأصحاب الخبرة العالية لم يتركوا مهامهم من أجل قلة الرواتب، لأن عملهم في البرنامج الفضائي كان بناء على رغبة حقيقية في توطين تكنولوجيا الفضاء في مصر، وكانوا يؤمنون أنهم مثل العروسة التي تصون نفسها لعريسها، وهي مصر في هذه الحالة، خاصة أن رواتبهم أصبحت مع مرور الوقت معقولة، لكن في فترة توقف المشروع لم يجد المهندسون لا المشروع ولا الحلم الذي أرادوا تحقيقه لمصر في خيالهم، لقد قيل لهم أنتم الوطنيون، ومصر تعتمد عليكم لبناء مصر وكانت هذه حقيقة لأن مشروع الفضاء يعتبر أمنا قوميا، لم تتح لأجيالنا أو أمثالنا فرصة العمل فيه'.

تراجع الاهتمام بالبرنامج الفضائي

واهتم بنفس القضية في ذات اليوم - الأربعاء - زميلنا وصديقنا عبد القادر شهيب رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار الهلال بقوله في مجلة 'المصور': 'إن كشفنا عن فقدنا الاتصال بقمرنا أعاد من جديد الاهتمام ببرنامجنا الفضائي، والاهتمام الذي أخذ في التراجع خلال الثلاث سنوات الماضية بعد دفعة قوية ناجحة لهذا البرنامج بإطلاق أول قمر صناعي لنا لأغراض الأبحاث العلمية عام 2007.. ثم ما لبث هذا الاهتمام أن تلاشى تماما حينما توقفت جهود تصنيع القمر الصناعي الثاني، وهجر البرنامج عدد من العلماء والمهندسين الشبان الذين نالوا تدريبا مكثفا قبل إطلاق 'إيجيبت سات1' لمدة ثلاث سنوات، وهو الأمر الذي يهون منه المسؤولون بإخفاء الأرقام الحقيقية لعدد الكوادر الشابة التي تركت البرنامج مثلما حاولوا التهوين من شأن التجاهل الرسمي الذي يعاني منه البرنامج لعدم قناعة بعض المسؤولين للأسف لأهميته، لأنه برنامج يتيم لا يجد من يرعاه ويعاني من شح الإنفاق عليه حيث لا تتجاوز ميزانية البحث العلمي لعلوم الفضاء - لأرقام د. أيمن الدسوقي رئيس هيئة الاستشعار عن بعد - ثمانية ملايين دولار، في الوقت الذي تصل فيه ميزانية الجزائر الى مائة مليون دولار. وأحمد الله انني لم استمع لنصائح المسؤولين الذين طالبوني بتأجيل الكتابة عن برنامج الفضاء المصري، وليس صعبا إنقاذ برنامجنا للفضاء اذا خلصت وصدقت النوايا الرسمية.وليس صعبا بالمرة استعادة عدد من الكوادر الشابة المدربة والعلماء الذين هجروا البرنامج يأساً قبل البحث عن مرتبات مرتفعة، وليس صعبا أيضا تدبير التمويل اللازم لذلك، والذي لن يصل الى التقديرات الفلكية التي أعلنها وزير التعليم العالي'.

