نُشر في الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 - 21:49
قالت مصادر صحافية سعودية إن الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله الشيبي, كبير سدنة بيت الله الحرام، تُوفي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد (7 /11/ 2010)، عن عمر يناهز 82 عامًا.
وكان الشيخ عبد العزيز الشيبي قد تولى مهمة سدانة بيت الله الحرام قبل 16 عاما بعد الشيخ عاصم الشيبي.
وأسرة الشيبي يتوارث أبناؤها خدمة البيت الحرام منذ 15 قرنا. وينتمي جميع حملة مفاتيح الكعبة الموجودين في هذا العصر من آل الشيبي، إلى محمد بن زين العابدين رحمه الله تعالى، وينقسمون إلى أبناء الشيخ عبد القادر بن علي، وهم عائلة عبد الله وحسن آل الشيبي؛ وأبناء عبد الرحمن بن عبد الله الشيبي، وهم على مدى التاريخ يحظون باحترام وتقدير ورعاية حكام المسلمين، حسبما صرح الشيخ عبد العزيز الشيبي في حوار سابق له.
وفي الحوار نفسه، قال الشيخ الشيبي رحمة الله عليه: "بالنسبة لنسب سدنة الكعبة المشرفة الحاليين، فإنه ينتهي إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة -رضي الله عنه- الذي عاش في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتولت العائلة أمر سدانة البيت منذ قصي بن كلاب الذي عاش قبل البعثة، وتوارثتها سلالته حتى وقتنا الحالي".
ويعرف الشيخ عبد العزيز السدانة بأنها عرفت قبل الإسلام بأنها "القيام بجميع مستلزمات وأمور الكعبة المعظمة من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوارها وكل ما يتعلق بذلك".
وجاءت وفاة الشيخ عبد العزيز الشيبي في اليوم نفسه الذي من المفترض أن يتسلم فيه كسوة الكعبة المشرفة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين؛ حيث كان من المقرر أن يتسلم الشيخ الشيبي الكسوة مساء اليوم الأحد (الأول من ذي الحجة 1431 هـ) في احتفال إسلامي كبير بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود بحضور أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة فضل البار ونائب الرئيس العام لشؤون المسجدالحرام الشيخ محمدبن ناصر الخزيم ومدير جامعة أم القري الدكتور بكري معتوق عساس وسفراء الدول الإسلامية ورؤساء بعثات الحج وسدنة بيت الله الحرام.
مفاتيح الكعبة .. "خذوها خالدة تالدة":
وتعود قصة مفتاح الكعبة إلى يوم فتح مكة في العام الثامن من الهجرة؛ حيث كان مفتاح الكعبة مع عثمان بن طلحة، قبل أن يسلم، فأراد علي بن أبي طالب- رضي الله عنه - أن يكون المفتاح له مع السقاية، لكن النبي صلى الله عليه وسلم دفعه إلى عثمان بعد أن خرج من الكعبة ورده إليه قائلا: اليوم يوم بر ووفاء.
وكان صلى الله عليه وسلم قد طلب من عثمان بن طلحة المفتاح قبل أن يهاجر إلى المدينة، فأغلظ له القول ونال منه، فحلم عنه، وقال: «يا عثمان، لعلك ترى هذا المفتاح يومًا بيدي، أضعه حيث شئت» فقال: لقد هلكت قريش يومئذ وذلت، فقال: «بل عمرت وعزت يومئذ»، ووقعت كلمته من عثمان بن طلحة موقعًا، وظن أن الأمر سيصير إلى ما قال، ولقد أعطى له رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة قائلاً له: «خُذُوهَا خَالِدَةً تَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إلّا ظَالِمٌ يَا عُثْمَانُ إنّ اللّهَ اسْتَأْمَنَكُمْ عَلَى بَيْتِهِ فَكُلُوا مِمّا يَصِلُ إلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ بِالْمَعْرُوفِ».
ولم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن يستبد بمفتاح الكعبة، بل لم يشأ أن يضعه في أحد من بني هاشم، وقد تطاول لأخذه رجال منهم، لما في ذلك من الإثارة، ولما به من مظاهر السيطرة وبسط النفوذ.
وشيبة بن عثمان بن أبي طلحة حاجب الكعبة رضي الله عنه، كان مشاركا لابن عمه عثمان بن طلحة الحجبي في سدانة بيت الله تعالى. قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عند ترجمته: "وحجبة البيت بنو شيبة من ذريته".