مخطط لمنع مصر من تكوين قاعدة علمية

وفي حقيقة الأمر فإن هذه القضية التي تاهت وسط زحام الأحداث والمعارك من فساد وانتخابات وخلافات سياسية وقضايا تعصف بالمجتمع وارتفاعات في الأسعار، هي الأخطر والأهم، لأنها جزء انكشف من مخطط لمنع مصر من تكوين قاعدة علمية تضم علماء وباحثين ومشروعات تنهض بالبلاد، وإذا كانت إسرائيل وأمريكا قد تآمرتا على خالد الذكر سواء بإرسال الطرود المفخخة للعلماء الألمان والذين كانوا يعملون في المصانع الحربية وتطفيشهم ، أو بالعدوان، لمنعه من تكوين هذه القاعدة، فانهم الآن ليسوا في حاجة الى حروب أو مؤامرات خارجية مكشوفة،لأن هناك مصريين ومسؤولين كما كشف الدكتور عرجون وعبد القادر سوف يتكفلون بهذه المهمة دون ان يتمكن أحد من إتهامهم بالمشاركة في مخطط لأن كل ما يقومون به لتعويق إمتلاك مصر قاعدة علماء ومشروعات علمية يبدو منطقيا، اما التسويف في تدبير التمويل، أو الاحتجاج بعدم وجوده أو الادعاء بأن الحاجة ماسة لتوجيهه على مشاكل تهم الجماهير. رغم ان هناك مليارات الجنيهات تم ويتم تبديدها لصالح رجال أعمال النظام.يكفي تذكر انه تم صرف اكثر من ستة آلاف مليون جنيه على مشروع توشكى ولا عائد له، بل تم تمليك أراضيه لأجانب، وعشرات المليارات ضاعت على الدولة في أرض مشروع مدينتي لحساب رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى عن الحزب الحاكم هشام طلعت مصطفى، وغيرها سيضيع اذا لم يوقف النظام تخصيص مليون متر مربع لشركة بالم هيلز المملوكة لوزير الإسكان أحمد المغربي وابن خالته وزير النقل السابق ورجل الأعمال محمد منصور. وهي القضية التي تم التعتيم عليها نهائيا، وضياع مئات المليارات لحساب رجال الأعمال الذين حولوا الأراضي المخصصة لهم للزراعة الى منتجعات سياحية، بالاضافة الى ما يتم إهداره من أموال على أوجه انفاق غير ضرورية وعملية ضرب برنامج الفضاء المصري، وهي في الحقيقة ضرب لعملية بناء قاعدة علمية حقيقية. لا يمكن فصلها بالمرة عن المحاولات التي قام بها وزراء ومسؤولون بالتواطؤ مع بعض رجال أعمال النظام وحزبه الحاكم، وعدد منهم له علاقات بإسرائيل وأمريكا للقضاء على مشروع إنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة وتحويلها لمنتجعات لحسابهم.أي حرمان مصر من دخول عصر الذرة وتكوين قاعدة علماء وباحثين.وعلينا ان نتذكر ان مصر وقعت من سنوات على اتفاق بأن لا تنتج صواريخ يتجاوز مداها الثلاثمائة كيلو متر.. اي لا نتمكن من الوصول الى قلب إسرائيل، بينما صواريخها المتطورة التي تنتجها يصل مداها لآلاف الكيلومترات وتقدمها النووي وفي الفضاء مذهل، وإيران نفس الشيء، والهند كذلك، إلا نحن، ممنوع علينا ذلك، ويتم تنفيذ المخطط بأيدي البعض وبطريقة مذهلة يصعب الإمساك بها في حالة تورط، لكن النتيجة واضحة على الأرض، ولا استطيع قول أكثر من ذلك، لكن الذي يمكن لنا قوله، انه كما تمكن الجيش والأمن وجناح داخل النظام إحباط خطة منع إقامة المحطة النووية، هم قادرون على إتمام برنامج الفضاء، وإستعادة كل علمائنا الذين هجروه'.

الرئيس يحاول
اصلاح العلاقة مع البسطاء

والى بارك الله لنا فيه وانتخابات مجلس الشعب القادمة وكنت قد تجاهلت كلاما كتبه يوم الأربعاء في 'الوفد' زميلنا طارق تهامي لأنه لم يعجبني.. طبعا، وكيف يعجبني قوله: 'من يعمل في مهنة الصحافة والإعلام يفهم تماماً كيف تمت عملية إخراج الزيارة الأخيرة للرئيس مبارك لمحافظة سوهاج خلال افتتاحه مشروعاً سكنياً مخصصاً للشباب في ' أخميم ' ، ومن يعمل في مجال ' الميديا ' يفهم أيضاً معنى ومغزى نشر صورة الرئيس وهو يجلس داخل إحدى الوحدات السكنية مع شاب سوهاجي بسيط وبجواره طفلته الصغيرة وهو يشرب معه كوباً من الشاي الصعيدي ' التقيل '! المشهد واضح جداً، هناك محاولة لإصلاح العلاقة ' المهزوزة ' بين المواطن البسيط وبين ' النظام ' بواسطة الرئيس الذي تواضع وجلس مع شاب صعيدي بسيط في منزله، كما أن عملية إخراج المشهد ' الإنساني ' تسبق أيضاً الانتخابات الرئاسية التي سيخوضها الرئيس مبارك نفسه بعد عام من الآن، وسط احتجاجات شبه يومية من شباب في عمر الشاب الذي استضافه في سوهاج منذ أيام، فكان قرار المستشارين بأن يظهر الرئيس مع نفس الجيل في صورة الراعي الوحيد لجيل يعارضه ! هل يريد الذين قاموا بـ ' تحضير ' الشاب لدعوة الرئيس لتناول الشاي أن نقتنع ومعنا 80 مليون مواطن أن الرئيس سيدخل منزلاً عادياً ويشرب فيه شاياً أو حتى كوباً من الماء، هكذا، بدون إجراءات أمنية مسبقة، وبدون تجهيز المكان واختباره هو .. و .. ' الشاي '!.. صحيح أن الرئيس بطبيعته يميل إلي الحديث بعفوية مع المواطنين، كلما ذهب إلي المحافظات الزراعية لأسباب متعلقة بنشأته الريفية، ولكن هذه العفوية لا تصل إلى تدخله في إجراءات أمنية ليست من اختصاصه ولا أعتقد أنه يتصرف فيها من نفسه'.

'الاهرام': من حق الرئيس ان يباهي بانجازاته

مسكين طارق، ولو انه انتظر ساعات فقط للاستماع لخطاب بارك الله لنا فيه أمام أعضاء الهيئة العليا للحزب، لما كتب ما تجاهلناه، ولقال كما قالت 'الأهرام المسائي' يوم الخميس في تعليقها بالصفحة الثانية: 'كان من حق الرئيس حسني مبارك ان يباهي في إجتماع الهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي أمس بإنجازات السنوات الخمس الماضية التي كانت سجلا حافلا في جميع المجالات يتقدم به الحزب الى الناخبين طلبا لتجديد الثقة به. و كان من حق الرئيس مبارك أيضا ان يباهي بالطريقة التي قدم بها الحزب الوطني مرشحيه الى لجان تلقي طلبات الترشيح في مختلف المحافظات، ومن الضروري ان الحزب الوطني كان يعي منذ وقت طويل ان عليه ان يقدم للناخبين مرشحين أكفاء وإنجازات كافية لتجديد الثقة به، كما ان الحزب كان على دراية تامة بالتحديات التي تواجه بلادنا، وقد عمل من أجل مغالبة هذه التحديات كأساس سيحدد مسار العمل الوطني خلال السنوات الخمس المقبلة'.

ألا يخجل الرئيس
من عدم تداول السلطة؟

طبعا، طبعا، ولعل هذا هو ما اثار حقد وكمد زميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها عماد الدين حسين، فطرح اسئلة في نفس اليوم من شدة الغيظ: 'ألا تشعر حكومتنا وحزبنا الحاكم بالخجل وهو يرى تداول السلطة في كل بلدان العالم المحترم عبر انتخابات حرة ديمقراطية، بينما هو 'كابس' على نفس هذا الشعب منذ عشرات السنين من دون أي أمل في التغيير.. هل يعقل أن الشعب المصري راضٍ عن الحزب الحاكم منذ بدء التعددية والتجربة الحزبية عام 1976 وحتى هذا اليوم؟!.لو أن هناك حكومة من الملائكة فإنها قد تؤدي عملها بصورة جيدة لفترة أو فترتين ثم يصيبها داء الاستقرار والتكلس والرضاء التام عن نفسها.. في مصر حدثت كوارث متعددة منذ عام 1976 وحتى هذه اللحظة، لكن أيا من هذه الكوارث لم يكن كافيا لتغيير الحكومة وحزبها الحاكم، أما المثير للضحك فهو أن بعض مسؤولينا لايزالون يؤمنون أننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية فعلا'.

غياب البرادعي
عن انتخابات مجلس الشعب

والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، وعلى سبيل المثال قام زميلنا والمحلل السياسي الكبير ورئيس مجلس تحرير جريدة 'الشروق' اليومية المستقلة سلامة أحمد سلامة، يوم الأربعاء، بالدفاع غير المباشر عن الدكتور محمد البرادعي، بقوله عنه: 'كان من العبث أن تذهب الظنون ببعضهم إلى حد الاعتقاد بأن معركة التغيير التي يخوضها البرادعي وأنصاره في الحملة الشعبية والجمعية الوطنية للتغيير ومئات الآلاف من الموقعين هي معركة انتخابات مجلس الشعب التي تجري هذه الأيام، أو هي معركة انتخابات الرياسة التي ستجرى في مثل هذا الوقت من العام المقبل، إذ إن منطق الأمور والرؤية الواقعية لحال الشعب المصري وطبيعته التي تتسم بالريبة وعدم تصديق كل ما يقال له كانت تنبئ منذ البداية بأنها معركة النفس الطويل والدليل على ذلك أن أحزاب المعارضة التي أيدت حركة التغيير سرعان ما تمزقت وتفرقت وعجزت عن الإجماع على مقاطعة الانتخابات، أو حتى على الحد الأدنى من الاتفاق على قوائم المرشحين! وربما كانت ثورة التوقعات هذه هي التي دفعت الكثيرين في غمرة الانتخابات البرلمانية إلى التعبير عن خيبة أملهم في البرادعي، وعجزهم عن فهم دوافعه وعدم مشاركته في الأجواء الراهنة، غير أن الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع هي أن التغيير ليس من صنع شخص واحد، وأن البرادعي ليس نبيا ولا ساحرا، فإذا كان هناك إخفاق فهو إخفاق يعم الجميع وليس البرادعي وحده!'.

خطأ البرادعي
بعدم اللحاق بحزب سياسي

ونظل مع البرادعي وغيابه، ولكن في تحقيق زميلتنا الجميلة بجريدة '24 ساعة' فتحية حماد، وجاء فيه: 'يرى نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع أن د.البرادعي أخطأ خطأ فادحا عندما رفض الالتحاق بأي حزب سياسي واستمع لنصائح أصدقائه وابتعد عن الأحزاب. هذا الموقف يعد غريبا من رجل يدعو للديمقراطية، انه غاب غيابا كليا عن الحياة السياسية في مصر خاصة ان الدولة في حالة نشاط سياسي في ظل الانتخابات البرلمانية المقبلة ويليها انتخابات الرئاسة وكان يجب عليه ان يكون متواجدا ليصرح بآرائه حول التطورات الموجودة على الساحة إذا كان يريد ان يلعب دورا في الحياة السياسية، ويؤكد د.عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ان البرادعي موجود في بعض دول الخارج ويتابع الأحداث السياسية والاجتماعية وجميع المجالات ويقوم بإرسال رسائل على موقعه الخاص يتحدث يوميا عن آخر الأخبار الموجودة بالصحف ووسائل الإعلام ويرسل تعليقات عليها ونطمح ان يتواجد في المرحلة المقبلة بشكل أكثر، مشيرا الى ان وجوده مؤثر وفعال لزيادة هامش الحرية والديمقراطية في مصر، كما ان وجوده ملح جدا في الفترة المقبلة خاصة في ظل الانتخابات البرلمانية المقبلة'.

إعتداءات بلطجية
على أساتذة من جامعة القاهرة

ويوم الخميس شهدت الصفحة الأخيرة من 'الشروق' معركتين حول ما حدث في حرم جامعة عين شمس من اعتداءات بعض البلطجية على أساتذة من جامعة القاهرة كانوا يوزعون حيثيات حكم المحكمة الادارية العليا بإلغاء وجود الحرس داخل الجامعة، فقال الأديب والطبيب المخزنجي: 'شيء بشع أن ترى مسخا منفوخ العضلات أغبر السحنة بلطجيا لا يمكن أن يمت لطلاب الجامعة بصلة حقيقية، حتى لو كان مسجلا فيها، وهو يتهجم بوقاحة مفرطة الثقة وفواحة برائحة الدعم الفاسد، على أستاذ جامعي كبير، ثم يختطف من يد الأستاذ أوراقا لم تكن إلا مُلخصا لحكم محكمة مصرية رفيعة المقام بشأن إلغاء الحرس الجامعي، وقام البلطجي بتمزيقها في وجه الأستاذ بما يشكل إهانة واستهانة بمقامه الرفيع وعمره الكريم، ويستحيل أن يُقدِم طالب سوي داخل حرم الجامعة على هذه الشناعة وما تلاها وكان أشنع، إلا إذا كان محميا ومدعوما ومدفوعا ومأجورا للعب هذا الدور! بعد ذلك صدر بيان عن إدارة جامعة عين شمس في غاية الغرابة يدافع عن البلطجية الذين رآهم ملايين الناس على شاشات التليفزيون ومواقع الإنترنت وهم يتهجمون على الأساتذة، ووصف البيان هؤلاء البلطجية، بأنهم 'طلاب غيورون على هيبة جامعتهم'، فجاجة ورداءة أداء تناسى أصحابها أن الدنيا قد ابتعدت عقودا وفراسخ عن لغة هذه البيانات الهزلية العتيقة، وأن ملايين العيون شاهدت نقيضها في وسائل الإعلام وعلى شاشات الكمبيوتر وصفحات الجـــرائد، وظهر فيها هؤلاء 'الطلاب الغيورون على هيبة جامعتهم' وقــــد أشهروا الأسلحة البيضاء والأحزمة والجنازير في مواجــــهة طلاب الجامعـــة العاديين الذين استفزهم تهجم البلطجية على الأساتذة الذين كذب بيان إدارة الجامعة بشأنهم أكثر من مرة، عندما ذكر أنهم 'اقتحموا' الحرم الجامعي، وأنهم كانوا يوزعون 'منشورات' وأنهم 'غرباء'، بينما هم دخلوا الجامعة من بوابتها، ولم يكن معهم غير صور من ملخص حكم محكمة مصرية، وكان بينهم أساتذة من جامعة عين شمس نفسها، كأستاذة الأدب الإنجليزي والكاتبة المرموقة الدكتورة رضوى عاشور'.

السلطة في مصر
أصبحت تتصرف بعصبية

وأما المعركة الثانية فشنها لنفس السبب زميلنا والكاتب الإسلامي فهمي هويدي لقوله: 'السلطة في مصر أصبحت تتصرف بعصبية أكثر مما ينبغي وبنَفَس أقصر مما ينبغي، إذ ماذا يضيرها مثلا لو أن لقاء الأساتذة مع الطلاب تم في هدوء ولم يتحول إلى قضية كما جرى، وألا يمكن أن يعد ذلك في حال حدوثه نقطة لصالح سماحة ورشد النظام بدلا من أن يتحول إلى نقطة سوداء في سجله، وحتى إذا كان الهدف هو إشعار الرأي العام بأن خطرا يهدد الجامعات بسبب إلغاء وجود الحرس في داخلها، فإن هذه الرسالة كان يمكن إرسالها بصورة أرقى وأكثر ذكاء، وليس بذلك الافتعال الساذج والمفضوح. في المشهد رأينا الجامعة تتحدث بلغة الداخلية، ورأينا الصحف القومية متبنية لموقف الداخلية، الأمر الذى يوحي بأن عسكرة النظام تتقدم بخطى حثيثة نحو هدفه، بما يعني أنه لا يزال هناك الأسوأ الذي يتوقع حدوثه'.

عميد سابق لكلية الحقوق يهدد برفع دعوى
ضد فهمي هويدي بتهمة العمالة لإيران

وعقابا لهويدي على ما كتب قبل ذلك عندما هاجم أعضاء في المجلس القومي لحقوق الإنسان وعلى رأسهم نائب رئيسه المستشار مقبل شاكر بسبب زيارتهم لسجن قنا واشادتهم بالمعاملة الحسنة للسجناء، فقد قام أحد أعضاء الوفد وهو عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة السابق وعضو المجلس الدكتور نبيل أحمد حلمي بكتابة مقال في 'الأخبار' - الجمعة- توعد فيه هويدي ورئيس تحرير 'الشروق' برفع دعوى قضائية ووجه اتهامات خطيرة جدا له، منها - و العياذ بالله - العمالة لإيران وقال: 'استشعرت انه يهاجم مصر من أجل الهجوم عليها. وقد راجعت نفسي، حيث حاولت الإقتناع بأن له رأيا مخالفا واتجاها مختلفا، وقد أشار البعض الى ان الأستاذ هويدي متأثر ببعض الإتجاهات المعادية خارج مصر ويراعي ذلك في كتابته دون اعتبار لصحة ذلك أو عدم صحته في مصر، وتمادى في إتهام الدولة ومجلس حقوق الإنسان بما ليس فيهم بل انه اصدر ما أسماها فتوى بأن هؤلاء كذابون ولا تصدقوا كلمة مما يقولون'.
وقال موجها كلامه لهويدي: 'لا أقبل اتهاماتك.و سأقوم ببحث ملائمة مقاضاتك أمام القضاء المصري، وكذلك رئيس تحرير الجريدة بعد ان استطيع التخلي عن فكرة انك كنت كاتبا موضوعيا تهدف في انتقاداتك الى صالح مصر ومعتمدا على وقائع حقيقية وليس على دوافع غير مصرية'.
وفي الحقيقة فهذه اتهامات لا يمكن قبولها وكلام ما كنا نود أن نقرأه لأستاذ قانون يتهم كاتبا مرموقا بالعمل لحساب دولة أخرى وضد مصر أمه وخالته، خاصة ان الدكتور نبيل عضو بارز في المجلس القومي لحقوق الإنسان ويحضر الندوات ويدلي بالأحاديث عن حقوق الإنسان، فكيف يأتي وبعصبية شديدة، ليوجه اتهامات العمالة والخيانة وكل أدلته علــــيها انه هاجم أعضاء المجلس الذين أشادوا بالمعاملة الحسنة للسجناء في سجن قنا؟! هــــل هذا معقــــول؟ و كنا قد أشرنا ونحن نعلق على كلام هويدي ان منظمات عديدة لحقوق الإنسان أصدرت بيانات أكدت فيها وجــــود تحسين في أحـــوال الســجون ولا يمكن اتهامها بالعمل لحساب الداخلية والنظام، وكان بإمكان الدكتور نبيل إرسال رد للشروق بما يريد قوله ويستشهد بتقارير هذه المنطمات بدلا من كلامه المستفز وغير المقبول.

جواز التصدق بقيمة
الأضحية على الفقراء والمحتاجين

والى الإسلاميين ومعاركهم، وظهرت على حين غرة احداها عندما أصدر عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الدكتور بكر عوض فتوى قال فيها انه يجوز التصدق بقيمة الأضحية على الفقراء والمحتاجين لأن المال أفيد لهم من اللحمة، وقد نشرت 'عقيدتي' تحقيقا لزميلنا حسام وهب الله جاء فيه: 'أيد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر هذه الفتوى أيضاً قائلاً: الأصل في الأضحية هي الإنفاق على الفقير وإدخال السعادة إلى قلوب الفقراء في يوم العيد فإذا نظرنا إلى الأحوال الاقتصادية لوجدنا حاجة الفقير للمال أكثر من اللحوم لسد حاجته الضرورية، لذلك من يتصدق بنفس قيمة الأضحية يأخذ ثواباً أكثر من المضحي لأنه يقوم بتطبيق المعنى الجوهري للأضحية. أوضح أن الإسلام دين تيسير ويبحث عن مصلحة الفقير مثلما هو الحال في زكاة الفطر حيث أجاز بعض الفقهاء إخراجها نقوداً بدلاً من الحبوب إذا كان في ذلك مصلحة الفقير التي يجب النظر إليها بعين الاهتمام.
وعارضها الشيخ عبدالحميد الأطرش الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر قائلاً: لا يمكن استبدال الأضحية بالمال لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يقول لابنته فاطمة 'قومي يا فاطمة واشهدي أضحيتك فإن الله يغفر بأول قطرة من دمها' يأمرنا بأن نأكل من لحم الأضحية ونطعم بها الغير وندخر منها أيضاً لذلك لابد أن يُراق الدم يوم العيد بعد صلاة العيد مباشرة كما أمرنا رسولنا الكريم والله عز وجل فيقول الله تبارك وتعالى 'فصل لربك وانحر'. ويتفق الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية مع الشيخ الأطرش قائلاً: الأضحية في مدلولها الشرعي هي ما يذكر تقرباً إلى الله تعالى، كما أن فيها إحياء لسُنَّة إبراهيم عليه السلام إذ امتثل لأمر ربه بذبح ابنه إسماعيل حتى فداه الله بذبح عظيم، ومن هنا فإن إحياء هذه الشعيرة تحقيق التوسعة على النفس وعلى الأهل والتحدث بنعمة الله تعالى تحقيقاً لقوله تعالى: 'وأما بنعمة ربك فحدِّث'، لا يقوم غير الأضحية من الصدقات مقامها حتى لو تصدَّق إنسان بشاة حية أو بقيمتها في أيام النحر لم يكن ذلك مغنيا له عن الأضحية ذلك لأن الوجوب في النحر يتعلق بإراقة الدم'.